من بوابة الألوان والفرشاة، ولج المخرج القطري خليفة المريخي نحو عالم الإخراج السينمائي، بعد أن فتنته الصورة والكاميرا، التي قادته ليبدع أفلاماً بعضها وثائقي وأخرى درامية، جاءت أحداثها محملة بنكهة التراث بكل ما يتضمنه من شغف، ليقدم في ذلك فيلم البالونات البيضاء وتحت خيوط الرمال وعقارب الساعة ويعمل حالياً على سحاب. الصورة والظل المريخي أكد في حواره مع البيان أن حركة الصورة والظل هو أكثر ما جذبه في السينما التي فضلها على الفن التشكيلي والمسرح، رغم أنه لايزال يشغل نفسه بها، مشيراً إلى أن توجهه نحو السينما الأوروبية لا يعني تغيبه عن ما تصنعه هوليوود، قائلاً إن على السينما الخليجية التركيز على الجوانب التراثية الخليجية. التراث بكل ما يحمله من قضايا، كان جاذباً للمريخي، الذي يرى ضرورة تركيز السينما الخليجية على علاقة الإنسان مع البحر وبالبيئة الموجودة، لتقديم صورة شاملة عن طبيعة التاريخ والتراث الخليجي، وفي هذا السياق، حاول في فليمه خيوط تحت الرمال النبش في تاريخ المجتمع القطري. وقال: لدينا في الخليج عناصر مشتركة في العادات والتقاليد، لذا لابد أن نهتم في التراث، فذلك يعكس الجانب الحقيقي لتاريخنا. ويعتقد المريخي أن تجديد التراث والتاريخ أمر مهم، قائلاً بأن ذلك يعكس طبيعة تعاملنا مع البلد وتاريخها وثقافتنا الخاصة، وهو ما حاولت إيضاحه فيخيوط تحت الرمالالذي اتحدث فيه عن المجتمع القطري قديماً، وطبيعة حياته، وكيف تمكن من توظيف كل الأدوات المحيطة به لتأمين حياة كريمة له. في المقابل، ركز المريخي في سيناريو سحاب على الصقر، حيث تدور القصة حول 3 شبان يخرجون للصحراء برحلة صيد مع الصقر، بهدف تدريبه على القنص، إلا أن أحدهم يتسبب عن طريق الخطأ بفقدانه، ليخوضوا رحلة بحث مستميتة عنه.. وفي ذلك قال: حاولت في سيناريو هذا الفيلم تجاوز حدود الرياضة التراثية والاقتراب من طبيعة العلاقة التي تجمعالصقر بالإنسان الخليجي، وفضلت أن أنقله إلى السينما بمنظور درامي وليس وثائقي، لما للصقر من حضور جيد في التراث الخليجي. وأضاف: المشاهد أحياناً لا يعي علاقة الإنسان بالطير، ولذلك نجده ينجذب إلى الأعمال السينمائية التي لا تقلد الغرب. حركة وضوء ومساحات رغم اشتغاله بالفن التشكيلي والمسرح، إلا أن السينما كانت الأكثر جذباً له، معتمداً في ذلك على كونها الفن السابع الجامع لكافة الفنون. وعن ذلك قال: اشتغلت في معظم الفنون، ففي اللوحة التشكيلية هناك حركة وضوء ومساحات، إلا أنها تظل ثابتة، في حين أن السينما تستنطقها وتمنحها قبلة الحياة، وعندما أجنح إلى السينما يجب أن أعتني بالضوء والحركة والمساحة والشكل العام للمشهد، لذا أهتم كثيراً بالشخصية وتكويناتها. وتابع: انجذابي للسينما لم يمنع التصاقي بالفن التشكيلي، أو المسرح الذي استفدت منه كثيراً في عملية تشكيل الشخصية والصياغة الدرامية. رغم انشغاله في السينما، لايزال حتى الآن المريخي مرتبطاً بالفن التشكيلي، ويجد فيه استمتاعاً ولذة توازي، بحسب تعبيره، لذة كتابة السيناريو والإخراج في السينما، مبيناً أنه يجب على المخرج الاهتمام بكافة جوانب الصورة، وأن يتعمق في الجوانب الفلسفية والسيكولوجية للشخصية.. وأن يكون حساساً لأقصى درجة، حتى يتمكن من تقديم المتعة للمشاهد. برغم دراسته فيها، إلا أن هوليوود لم تجذبه بقدر ما تمكنت السينما الأوروبية من ذلك.. حيث قال: هوليوود ليست سيئة بالمطلق، وإنما تتمتع بطابع خاص، والشعب الأميركي يميل لهذه النوعية، فضلاً عن أن الشعوب العربية تشبعت بأفلامها، نتيجة لعدم تواجد السينما الأوروبية بكثافة في دور العرض العربية، عموماً الاختلاف الذي أحدثته هوليوود يشبه ما يقوله الفرنسيون بأنالأميركان يصنعون أفلامهم كما يصنعون السيارات، ومن هنا نجد الاختلاف بين ما تقدمه هوليوود وما تقدمه السينما الأوروبية والروسية والصينية وغيرها. أساطير في فيلمه عقارب الساعة الذي تلعب بطولته ميساء مغربي يستعرض المريخي بعضاً من الأساطير الشعبية، فتدور أحداثه في عالم البحار انعكاساً لحقبة تاريخية للخليج حيث كان الغوص وتجارة اللؤلؤ هما مصدر الرزق الرئيسي في المنطقة.
مشاركة :