يعتقد جميع المراقبين تقريبا بأن مساعي مودي لكسب القوميين الهندوس ستمنحه ولاية ثالثة بعد عقد على وصوله إلى السلطة أول مرة. تظهر الاستطلاعات بأن مودي (73 عاما) يتّجه للفوز فيما قال رئيس الوزراء إنه واثق بأن "الشعب الهندي صوّت بأعداد قياسية" لصالح إعادة انتخاب حكومته. تضعف الخلافات الداخلية معارضي مودي إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي منافس لحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم. لكن رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار أشاد الاثنين بعملية الانتخاب المعقّدة لوجستيا قائلا إن "الناخب هو الفائز الحقيقي". وبينما ازداد إجمالي عدد الناخبين، بدت نسب المشاركة أقل بعض الشيء من تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة. وبناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليونا، شارك 66,3 في المئة منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67,4 في المئة. ولن تصدر بيانات نسب المشاركة النهائية إلا بعد إعادة الاقتراع في مركزين في ولاية غرب البنغال الاثنين. وقال كومار للصحافيين "سجلنا عددا قياسيا عالميا بلغ 642 مليون ناخب هندي. إنها لحظة تاريخية بالنسبة لنا جميعا"، مضيفا بأن نحو نصف هؤلاء (312 مليونا) نساء. وأضاف بأن الناخبين "اختاروا التحرّك بدلا من اللامبالاة والإيمان بدلا من التشاؤم وفي بعض الحالات، صندوق الاقتراع على الرصاص". "القوة المذهلة للناخبين" وتابع "يظهر ذلك القوة المذهلة للناخبين في الهند"، مشيرا إلى "عدم وقوع حوادث عنف كبيرة". وأكد أن "على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديموقراطية الهندية". والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن. اعتُقل كيجريوال (55 عاما) في آذار/مارس بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقا وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت. وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه "عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية"، متعهّدا مواصلة "الكفاح" من خلف القضبان. لطالما حذّر معارضو مودي ومنظمات حقوقية دولية من التهديد الذي تواجهه الديموقراطية في الهند. وذكر مركز أبحاث "فريدوم هاوس" الأميركي هذا العام بأن حزب "بهاراتيا جاناتا" استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين". ارتفاع درجات الحرارة أرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى تجاوز درجات الحرارة معدلاتها مع دخول فصل الصيف في الهند. اصطف عشرات الملايين خارج مراكز الاقتراع خلال موجات الحر المتتالية في أنحاء شمال الهند التي بلغت الحرارة على اثرها أكثر من 45 درجة مئوية. ولقي 33 موظفا مسؤولا عن الانتخابات حتفهم جراء الحر الشديد السبت في ولاية أوتار براديش وحدها حيث وصلت الحرارة إلى 46,9 درجة مئوية، وفق مسؤولين عن الانتخابات في الولاية. وقال كومار "تعلمنا من هذه الانتخابات بأنه يتعيّن على عملية الاقتراع بأن تنتهي قبل هذا الوقت.. ما كان علينا أن نجريها في ظل هذا الحر الشديد". تستخدم الهند آلات التصويت الإلكتروني التي تسمح بعد الأصوات بشكل أسرع. وقال كومار "لدينا عملية فرز متينة". تعد الانتخابات عملية لوجستية ضخمة يعمل عليها 15 مليون شخص بالمجموع بينهم أشخاص من الخدمة المدنية يتم توكيلهم تنظيم العملية بشكل مؤقت. يتنقل مسؤولو الانتخابات سيرا على الأقدام وعلى الطرقات وبواسطة القطارات والمروحيات والقوارب وأحيانا على الجمال والفيلة لإقامة مراكز اقتراع في مناطق نائية.
مشاركة :