ويتجه حزب الحرية الذي يتزعمه خيرت ويلدرز المناهض للهجرة في هولندا، إلى تحقيق تقدّم كبير في البرلمان الأوروبي المقبل، بعدما أظهرت الاستطلاعات عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أنّه يحتل المركز الثاني بحصوله على سبعة مقاعد. ومن المفترض أن يكون هذا الانتصار الأول ضمن سلسلة انتصارات يُنتظر أن تحقّقها الأحزاب اليمينية المتطرّفة في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى فوزها بربع المقاعد البالغ عددها 720. وتُجري معظم دول الاتحاد الأوروبي الـ27، بما فيها ألمانيا وفرنسا، انتخابات الأحد، يحقّ فيها لـ370 مليون شخص التصويت بشكل عام. ويأتي الاقتراع في خضمّ جو من عدم الاستقرار على المستوى الجيوسياسي، بعد مرور حوالى عامين ونصف على الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا، مع تحذيرات من أنّ الكرملين يستهدف الانتخابات بحملة تضليل. ويتطلّع اليمين المتطرّف إلى الاستفادة من اعتراضات وشكاوى الناخبين الذين سئموا من توالي الأزمات على مدى السنوات الخمس الماضية، انطلاقاً من جائحة كوفيد إلى تداعيات غزو موسكو. وكان احتمال حصول اليمين المتطرّف على مكاسب في هذه الانتخابات قد أثار قلق الأحزاب الرئيسية في البرلمان الأوروبي مثل "حزب الشعب الأوروبي" المحافظ، والتحالف التقدمي للاشتراكيين والديموقراطيين. غير أنّ هذين الحزبين يحافظان على مسارهما كأكبر حزبين في البرلمان الأوروبي، بينما قد تضطر رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية أورسولا فون دير لايين التي تنتمي إلى حزب الشعب الأوروبي، إلى حشد دعم جزء من اليمين المتطرّف لتأمين فترة ولاية ثانية. وفي السياق، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس من أنّ الاتحاد الأوروبي يواجه خطر "العرقلة" بسبب الوجود الكبير لليمين المتطرّف في البرلمان الأوروبي. تركيز على الهجرة في هولندا، أشاد فيلدرز بحزبه معتبرا أنّه "الفائز الأكبر" مع استمراره في اعتماد الخطاب المناهض للهجرة بعد فوزه في الانتخابات الوطنية العام الماضي. ولكن معارضه الرئيسي فرانس تيمرمانس الذي بدا أنّ تحالفه مع حزب الخضر سيمنحه المركز الأول بحصوله على ثمانية مقاعد، أكد أنّ الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي وجهت "إشارة قوية". في هذه الأثناء، تنتقل الانتخابات الأوروبية إلى إيرلندا حيث برزت الهجرة ونظام اللجوء كقضيتين رئيسيتين. ويخوض العديد من المرشّحين الإيرلنديين هذه الانتخابات على أساس برنامج مناهض للهجرة، كمستقلين أو كأعضاء في أحزاب قومية هامشية لم تحقق حتى الآن إلّا نجاحا محدودا في صناديق الاقتراع. وقد تصاعدت المشاعر المناهضة للهجرة هناك مع ولادة حوالى 20 في المئة من السكان خارج البلاد ووصول أعداد قياسية من طالبي اللجوء إلى إيرلندا هذه السنة. مع ذلك، تتمحور المسألة الرئيسية حول ما إذا كان حزب "فاين غايل" الذي ينتمي لليمين الوسط والذي يتزعمه رئيس الحكومة سايمون هاريس، سيفوز بعدد من الأصوات أكبر ممّا سيحصل عليه حزب المعارضة الرئيسي "شين فين"، مع إجراء الانتخابات المحلية أيضاً في اليوم نفسه. لامبالاة في الشرق، يواجه السياسيون التشيكيون لامبالاة واسعة النطاق تجاه الانتخابات الأوروبية، بعدما شهدت البلاد ثاني أقل نسبة إقبال خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت في العام 2019، وذلك بمشاركة 28,2 بالمئة من الناخبين. وأظهرت استطلاعات الرأي حلول حركة "آنو" الوسطية التي يتزعّمها رئيس الوزراء الملياردير السابق أندريه بابيش في المقدّمة، متفوّقة على ائتلاف يمين الوسط. ويأتي ذلك على وقع مخاوف من تدخّل روسي خلال الفترة التي سبقت التصويت بعدما أغلقت السلطات التشيكية موقعا على شبكة الإنترنت يُعتقد أنّه واجهة للكرملين يُستخدم للترويج للدعاية الروسية. وامتد التحقيق بشأن موقع "فويس أوف يوروب" إلى بلجيكا حيث يقع مقر البرلمان الأوروبي، بعد مزاعم بأنّ مشرّعين في الاتحاد الأوروبي حصلوا على أموال من جانب هذه الوسيلة الإعلامية. وخلال نهاية الأسبوع، سينتقل التصويت إلى الاقتصادات الكبرى في الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن تحلّ مارين لوبن زعيمة حزب التجمّع الوطني في فرنسا في المرتبة الأولى، الأمر الذي يسري أيضاً على رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان. وفي ألمانيا، يُتوقع أن يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرّف المركز الثاني بناء على استطلاعات الرأي، بعد المحافظين المعارضين. وفي النمسا، يبدو حزب الحرية اليميني المتطرّف على مسار تحقيق النصر. بورس-ديل/ناش/غد
مشاركة :