دعا الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) منتجي البتروكيماويات بالمنطقة إلى التركيز على تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد الخاصة بهم للحفاظ على حصتهم السوقية التصديرية وزيادتها لاسيما مع تضاعف الطاقة الإنتاجية لدول المجلس بنحو ثلاث مرات خلال الفترة من 2004-2015. ويأتي ذلك قبل استضافة (جيبكا) لمنتدى سلاسل الإمداد في مايو المقبل. وصدرت المنطقة نحو 80% أي حوالي 70.6 مليون طن من إجمالي إنتاجها من البتروكيماويات إلى الخارج في 2015م. وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون أمين عام (جيبكا): شهد قطاع البتروكيماويات في دول المجلس على مدى العقد الماضي زيادة في الطاقة الإنتاجية من 38 مليون طن في 2004 إلى 142.1 مليون طن في 2015». وأضاف: بمعدل نمو سنوي 9.5 %، يأتي هذا النمو في المرتبة الثانية بعد الصين فضلاً عن الكثير من المنتجات المتنوعة التي يتم إنتاجها في دول المجلس. لكن مع استمرار حالة الزخم هذه وزيادة حجم الإنتاج وتوقعات بقيام منتجي البتروكيماويات الخليجيين بطرح حوالي 40 منتجاً إضافياً من الآن وحتى 2020، فقد أصبح يتعين على سلاسل الإمداد أن تكون مستعدة ومهيأة لهذا الأمر. وبإمكاننا أن نلمس التأثير المباشر للتوسع في الإنتاج على سلاسل الإمداد، ما أدى إلى ظهور قطاع الخدمات اللوجستية القائم على أسلوب التجارة بين الشركات، والذي يتضمن وجود مرافق للطرق والشحن والموانئ مع خطط للتوسع لتشمل السكك الحديدية في المستقبل القريب». وتضم البنية التحتية للموانئ سواء الجديدة أو التي يتم تحسينها في المنطقة مشروع الميناء الجديد بقطر، وميناء ينبع بالسعودية، وميناء جبل علي وميناء خليفة في الإمارات. ومن المتوقع استمرار أعمال توسعة الموانئ في 2016، حيث من المقرر أن يفتتح هذا العام الميناء الضخم الجديد بالقرب من منطقة مسيعيد الصناعية في قطر والذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار. كما تتواصل أعمال إنشاء ميناء في الكويت. لكن من أجل أن يؤتي كل ذلك ثماره، هنالك تحديات خطيرة يتوجب على المنطقة مجابهتها والتغلب عليها، مثل الظروف الاقتصادية الحالية، وازدحام وتكدس الموانئ، والإجراءات الجمركية المعقدة، وتدني حجم الاستثمار في البنية التحتية، وتوقف مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة مع التكتلات الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي. وتابع السعدون: تحسين المرافق اللوجستية والنهوض بها يقع ضمن مسؤولية شركات البتروكيماويات في المنطقة. كما ينبغي على منتجي البتروكيماويات زيادة استثماراتهم في تدريب وتعليم وتوعية فرق العمل لديهم والتعاون مع الجامعات والكليات في المنطقة لسد الفجوة القائمة حالياً بين الأكاديميات والمراكز البحثية من جهة والقطاع من جهة أخرى». ولدعم الشركات الإقليمية في هذا المسعى، تستضيف دول المجلس الدورة الثامنة من منتدى جيبكا السنوي لسلاسل الإمداد في دبي. ويجمع المؤتمر، الذي يقام هذا العام تحت شعار «دعم تطوير الصناعات التحويلية من خلال سلسلة إمداد متكاملة ومترابطة»، نخبة من المتحدثين من صناعة البتروكيماويات والسكك الحديدية والشركات الاستشارية لاستكشاف سبل التعاون بين قطاع الكيماويات الخليجي ومرافق البنية التحتية اللوجستية الناشئة في المنطقة.
مشاركة :