انتهى الموسم الرياضي بمسك الختام في بطولة كأس الملك وبحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مهرجان سنوي يجمع القائد بشعبه، مباراة جمعت الهلال والنصر بحمى التنافس الساخن امتدت لأكثر من ساعتين حبست فيها أنفاس جماهير الفريقين دون أن يظهر مؤشر تعطي فرصة لالتقاط الأنفاس. الموسم الرياضي المنتهي صباح يوم السبت الماضي كان موسما استثنائيا بكل معنى الكلمة، حيث دخل اهتمام عشاق كرة القدم على مستوى العالم من خلال نقل قنوات رياضية منتشرة على قارات الأرض تنقل الأحداث وتتبعه ببرامج تحليل وقراءات لمجريات المباريات، لا شك أن السبب الأول يعود لوجود أسماء لاعبين عالميين وهو كذلك في كل أنحاء العالم، اللاعب العالمي له جماهيره على مستوى العالم وبالتالي وجود أكثر من اسم عالمي في عالم كرة القدم سحب معه اهتمام الملايين من عشاق كرة القدم ما خلق الثقل والتميز لدوري «روشن» العربي السعودي. انتهت مباراة كأس خادم الحرمين الشريفين بفوز النادي الأزرق الذي حصد كل البطولات الرسمية لهذا الموسم، وإذا كان هذا معطى يشير لتميز نادي الهلال وسعة الفارق بينه وبين بقية الأندية المنافسة له في هذه البطولات الثلاث - كأس السوبر وكأس الدوري وكأس الملك - فإنه لا يعني أن بقية الأندية ضعيفة أو لا تملك القوة المهارية واللاعبين المخضرمين والمحترفين حتى على مستوى العالم، بل الصحيح أن مسابقات كرة القدم في بلادنا خاصة هذا الموسم المنتهي -قبل أيام- انتقلت من المحلية إلى العالمية، وهذا حقيقة ما نشهده في معظم بلدان العالم من تفرد أندية بعينها عن بقية الأندية المشاركة معها في مسابقاتها المحلية وحتى القارية، ذلك أن صعود القوة والسخونة في المسابقات بتعدد مسمياتها تجعل النادي المتميز علامة فارقة للموسم الرياضي برمته وفقدانه لأي من بطولاتها يقلل من زخم وهجه وتميزه ليحتل مركزه المستحق بين أقوى الأندية على مستوى العالم، وما حققه الهلال في هذا الموسم رغم غياب نجم الكرة البرازيلية «نيمار» طوال الموسم أعطى للهلال النادي تميزه الذاتي باللون الأزرق خاصة وأن أندية منافسة تعج بلاعبين بارزين على المستوى العالمي بما يزيد من هيبة هذا النادي ويضعه ضمن أندية التميز العالمي. والهلال الذي تعرض -في كثير من الأحيان- لهنات وضعف في المستوى من بعض حكام الكرة ومراقبي الصورة في ما يسمى (الفار) تجاوز هذه المطبات ولم يجعلها عائقا أو مبررا لا أقول لخسائره- وهو في الواقع لم يخسر طيلة الموسم - وإنما كأنه أصبح علامة فارقة للفوز والانتصار وتحدي ظروف كل مباراة، ألا يكفي أنه كرر الهزيمة لغريمه النصر والذي يلعب فيه اللاعب العالمي كريستيانو وكذلك الهزيمة لنادي الاتحاد الذي يلعب فيه اللاعب العالمي بن زينه وإلى آخره من الأندية مثل الشباب والأهلي وغيرهم، ويكفي أن نستحضر المباراة الأخير مع النصر والذي شهد 12 كرت أصفر وثلاثة كروت حمراء اثنين منها كانت من نصيب الهلال، فقد كانت مباراة مثيرة حقا ورائعة لو لا أن حكم المباراة لم يضع في ذهنه خصوصية المباراة وأثره هذه الخصوصية على لاعبي الفريقين مما زاد في إثارتها وتشويقها بشكل شد الجماهير والمتابعين من أنحاء العالم عبر القنوات الناقلة لتجعلها حديثا يطول كحدث رياضي متميز، وهو ما قد يجعل الموسم القادم أكثر جماهيرية على مستوى العالم، سيكون كذلك ليس هناك أدنى شك خاصة وأن لاعبين عالميين سينضمون أيضا لمشاركة اللاعبين