ترددت أصداء التصعيد العسكري في سوريا داخل كواليس المفاوضات الجارية في جنيف، إذ طلبت المعارضة من الأمم المتحدة تأجيل المحادثات، بينما أعلن الناطق باسم هيئة المفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، رياض نعسان آغا، عن وجود شعور عام بأن الهدنة في سوريا انتهت. وطلبت المعارضة إرجاء الجولة الحالية من المفاوضات إلى أن يُظهر الوفد النظامي جدية في مقاربة الانتقال السياسي والملفات الإنسانية، وفق ما أكد مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات. وقال المصدر إن وفداً مصغراً من الهيئة العليا للمفاوضات وصل إلى الأمم المتحدة لتسليم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا طلباً بتأجيل جولة المفاوضات الحالية، إلى حين يظهر النظام جدية في مقاربة الانتقال السياسي والمسائل الإنسانية. طلب وأكد أن الطلب يقضي بـتأجيل المفاوضات لا بتعليقها، مشيراً إلى أن الوفد سيبقى في جنيف ولن يغادرها. وإثر الطلب، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في القاهرة، إلى عمل كل شيء للحفاظ على الهدنة. وقال هولاند، في كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية في القاهرة: يتعين علينا أن نعمل على أن تتم ممارسة الضغوط من أجل استئناف المفاوضات، ومصر يمكن أن تكون أيضاً شريكاً في ذلك. وأظهرت وثيقة أن الهيئة بصدد اتخاذ قرار بتأجيل مشاركتها في المحادثات، لكنها لن تصل إلى حد تعليق المشاركة أو الانسحاب بالكامل منها. وذكرت الوثيقة، وهي عبارة عن رسالة نصية بالعربية أرسلتها الهيئة في جنيف إلى جماعات المعارضة المسلحة، أن الهيئة ترى أن استمرار المفاوضات في ظل الظروف الحالية سيزيد معاناة الشعب السوري. وقالت الوثيقة إن وقف إطلاق النار انتهى فعلياً. وقال آغا: يوجد شعور عام بأن الهدنة انتهت، والنظام، كما تعلمون، يحاول استعادة حلب، واليوم يقصف بشدة حلب وحمص ومناطق أخرى. وتابع آغا قوله إن المناطق المحاصرة ازدادت خلال الهدنة والانتهاكات جدية. تغريدة وكتب رياض حجاب في تغريدة على تويتر: غير مقبول أن نستمر في التفاوض والنظام يصر مع حلفائه على انتهاك حقوق الشعب ومخالفة القانون الدولي، ويفرض الحصار والتجويع والقصف على المدنيين. وعقد دي ميستورا لقاء، أمس، مع الوفد الحكومي برئاسة مندوب سوريا الدائم إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري. كما اجتمع ثلاثة أعضاء من الوفد المفاوض، هم جورج صبرا وأحمد الحريري وعبد المجيد حمو، مع دي ميستورا في جنيف. أتى ذلك بعد أن قال مصدر في وفد المعارضة: ثمة تباين في الآراء داخل الهيئة حول الموقف الذي يجب اتخاذه، بمعنى أن ممثلي الفصائل العسكرية وبعض قوى المعارضة السياسية، يميلون إلى تعليق المشاركة. وتضغط، وفق المصدر، المكونات الأخرى باتجاه البقاء في جنيف مع الإصرار على شروطها لاستكمال المشاركة في الجولة الحالية. تباين وأقر عضو الوفد الاستشاري المرافق للهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي بوجود تباين، لكنه أكد في المقابل أن هناك اتفاقاً على الهدف الأسمى، وهو التوافق على هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، من دون مشاركة الأسد وعصابته، وبمشاركة سوريين لم تتلطخ أيديهم بالدماء. وكان محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة المنتمي إلى فصيل جيش الإسلام، قال رداً على سؤال عما إذا كان تعليق المشاركة وارداً: كل شيء وارد، وسنختار ما هو الأنسب. وكان علوش طلب من الفصائل المقاتلة ضرب النظام، على الرغم من الهدنة. وبرغم ما نقل عن يحيى العريضي، عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، أن موقف علوش يعبّر عن وجهة نظر شخصية، ولا يمكن للهيئة العليا للمفاوضات أن تتبناه، فإن تصريحاً آخر لأسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة لمفاوضات السلام، يشير إلى عكس ذلك، فقد دعا الزعبي فصائل المعارضة إلى الرد على هجمات النظام، متهماً إياه بـاستغلال الهدنة لاستعادة السيطرة على الأرض. كذبة نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، تقارير إعلامية بأن موسكو وواشنطن تجريان مفاوضات سرية بشأن سوريا خارج إطار المحادثات السورية الحالية في جنيف. وأضاف في إفادة صحفية: ليست هناك محادثات سرية جارية بين روسيا والولايات المتحدة. وتابع أن محاولات إعلان أن هناك قناة اتصال سرية، وأنه من خلال هذه القناة تعهد شخص ما بتقرير مصير (الرئيس السوري بشار) الأسد، متجاوزاً إطار المحادثات السورية، ليست سوى كذبة. وقال: أعتقد أنها محاولة لتعطيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.
مشاركة :