حفظ «المالح» مهنة تراثية بنكهة الحاضر

  • 2/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صيد الأسماك إحدى أهم مهن رجال المناطق الساحلية في الإمارات، وكان هذا الصيد يشكل لهم رزقاً أساسياً يعتمدون على ما يدره من مال لتسيير أمور الحياة، ولأن بعض الصيد يفيض عن الحاجة في موسمه ابتكر الصيادون فكرة تخزين الأسماك لاستخدامها في مواسم ندرة الصيد.وتسمى الأسماك المجففة المحفوظة بحال جيدة وقابلة للتناول ب«المالح»، والمشتقة من الملح، المادة الأساسية للحفاظ على الأسماك من الفساد لأشهر طويلة، ويعتبر «المالح» من الأكلات المفضلة لدى الإماراتيين حتى اليوم على الرغم من توفر وسائل حفظ الأسماك بعيداً عن التمليح والتجفيف، فله نكهة مرتبطة بالذاكرة، إضافة إلى طعمه المميز.وكان الإقبال على شراء «المالح» يكثر في فصل الصيف، وذلك لأن الشتاء فصل الصيد وتناول وبيع الأسماك الطازجة، بينما يشكل الصيف موسم «المالح»، ويشار إلى أن أفضل أنواع الأسماك المجفف هو «الكنعد»، وبذلك فهو الأغلى سعراً، يليه «القباب» ثم «الصدى» الذي يعتبر الأقل مقاومة للتجفيف، فهو ضعيف المقاومة، ويتفتت بطول مدة حفظه، بينما أقلها جودة أسماك «القد».تتم طريقة صناعة المالح أولاً بالتخلص من رؤوس الأسماك، وتنظيف الأسماك جيداً، وبشق طولي ورش الملح بكثرة على كامل الأسماك، وترص في أوعية فخارية تسمى «الخروس» أو معدنية تسمى «أيباب» في ذلك الوقت، بينما ترص اليوم في أوعية بلاستيكية، ويحكم إغلاق الأوعية لمدة شهرين إلى ستة أشهر، ثم تفتح لتعد بها الوجبات المختلفة إلى جانب الأرز.واليوم نجد أن أسماك «المالح» ما زالت منتشرة، والإقبال عليها ما زال قائماً، خاصة في المحافل التراثية، وتختلف جودته من بائع لآخر، وهو أمر يعتمد على نوع الأسماك، وكمية الملح التي حفظ بها، ومدة ومكان حفظه وعناصر أخرى، ولا بد لأسماك «المالح»، على اختلاف وجباتها، أن تحضر في قائمة المطاعم الإماراتية والشعبية، ولأن «المالح» أعد بالملح فإنه من الوجبات غير المرغوبة في شهر رمضان.

مشاركة :