القوى الأوروبية تضغط على إيران لوقف الانتهاكات النووية

  • 6/3/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيينا - بعد 18 شهرا من التصعيد النووي قرر الأوروبيون رغم التردد الأميركي تقديم مشروع قرار يدين عدم تعاون إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يبدأ أعماله الاثنين في فيينا وذلك لمواجهة انتهاكات طهران المستمرة لالتزاماتها النووية. وتحدث دبلوماسيون عن "الحاجة الملحة للرد على خطورة الوضع" خاصة بعد التقارير التي تتحدث عن عدم تعاون إيران واقترابها من صنع القنبلة النووية وكذلك حديثها عن تغيير في عقيدتها النووية. ورغم نفي إيران رسميا وجود أي رغبة لديها في الحصول على القنبلة النووية، إلا أن برنامجها يواصل تقدمه. ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنها الدولة الوحيدة غير المجهزة بسلاح ذري القادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60% ومراكمة مخزوناته التي تتزايد باستمرار. وهذه العتبة قريبة من مستوى الـ90% اللازم لصنع قنبلة نووية وهي أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3,67% - أو ما يُعادل ما يُستخدم لتوليد الكهرباء. وعلى الرغم من هذا الوضع الذي كان لا يمكن تصوره حتى وقت قريب، فإن مجلس محافظي الهيئة الأممية المكونة من 35 دولة عضوا لم يقدم مشروع قرار منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وخلال الاجتماع الأخير في آذار/مارس، أعدّت لندن وباريس وبرلين نصا قبل أن تتراجع بسبب نقص الدعم من واشنطن. وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف ان محادثات الوكالة مع طهران عُلقت إثر وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، بينما أشار تقرير آخر إلى أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصّب في الأشهر الأخيرة 30 مرة عن الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015. وأدى رئيس الوكالة رافائيل غروسي زيارة لطهران قبل وفاة رئيسي لبحث الملف النووي حيث عبر عن أمله في استئناف المفاوضات النووية. وأثارت طهران مخاوف كبيرة بشأن برنامجها النووي بعد حديث عن تغير ايديولوجيتها النووية حيث قال كمال خرازي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي الشهر الماضي إن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا هددت إسرائيل وجودها، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن سلاح نووي إيراني فيما يعتبر التصريح نوعا من التراجع عن مواقف سابقة للقيادة الإيرانية بشأن تحريم امتلاك القنبلة النووية. وكان قادة في الحرس الثوري أشاروا كذلك لإمكانية تغيير طهران لعقيدتها النووية ما خلف حالة من القلق على المستوى الدولي. وحرم الزعيم الأعلى الإيراني صنع أسلحة نووية في فتوى في مطلع الألفية، وأكد موقفه مجددا في 2019 بالقول "صنع وتخزين قنابل نووية خطأ واستخدامها محرم... وعلى الرغم من أن لدينا تكنولوجيا نووية، فإن إيران عزفت عن ذلك تماما". لكن وزير المخابرات الإيراني وقتئذ قال في 2021 إن الضغط الغربي قد يدفع طهران إلى السعي لامتلاك أسلحة نووية. وقال خرازي "في حال شن النظام الصهيوني (إسرائيل) هجوما على منشآتنا النووية فإن ردعنا سيتغير". وحذر أحمد حق طلب القائد المسؤول عن حماية المنشآت النووية بالحرس الثوري بعد تصاعد التوتر مع إسرائيل من أن التهديدات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى "مراجعة العقيدة والسياسات النووية الايرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة سابقا". وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت في ابريل/نيسان الماضي أن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية، وذلك بعد أيام من تحذير صدر عن قائد بالحرس الثوري الإيراني من أن طهران قد تغير سياستها النووية إذا استمرت التهديدات الإسرائيلية.  

مشاركة :