حسمت وزارة التربية التونسية الجدل بشأن حملة ارتداء الكوفية الفلسطينية في امتحان البكالوريا التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت الشك في أن يكون الهدف منها تسهيل الغش أكثر من نصرة القضية، بحسب ما يدافع عنه البعض. تونس - ردت وزارة التربية التونسية على حملة دشنها ناشطون على فيسبوك، تدعو الطلبة إلى اجتياز امتحان شهادة البكالوريا باتشاح الكوفية الفلسطينية نصرة للقضية، بحظر ارتداء الكوفية أو أي نوع من اللباس الذي يثير شبهة في سلوك الطالب داخل قاعات الامتحان. ويأتي القرار في ظل ما اعتبرته وزارة التربية “محاولة البعض استغلال القضية الفلسطينية لإدخال إرباك على سير الامتحانات الوطنية أو توظيفها لارتكاب الغش المقنّع”. ودعت الوزارة الأسر إلى تشجيع أبنائها على أن يكونوا مثالا للسلوك التربوي النزيه والنأي بأنفسهم عن كل ما يعرضهم لشتى أنواع العقوبات التي لن تتوانى عن تطبيقها حفاظا على مصداقية الشهادات الوطنية. وجددت الوزارة “دعمها المطلق للقضية الفلسطينية تناغما مع المواقف المشرفة لرئيس تونس وتوجهات الدولة التونسية المساندة لكل الشعوب المقهورة في العالم”. ويسعى أصحاب الحملة إلى تعميم الفكرة على جميع الطلبة المسجلين لاجتياز اختبارات الدورة الرئيسية الكتابية لامتحان شهادة البكالوريا المقررة من الخامس من شهر يونيو الحالي حتى الثاني عشر منه، ما أثار جدلا بشأن جدواها بين من اعتبرها “شعبوية” وبين من يقول إنها “أضعف الإيمان لنصرة فلسطين” ومن يراها نوعا من التمادي في مقاومة إسرائيل بالفلكلور، عوضا عن العلوم والاختراعات والاعتماد على العقل. وقال معلق على فيسبوك: وأضاف المعلق أن فلسطين بحاجة إلى ما في الرّأس، وليس إلى ما يغطّي الرّأس رغم رمزيّته، ويتطلّب وعيًا وتركيزًا وهدوءًا وجدانيًّا أيّام الاختبارات. ورأى أن “الطّوفان الحالي لم يكن طوفانًا انفعاليًّا وجدانيًّا، رغم ما للأرض والأقصى من انغراس في الوجدان، إنّه طوفان عِلميّ بدرجة أولى، هو طوفان عماده: وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوّة..”. وتابع “سبعة عقود في معركتنا مع الصّهاينة لم يكن عِمادها العِلم والإعداد الجيّد الذي يأخذ بالأسباب، وإنّما كانت عقود التّجييش الأبْله والشّعارات الرّنّانة والخطب الحماسيَة، طوفان الأقصى كشف حقيقة قد تغيّر حاضر الصّراع مع الصّهاينة ومستقبله، هي أنّ النّصر وسيلته العِلم، أي ما في الرَأس، وليس ما يغطّي الرّأس.. وبناء عليه فلا معنى لهذه التعبئة الفيسبوكيّة الداعية إلى حمل الكوفية أيّام البكالوريا. وليكن اهتمام المترشّحين منصبًّا على الاختبارات. ولتكن التعبئة متعلّقة بتوفير الظروف المناسبة لتلاميذنا كي يكونوا جاهزين ومستعدّين للامتحان وضامنين للنّجاح”. وشكك البعض في نوايا الطلبة وقال إن الكوفية ستستخدم في التغطية على الغش في البكالوريا. وكان الرأي الغالب هو أن الاقتراح لتسهيل عملية الغش في الاختبارات عبر سماعات الأذنين، وجاء في تعليق: وهناك من رأى أن الفكرة تستحق التشجيع، خاصة وأن الحملة جاءت تحت شعار “اُنصر القضية بنجاحك”، بينما ارتأى آخرون أنها مجرد حيلة للربح في المتاجرة بالشعارات، وقال أحدهم: وانتقد ناشط حظر ارتداء الكوفية: وقال ناشط سياسي: وكتبت أستاذة: وأشاد آخر بقرار وزارة التربية: وأيد آخر القرار: وسخر آخر: وعلق آخر: ويجتاز 140 ألفا و206 تلاميذ امتحان البكالوريا الذي سينطلق يوم 5 يونيو الحالي، وفق ما أفادت به وزارة التربية. وبحسب معلومات لوزارة التربية استحوذت شعبة الاقتصاد والتصرّف على نصيب الأسد من عدد المترشّحين لباكالوريا سنة 2024 بأكثر من 46 ألف تلميذ، تليها في المرتبة الثانية شعبة العلوم التجريبية بأكثر من 28 ألف تلميذ. وحلّت شعبة الآداب في المركز الثالث بقرابة 27 ألف مترشّح ثم العلوم التقنية بحوالي 19 ألفا. وتجاوز عدد المترشّحين عن شعبة علوم الإعلامية 10500 تلميذ، فيما بلغ عدد التلاميذ المترشّحين عن شعبة الرياضيات 8061 تلميذا. وظلّت شعبة الرياضة الأخيرة كعادتها في ترتيب الشعب قياسا بعدد المترشّحين في حدود 1426 تلميذا.
مشاركة :