أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الاثنين، أن إيران انتهكت الحد المفروض على اليورانيوم منخفض التخصيب الذي حدده الاتفاق النووي عام 2015 مع القوى الكبرى العالمية. وذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أن إيران تجاوزت الحد المسموح به لاحتياطاتها من اليورانيوم، بينما توالت ردود الفعل الدولية على الخطوة، وأعربت روسيا عن أسفها، وقالت بريطانيا أنها تدرس الرد على هذا الانتهاك، بينما دعت الأمم المتحدة طهران إلى الالتزام بتطبيق الالتزامات.وأبلغ مدير وكالة الطاقة الذرية يوكيا أمانو مجلس حكام الوكالة ومقرها فيينا بالإجراء الإيراني، وهو أول انتهاك من جانب إيران للاتفاق النووي، الذي لا يسمح لإيران بامتلاك مخزون أكثر من 300 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 67. 3 في المئة.وقال جواد ظريف لوكالة الأنباء الإيرانية «إسنا» أمس: «بناء على معلومات بحوزتي، تجاوزت إيران حد ال300 كلج» من اليورانيوم منخفض التخصيب. وأضاف: «أعلنا مسبقاً (عن تجاوز الحد)»، موضحاً أن الإعلانات المسبقة لإيران بهذا الصدد، تبين «بوضوح ما سنقوم به» لاحقاً.وقال الوزير الإيراني: «نعتبر أن من حقنا (القيام بذلك)، في إطار (ما تسمح به) خطة العمل الشاملة المشتركة»، وهو الاسم الرسمي للاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في فيينا عام 2015، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي قال إن خطوات إيران المتعلقة بتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي «يمكن العدول عنها». كما حث الدول الأوروبية على تسريع وتيرة جهودها لإنقاذ الاتفاق.وقد يكون لهذه الخطوة عواقب بعيدة المدى على الدبلوماسية في وقت تحاول فيه الدول الأوروبية إبعاد الولايات المتحدة وإيران عن شفا الحرب، وذلك بعد أقل من أسبوعين من تراجع واشنطن عن توجيه ضربات لطهران في اللحظة الأخيرة. وناشد الأوروبيون، الذين عارضوا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في عهد سلفه باراك أوباما، إيران مواصلة الالتزام به.وبعد التجاوز الإيراني الجديد، قال وزير خارجية البريطاني جيريمي هنت إنه يشعر «بقلق شديد»، لكنه أضاف أن بريطانيا لا تزال تدعم الاتفاق. وقال هنت على «تويتر» أمس «أشعر بقلق شديد بسبب إعلان إيران أنها انتهكت التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة بإنجاح الاتفاق واستخدام كل السبل الدبلوماسية لتهدئة التوتر في المنطقة». وأضاف: «أحث إيران على تجنب اتخاذ أي خطوات أخرى تخالف (الاتفاق) والعودة للالتزام به». وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن إعلان إيران «مقلق للغاية» وإن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها للحفاظ على الاتفاق. وأضاف المتحدث للصحفيين: «كنا واضحين دائماً في أن التزامنا بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يعتمد على التزام إيران التام بشروط الاتفاق، ونحثها على العدول عن هذه الخطوة». ومضى يقول: «ندرس على نحو عاجل مع شركائنا في خطة العمل الشاملة المشتركة الخطوات التالية بموجب الاتفاق».وقالت روسيا الاثنين، إن إعلان إيران يدعو إلى «الأسف» لكنها عزت ذلك إلى تصرفات الولايات المتحدة. وذكر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء: «هذا بالطبع يدعو للأسف، ولكن علينا ألا نبالغ في تصوير الوضع». وأضاف «يجب فهم الأمر على أنه نتيجة طبيعية للأحداث التي حصلت قبله». ودان ريابكوف «الضغوط الأمريكية غير المسبوقة»، إلا أنه دعا طهران إلى التصرف ب«مسؤولية». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إيران إلى التمسك بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي وحل الخلافات من خلال آليات الاتفاق، بحسب المتحدث باسمه. ودعا جوتيريس إيران إلى «مواصلة تطبيق جميع التزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي». (وكالات)
مشاركة :