الحل.. «بيات شتوي»

  • 1/11/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في كل مرة تغرق مدينة سعودية من جراء الأمطار يحمل المسؤول "الغلبان" مسؤولية ذلك، ويكثر الصراخ والنحيب في وسائل التواصل الاجتماعي والجميع يردد بصوت واحد وكأنهم على اتفاق مسبق قائلين "أين المليارات؟ البنية التحتية رديئة.. الفساد ينهش في المؤسسات الخدمية.. المقاول فاسد إلا تكة.. وين الدفاع المدني..؟ الحقوني.. يا نهار أبيض سيارتي بتغرق!". لا أدري لما نتنصل من المسؤولية ونحمل غيرنا أخطاءنا، لا أدري لما نقض مضجع المسؤول ونحمله ما لا يحتمل، وننسى أننا لو كنا نتقن "السباحة" لما غرقنا.. الجميع يعلم أن البنية التحتية في كل المدن السعودية بما فيها العاصمة "رديئة"، وشوارعنا تغرق في شبر "مية"، ومع ذلك لم نفكر في اللجوء للقوارب وتوفيرها في كل منازلنا والاستعانة بها مع أول قطرة مطر تهطل علينا. لا يوجد مسؤول واحد يمكن أن نحمله مسؤولية رداءة البنية التحتية أو بدائية مشاريع تصريف الأمطار، فلا يمكن أن نكون أكثر معرفة ودراية من هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" التي تعهدت بالتحقيق في غرق أنفاق العاصمة الرياض، بسبب أمطار شهر محرم الماضي، فقد مر أكثر من شهر على الوعد ولم يقدم مسؤول واحد للعدالة، والسبب لأنها لم تجد من تحمله المسؤولية.. فجميع المسؤولين يتربعون على قمة "النزاهة" ولا يمكن أن يكون بينهم مهمل أو فاسد! ولأن المواطن يتحمل مسؤولية غرقه، لأنه لم "يقضب" أرضه، ولم يلجأ إلى منزله، أو السطح في حال غرق الدور الأرضي، ولأنه لا يعرف مصلحة نفسه ويعبر بسيارته الشوارع والأنفاق عندما تهطل الأمطار، فأقترح على المسؤولين سن إجازة شتوية لجميع الطلاب والموظفين في القطاعين الحكومي والخاص على أن نسميها بـ "البيات الشتوي" بشرط أن يصاحبها تطبيق لقانون حظر تجول طوال فترة الشتاء. من خلال البيات الشتوي وقانون حظر التجول يمكن أن نضمن في حال هطول الأمطار وغرق الشوارع والأنفاق عدم غرق المواطن، وبالتالي نكون حلينا كل المشكلات، فالمواطن سيشعر بالسعادة ببياته الشتوي، والمسؤول يمكن له أن "يرثع" في مشاريع البنية التحتية دون أن يسمع النحيب والعويل. وأقترح أيضا أن يتم تحويل كل مرتبات الموظفين خلال فترة البيات الشتوي على حساب حكومي تابع للدفاع المدني نسميه بند "المعيشة"، ومن خلال هذا الحساب يمكن توفير معيشة المواطنين خلال الإجازة الشتوية، وأن تقوم طائرات الدفاع المدني برمي "الغذاء" على أسطح منازل المواطنين، ولا بأس من الإكثار من أكياس الأرز و"الطليان" ليكون بياتنا الشتوي في خلوة مع الكبسة و"الكرش" ثالثنا.

مشاركة :