بعد تأجيل للموعد الرسمي، ومحادثات امتدت عدة ساعات على طاولة عمالقة النفط بالعالم في الدوحة، تمخضّ عنه عدم اتفاق كبار منتجي النفط على تثبيت الإنتاج، وترك العالم متخما بفائض كبير في المعروض من الوقود. سنّت القواعد أن مجابهة الذي ليس لديه شيء يخسره، ليس من الصواب في شيء، ولكن الغير سويّ هو من يجابه ولديه الكثير ليخسره ك " إيران " بحسب ما وصفه أوساط الصناعة النفطية، حيث أشاروا أنها الخاسر الأكبر جرّاء تعنتها في الأمر. يقول القيادي السابق بقطاع النفط السعودي عثمان الخويطر أنا لا أرى أهمية تذكر لعدم الاتفاق على تجميد الانتاج، فالكل سوف يستمر في إنتاجه عند أعلى مستوى ممكن، والأسعار ستستمر على ما هي عليه، وإن كانت أقرب إلى الهبوط قليلاً وذكر الخويطر أن المتضرر الأكبر من فشل الاجتماع إيران، ولكن كبرياءها لم يسمح لها بأن تتخذ موقفا ثابتا ولو من باب فتح المجال لارتفاع الأسعار، وعندما يصل إنتاجها أعلى مستوى سوف تقبل بالتجميد، ولكن التجميد في نظري ليس هو الحل بل جزء من المشكلة. بدوره قال الخبير النفطي كبير الاقتصاديين بشركة NGP الأمريكية الدكتور أنس الحجي، وضع أساسيات السوق لن يتغير كثيراً إلا إذا قامت المملكة بزيادة إنتاجها. وتابع قائلاً إذا استمر إضراب عمال النفط في الكويت لعدة أيام فإن أثر ذلك سيلغي أي أثر سلبي لعدم الاتفاق في الدوحة على تجميد الإنتاج، وكلما استمرت أسعار النفط المنخفضة لفترات أطوال، كلما كان ارتفاع الأسعار أعلى في المستقبل. من جهة اخرى ومع تراجع أسعار النفط، ترى "رايستاد إنرجي" أن الأسعار تغطي بالكاد تكلفة استخراجه من باطن الأرض في بريطانيا، لكن الأمر ليس كذلك لمنتجين آخرين. ويوضح الجدول التفصيلي المقوم بالدولار تبعا لبيانات مارس للشركة المتخصصة في استشارات الطاقة الذي نقلته "ارقام" امس تكلفة استخراج برميل من المكافئ النفطي "42 جالون أو 159 لترا" عام 2016. والمملكة الأقل تكلفة بين الدول التي رصدتها البيانات وبفارق عشرة سنتات للبرميل الواحد عن إيران، ثم العراق في دلالة على تسيد الشرق الأوسط للتكلفة الأقل في العالم.
مشاركة :