المحليين بما يرتقي بمستوى التنافس إلى درجات أعلى في التقييم على المستوى العالمي، وربما نشهد أيضا ارتفاعا في مستوى المسابقات الرياضية لبعض دول الخليج لسحب العالمية من أوروبا إلى الخليج العربي وبما يساعد في تنمية وترقية المسار السياحي ويغذي توجهات الانتقال من المحلية الى العالمية في شتى المجالات وعلى كافة المستويات، لكن هذا أيضا يتطلب من انديتنا و-خصوصا- اداراتها الابتعاد عن التفكير القديم بصناعة وخلق المبررات والقصص والحيل الركيكة بديلا عن نقد الذات وتصحيح الأخطاء كما حدث من نادي الاتحاد ضد الهلال في شكوى ضد اللاعبين سعود عبدالحميد ومالكوم قبل مباراة الكأس بما خلق صورة غير جيدة لصورة التنافس التي يأملها القائمون على الرياضة والشباب. هناك في الحقيقة ما يجب الانتباه له ومعالجته لتدعيم وتقوية الموسم الرياضي، وان كنت لا أستطيع إحصاءها تماما ولكن هناك بعض النقاط التي تحتاج منا جميعا إعادة نظر، ولعل الإعلام الرياضي سواء صحف أو قنوات وبرامج متخصصة اعتقد أنها نحتاج إلى رقي وعمق مفيد وتقليص بقدر الإمكان للأفكار والتحليلات العاطفية وأحيانا الغوغائية لكسب الشهرة فهذا يقلل من قيمة الجهود التي تبذل لعكس صورة رائعة تتناسب وسعة الفهم العالمي ولا أقصد بذلك الحد من حرية الرأي ولكن -كما قلت- لنرتقي بمناقشاتنا وحواراتنا إلى مستوى أفضل، ونقطة أخرى وهي في تصرفات بعض اللاعبين و-خصوصا- العالميين مع الجمهور وكذلك اللاعبون المنافسون وحتى الحكام أظنها تحتاج لمراجعة وأن يكون التهذيب وحسن السلوك جزءا من العقد فمهما بلغت شهرة اللاعب العالمي فلا يجب أن تمس كبرياء الجهد والجهود التي تبذل لصناعة موسم رياضي عالمي مع العلم أننا وبهذا المسار الصاعد لتطوير وترقية الموسم الرياضي سنصل قريبا جدا في صناعة الجذب والإغراء للاعبين العالميين للانضمام ليس بشهرتهم العالمية وإنما بشهرة موسمنا الرياضي الذي يسعى للعالمية وقد خطى خطوات رائعة في هذا، وأخيرا فإن استقدام حكام أجانب لا يعيب ولكن الاختيار يستحق اهتمام أكبر، ذلك أننا شهدنا بعض الأخطاء التي تظهر ضعفا في المستوى أو الانتباه او تحري الدقة، واذا كان الخطأ واردا لكن الحرص على التقليل منه من خلال تقييم الأداء ووضع درجة لمستوى الحكم بما يؤهله للاستدعاء لتحكيم مباراة أخرى من عدمه، وكذلك الحال مع مراقبي تصوير حركة اللاعبين (الفار) لا بد من وجود لجنة تقييم لأدائهم تكون مهنية وغير ذات ميول عاطفية. وأخيرا فقد شهدنا موسما رياضيا رائعا يزاحم وينافس المستويات العالمية في هذا المجال وشهدنا نقلة وقفزة في أداء اللاعبين محليين ودوليين نتيجة الاحتكاك كما شهدنا ارتفاعا محسوسا في حرارة وسخونة المقابلات الكروية لكن لا بد من الاعتراف ان الثنائي الهلال والنصر تميزا بمسافة ملموسة عن بقية الأندية الامر الذي يتطلب مراجعة جادة من قبل بقية الأندية لتطوير وترقية الأداء سواء في الإدارة او اللاعبين، وبقي ان أقول ان الهلال فاز تميز وانفراد بذاته وله اثر كبير وكبير جدا في رفع مستوى الموسم الرياضي وان حاول النصر ملاحقته او تقليده دون ان يحقق نجاحا فقد اجتهد أيضا وحقق وجود اللاعب العالمي رونالدو دعما قويا للفريق لكن على لاعب او شهرة لاعب لا تعطي تميزا لذلك كانت نتيجة المباراة النهائية في ختام الموسم الرياضي وان انتهت بركلات ترجيح الا انها كانت نتيجة عادلة لفوز الفريق على اللاعب المتميز.
مشاركة :