ما بين «نعمة» الابتكار و»همة» الاقتدار أهدى «غنائم» السريرة ببذخ في «بصيرة» جائلة وزعت أشعاع «التطوير» من عمق «العقل» البشري الى أفق «النقل البحري». سطع كالضياء في ميادين «الموانئ» مولياً قبلة «التميز» شطر «الاقتصاد» وموجهاً بوصلة «الامتياز» نحو السداد فكان كبير جيله وخبير رعيله الذي سار في سبل «الرشاد». أبحر في عوالم «البحار» وأثمر في معالم «الانتصار» حتى اقترن اسمه بهيئة «الهيكلة» وارتبط صيته بهوية «التنمية» فكان «الربان» القادم من أقصى «الوطنية» يسعى حاملاً راية «اليقين» ومحققاً غاية «التمكين». إنه مدير عام ميناء الملك عبد العزيز بالدمام سابقاً خبير وعراب الموانئ الأستاذ نعيم بن إبراهيم النعيم - رحمه الله- أحد أبرز رجال الدولة والقياديين في قطاع النقل البحري. بوجه «حساوي» السحنة بحكم النشأة واحتكام التنشئة مسجوع بطيبة بارزة تنعكس على محيا مسكون بالهدوء والسمت والجدية والندية مع تقاسيم «زاهية» تتكامل مع والديه وتتماثل مع أخواله وأعمامه، وعينان واسعتان تسطعان بنظرات التمكن ولمحات «التيقن» وبهاء ذاتي يتجلى من شخصية واسعة المدارك لطيفة القول نبيلة الخلق، أصيلة المبدأ، لينة الجانب، باهية التعامل، عريقة السيرة، عميقة البصيرة، ومحيا حافل بالحضور «الفريد» في أناقة وطنية تتسامى من محيا عامر بطيب «الوصال» ورونق «لتواصل» وصوت جهوري مزيج ما بين «لهجة» حساوية في مرابع القوم و»لكنة» شرقاوية في مجالس العائلة، ولغة فصيحة حصيفة تعتمد على «مخزون» مهني وتتعامد على «مكنون» عملي قضى النعيم من عمره عقود وهو يؤسس منهجية الأعمال ويؤصل هوية الأفعال ويسخر ماهية الإنجاز في وقائع عملية ومناصب قيادية وسلالم مهنية صعدها بقوة «المثابرة» واعتلاها بحظوة «المصابرة» موظفاً صعد «درجات» الوظائف بدوافع «المكافح» واعتلى منصات «المناصب» بوقائع «الناجح» في شؤون «الأمنيات ومتون «المنجزات». في الأحساء درة الساحل الشرقي. ولد عام 1957 وتناقل الجيران والعابرين النبأ المبارك والخبر المبهج على اهازيج الفرح وأريج السرور.. واختارت له أسرته اسمه المتوائم مع اسم العائلة الشهيرة بالمكارم فزادته «التسمية» رونقاً مركباً كتب به تركيبة «حياتية» مذهلة توشحت بالفضائل.. تربى في كنف والد كريم وأم حنونة علماه ماهية «العلا» سراً وعلانية فكبر في أحضان «التوجيه»، وتربى في كنف «الوجاهة» وارتبطت طفولته بإمضاءات خالدة رسمت له خرائط «النصح» وسخرت له «طرائق» الفلاح. حزم نعيم حقائبه صغيراً مع والده التاجر الحساوي الذي اتجه إلى الرياض عاصمة العز ليمكث في «سوق الحساوية» مؤصلاً تجارة الأجداد في ميادين «الرزق» فاقترنت طفولته بذكريات جميلة قضاها راكضاً في ميادين سوق الديرة ومنطقة قصر الحكم مراقباً نداءات «الكفاح» في بركات العابرين وإمضاءات «النجاح» في ومضات السائرين. لاحظ والده تفوقه وحبه للدراسة فأعاده للأحساء التي درس فيها وتميز ونال منها شهادة الثانوية التجارية، ولأنه مسكون بالطموح التحق بوظيفة في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام والتحق بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن طريق الانتساب وحصل منها على بكالوريوس العلوم الإدارية عام 1987 وهو على رأس العمل، وتدرج في الوظائف وترقى على منصب مدير شؤون الموظفين وواصل دراسته وحصل على دبلوم اقتصاديات النقل البحري وماجستير في اقتصاديات النقل الدولي من الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري بالإسكندرية وظل في مهامه المتميزة وترقى على مدير الشؤون المالية والإدارية بالميناء ثم صدر القرار بتعيينه مديرا عاما لميناء الملك عبدالعزيز بالدمام نظير كفاءته وخبرته وتميزه.. استطاع «نعيم النعيم» أن يرفع نسبة التوطين في ميناء الدمام من 50 % إلى 99 % واهتم بالتدريب وبرع في تطوير مجال الأمن