إبراهيم الملا (الاتحاد) «زمن التغيير»، قد تكون هذه العبارة أو هذا المصطلح الحمّال لأوجه وتفسيرات وتأويلات عدة، هو مفتاح الدخول لاكتشاف وتلمس الملامح الأهم والأبرز في كتاب «خريف الإخوان»، الصادر حديثاً للباحث والإعلامي محمد الحمادي، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام» رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، ذلك أن إيراد هذه العبارة ضمن المقدمة التمهيدية للكتاب سوف يكشف جوانب فاضحة، وخطرة أيضاً، فيما يتعلق بالتنظيم السري للإخوان المسلمين في الإمارات، والذي أسقط أقنعته الوديعة وكشّر عن أنيابه، حسب وصف الحمادي، مع بداية انطلاق الشرارة الشيطانية لما أطلق عليه زوراً وبهتاناً «الربيع العربي» قبل خمس سنوات من الآن. يوضح الحمادي في مقدمة الكتاب، الكاشفة والمضيئة، أن اللاهثين وراء خديعة ووهم «التغيير» والمأسورين بإغوائها ووقعها الرنّان، كانوا يعملون في الخفاء وفي الظلام لتنفيذ مخططات وأجندات خارجية مشبوهة، ويستطرد: «من يعيش في الإمارات، يدرك أن زمن التغيير الحقيقي فيها بدأ في عام 2006، فمنذ ذلك العام والمواطن الإماراتي يعيش زمناً مختلفاً عن كل الأزمان السابقة، ليس على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحسب، ولكن كانت هناك تغييرات حقيقية على المستوى السياسي، فقد كان الجميع يستعد لأول انتخابات برلمانية في تاريخ الإمارات». ويوضح الحمادي أن جوهر التغيير لا يكمن في استبدال شيء بآخر، وإنما الانتقال من حالة إلى أخرى، والتقدم إلى الأمام خطوات، وتحقيق إنجازات إضافية للوطن والمواطن في ظل دولة الاتحاد، وفي ظل تلاحم الشعب مع القيادة بروح البيت المتوحد. وينوه الحمادي إلى أن «الإخوان»، ومع انطلاق تلك المرحلة الزاهية من التغييرات الإيجابية، كانوا يبحثون عن السلبيات لانتقادها، والانتقاص من جهد العاملين، رغم كل المؤشرات والدلالات المبهجة لمسيرة التغيير تلك، والتي وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة والساعية لتطوير رؤيتها المستقبلية، ويتساءل: هل كانت مغامرة الإخوان تستحق العناء؟ ويؤكد الحمادي أن تحرّك «الإخوان» في الإمارات ومحاولتهم إحداث بلبلة في الدولة، وربما السعي لتغيير النظام القائم، جاء في البلد الخطأ، فكانت نتيجته خسارة كبيرة للتنظيم ومن فيه ومن معه. ... المزيد
مشاركة :