في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشارًا واسعًا لدورات تطوير الذات والتمكين الشخصي للمرأة. وفي حين أن هذه البرامج لها أهداف طيبة في تعزيز ثقة المرأة بنفسها وتمكينها، إلا أنها أحيانًا تنحرف عن مسارها الصحيح وتؤدي إلى نتائج عكسية. المشكلة تكمن في التركيز المفرط على حب الذات والأنانية على حساب الاهتمام بالآخرين فبدلاً من أن تكون المرأة متوازنة في علاقاتها الأسرية والاجتماعية، نجد أنها تنغمس في ثقافة الأنانية والانعزال عن محيطها. وهذا ما نراه في العديد من الحالات، حيث تصبح المرأة منشغلة بتطوير ذاتها وتحقيق طموحاتها الشخصية إلى درجة تجاهل احتياجات أطفالها وأسرتها. فهي تؤمن أن حب الذات هو الطريق الوحيد للسعادة، دون إدراك أن الحقيقة هي في التوازن بين الاهتمام بالذات والاهتمام بالآخرين. وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى مشاكل أسرية وانفصال المرأة عن محيطها الاجتماعي. فالمرأة لا تعد تشعر بالمسؤولية تجاه أسرتها وتفشل في القيام بأدوارها الأساسية كأم وزوجة. سوء استخدام مفهوم التمكين الذاتي إن المشكلة الجذرية تكمن في سوء استخدام مفهوم التمكين الذاتي في هذه البرامج. فبدلاً من أن يكون التركيز على تطوير المرأة بشكل شامل، نجد أن الأمر ينحصر في تعزيز الأنا والانعزال عن المحيط الاجتماعي. وهنا نجد برامج مثل ازدهار الذات أو استيقاظ القوى الداخلية التي تركز بشكل مفرط على حب الذات والتحرر من الالتزامات والمسؤوليات تجاه الآخرين. فهي تبث رسالة مفادها أن المرأة لا تحتاج إلا إلى نفسها لتحقيق السعادة والنجاح. أما برامج أخرى، فتركز على تعزيز الصورة الجسدية للمرأة وتكريس فكرة أن الجمال الخارجي هو السبيل الوحيد للتقدير الذاتي. وهذا ما يؤدي إلى تعزيز الأنانية والانشغال بالذات على حساب الاهتمامات الأعمق. الحاجة إلى تكامل الذات مع الآخرين الحقيقة أن التنمية الشاملة للمرأة لا تتحقق من خلال الانغماس في ثقافة الأنانية والانعزال عن المحيط. بل تتطلب تحقيق التوازن بين تطوير الذات واحتياجات الآخرين. فالمرأة بحاجة إلى أن تتعلم كيف تحقق التكامل بين مصالحها الشخصية ومسؤولياتها الأسرية والاجتماعية. عليها أن تدرك أن السعادة الحقيقية لا تنبع من الانغماس في الذات فحسب، بل من الشعور بالانتماء والمساهمة في حياة الآخرين. لذلك، من الضروري أن تركز برامج تطوير الذات للمرأة على هذا التوازن. فالمرأة ليست بحاجة إلى أن تصبح أنانية في حبها لذاتها، بل إلى أن تتعلم كيف تحقق التنمية الشاملة لنفسها وأسرتها ومجتمعها. وهنا تكمن الحاجة إلى إعادة النظر في هذه البرامج وجعلها أكثر توازنًا وشمولية. فالمرأة بحاجة إلى أن تتعلم كيف تكون قائدة في حياتها الشخصية والأسرية، وليس مجرد متلق للتوجيهات المركزة على الذات. في نهاية حذيثي المرأة بحاجة ماسة إلى برامج تنمية ذاتية تساعدها على تحقيق التوازن بين الاهتمام بالذات والاهتمام بالآخرين. فقط من خلال هذا التكامل يمكن للمرأة أن تحقق النمو الحقيقي وتصبح قدوة لآخرين في مجتمعها هل ترون أن هناك حاجة لمراجعة بعض برامج تطوير الذات للمرأة؟ للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@
مشاركة :