تحول اجتماع شهري في مجلس الأمن في شأن الشرق الأوسط إلى «مباراة في الصياح» اليوم (الإثنين)، إذ تبادل المبعوثان الإسرائيلي والفلسطيني الصياح قائلين: «العار عليك». وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون بصوت عال موجهاً كلامه لرياض منصور المراقب الفلسطيني الدائم في الأمم المتحدة في اجتماع المجلس المؤلف من 15 دولة: «إنكم تدفعون (المال) لأسر الإرهابيين». ورد منصور قائلاً: «هل تقومون بالشيء نفسه؟». وقال دانون: «إنكم تمجدون الإرهاب، العار عليكم لقيامكم بذلك»، وأجاب منصور بالقول: «لا نفعل ذلك... العار عليكم لقتلكم الآلاف من الأطفال الفلسطينيين». وبعدما دعا السفير الصيني ليو جيه يي رئيس الدورة الحالية للمجلس السفيرين إلى الالتزام بالنظام، أعلن دانون عن وقوع انفجار على متن حافلة في القدس. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه ربما وقع الإنفجار نتيجة هجوم لمتشددين أو من جراء حريق. ووقعت المشادة بين السفيرين بعدما ألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة في المجلس ورحب خلالها بالجهود الأخيرة من الطرفين، ووصفها بأنها «ساهمت في تخفيف التوتر في الأسابيع الأخيرة». وقال بان: «يحتاج الإسرائيليون والفلسطينيون من زعمائهم رفع الخطاب العام فوق الاتهامات المتبادلة والدخول في حوار بناء يساهم في بناء الثقة التي تبددت». وتحدث منصور إلى صحافيين في الأسبوع الماضي في شأن حملة فلسطينية جديدة لإقناع مجلس الأمن بإدانة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى إزالة العائق الأساسي أمام السلام وتعزيز الجهود الفرنسية للتوصل إلى اتفاق. وفي ظل التعثر الشديد في الجهود الأميركية من أجل التوصل إلى حل الدولتين منذ العام 2014 وتركيز واشنطن على الانتخابات الرئاسية، تمارس فرنسا ضغوطاً على الدول لدفعها للالتزام بالمشاركة في مؤتمر يشهد عودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى المفاوضات لإنهاء الصراع. ويزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيويورك خلال الأسبوع الجاري للتوقيع على اتفاق عالمي للمناخ. وقال ديبلوماسيون إنه من المتوقع أن يقابل عباس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على هامش القمة، وإنه سيبحث على الأرجح مسودة مشروع القرار الفلسطيني. وزعمت مجموعة من أسر الضحايا الأميركيين الذين سقطوا في هجمات بإسرائيل أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وشخصيات تابعة له دفعوا معاشات لعائلات المهاجمين المتوفين. ومنحت محكمة أميركية الأسر أكثر من 655 مليون دولار. وتقدمت السلطة الفلسطينية و«منظمة التحرير الفلسطينية» باستئناف ضد الحكم.
مشاركة :