والسلامة وأنشأ أقساما مختصة في سلامة التشغيل وإدارة الأزمات وأقسام للتدقيق الداخلي، ووضع السياسات والإجراءات لضمان أفضل الممارسات في التشغيل، وأنشأ إدارة للتسويق للتواصل مع العالم الخارجي، كما خطط وقدم جهودا جبارة في تقديم ميناء الملك عبدالعزيز الدعم اللوجستي في حرب الخليج أثناء الغزو العراقي للكويت من خلال التعامل مع البوارج الحربية والإشراف على السفن ومكافحة التلوث الناتج عن تسرب الزيت، وفي عهده حقق الميناء الشرقي الهام مكانة عالمية ومرموقة في حركة التبادل التجاري ومناولة البضائع؛ حيث ارتفعت إيرادات الميناء من 220 مليون إلى مليار و300 مليون ريال، كما شهدت فترة قيادته للميناء تنفيذ مشاريع بنية تحتية قُدرت بخمسة مليارات ريال جعلت ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام في مصاف الموانئ العالمية. ترأس النعيم لجان تطوير الموانئ السعودية وتنفيذ برامج خصخصة عمليات التشغيل حيث أشرف على مفاوضات الخصخصة الأولى في ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبد العزيز بالدمام بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وفي مجال دعم الصناعات المحلية كانت له جهوده البارزة في تأسيس أول شركة لبناء السفن في المملكة، وكذلك تأسيس أول شركة لبناء المنصات البترولية في الموانئ السعودية لمساندة أعمال شركة أرامكو السعودية من قبل القطاع الخاص. وقام النعيم بدور فاعل ورئيسي في المفاوضات التي شارك فيها ممثلاً لقطاع الموانئ السعودية حيث أشرف على مفاوضات الخصخصة الأولى في ميناء جده الإسلامي مع شركة بوبة البحر الأحمر وشركة الموانئ الماليزية بنحو ملياري ريال. وقام بجهود مباركة في تنسيق العمل بين الموانئ الخليجية من خلال رئاسته للوفد السعودي في اجتماعات سلطات الموانئ التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي وقام بتمثيل السعودية في العديد من الاجتماعات الخليجية لتحضير اجتماعات وزراء النقل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. اختير النعيم كأحد الأشخاص المؤثرين في صناعة النقل البحري في الشرق الأوسط عام 2007م حيث تم تتوجيه برئاسة مجلس اتحاد الموانئ العربية لأكثر من ثلاث دورات ولمدة سبع سنوات مع تمثيل السعودية في الكثير من الاجتماعات العربية والدولية في مجال النقل البحري. وفي عام 2018م تقاعد النعيم بعد تحقيق منجزات واعدة كزيادة عدد الحاويات من 307 آلاف حاوية إلى مليون وستمائة ألف حاوية، وزيادة البضائع العامة المناولة من 8 ملايين وثماني مائة ألف طن إلى 29 مليونا وستمائة ألف طن، ورفع إيرادات الميناء من 219 مليون ريال إلى مليار و300 مليون ريال، وكان له دوره البارز في عقد شراكه بين صندوق الاستثمارات العامة وهيئة الموانئ السعودية وهيئة موانئ سنغافورة بحجم استثمار في مرحلته الأولى بلغ مليار و200 مليون ريال. وله العديد من الاعمال المتميزة في قطاعات الأعمال ومجالات التخطيط والتنفيذ. شغل النعيم عضوية 17 لجنة محلية وإقليمية مثّل خلالها هيئة الموانئ السعودية واتحاد الموانئ العربية وسلطات الموانئ لدول مجلس التعاون الخليجي وشارك في أكثر من ثلاثين دورة ومؤتمر دولي تم اختيار «النعيم» عام 2018م ككبير مستشارين في مدينة نيوم حيث ساهم في الإشراف على إنشاء البرامج اللوجستية للمدينة واستفادت عدة قطاعات أخرى من كفاءته وتميزه.. انتقل النعيم الى رحمة الله في سبتمبر 2020م اثر مرض تعرض له، ونعته وسائل الإعلام والتواصل ورجالات الدولة وقيادات التنمية واقترنت التعازي فيه بمناقبه ومآثره على المستويين الشخصي والعملي.. رحل وظلت مسيرته «ناطقة» في أفاق الإنجاز وسامقة في ابعاد الاعتزاز. نعيم النعيم.. عقل النقل البحري ورمز الموانئ، صاحب البصمات المضيئة في المجال التنموي والامضاءات المنيرة في القطاع المهني.
مشاركة :