صعود اليمين المتطرف يهيمن على انتخابات أوروبا

  • 6/8/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هيمنت المخاوف من صعود أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي التي حققت نتائج جيدة في الانتخابات الوطنية، لا سيما في هولندا، على انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت تنشغل القارة الأوروبية بالتهديد الروسي وسط الحرب المستمرة على أوكرانيا واحتدام المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. تختتم اليوم انتخابات البرلمان الأوروبي التي بدأت الخميس من هولندا، ودعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب اليوم لاختيار 720 نائباً، في اقتراع هيمنت عليه المخاوف من صعود أحزاب اليمين المتطرف، مما يطرح تساؤلات حول القيادة المقبلة للاتحاد الأوروبي، الذي يواجه واحدة من أقوى أزماته بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا. ورجّح مراقبون أن تضطر رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية، أورسولا فونديرلاين، إلى تشكيل تحالف مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، لتشكيل أغلبية برلمانية «وسطية» للحؤول دون تحالف بين ميلوني مع باقي اليمين المتشدد. ونادراً ما كانت الانتخابات الأوروبية تحظى بأهمية كبيرة، لكن القارة العجوز تشهد الآن أول صراع عسكري على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى الأزمة المتفاقمة بسبب الحرب في غزة، فضلا عن القضايا الصناعية والتجارية والتنافس التكنولوجي في عالم تهيمن عليه المواجهة بين الصين والولايات المتحدة. صعود اليمين وبعد أكثر من عقدين على مقاعد الأقلية، حققت أحزاب اليمين المتطرف هذا العام صعوداً قياسياً وفق استطلاع «أوروتراك أوبينيون واي»، مما قد يمكنها، لأول مرة، من التأثير على اختيار المفوض الأوروبي المقبل، ولكن أيضا على العمل التشريعي للبرلمان الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة. ففي فرنسا، هيمن حزب التجمع الوطني اليمني، بقيادة جوردان بارديلا، على المشهد بـ 33 بالمئة من نوايا التصويت، يليه بفارق كبير تكتل «الأغلبية الرئاسية» بقيادة فاليري هاير، بنسبة 15 بالمئة، فيما نزلت رئيسة الحكومة، جيورجيا ميلوني، بثقلها في الحملة بإيطاليا، حيث حصل حزبها «فراتيلي ديتاليا» اليميني على 27 بالمئة من نوايا التصويت، يليه مباشرة الحزب الديمقراطي (يسار) بـ21 بالمئة، وحركة الخمس نجوم (الشعبوي) بـ 15.5 بالمئة. وفي ألمانيا، يأمل حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، في تحقيق أفضل أداء له، إذ يمكن أن يفوز بنسبة 16 بالمئة من الأصوات، رغم الفضائح التي ضربته في الأشهر الأخيرة. أما في المجر، فقد حقق حزب «تيسا» ارتفاعا كبيرا في شعبيته في الأشهر الأخيرة مع حصوله على حوالي 25 بالمئة من نوايا التصويت، ليحتل المركز الثاني خلف حزب «فيدس» القومي لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي حصل على المركز الأول بنسبة 48 بالمئة. وفي بولونيا، لا يزال حزب القانون والعدالة المحافظ في وضع جيد بـ 30 بالمئة من نوايا التصويت، مقابل 10 بالمئة لحزب كونفيديراجا اليميني المتطرف، الذي سيرسل لأول مرة خمسة مقاعد في البرلمان الأوروبي، فيما يتصدر الحزب الديموقراطي المشهد في بلغاريا، بـ 27 بالمئة من الأصوات، في حين حققت قائمة كوستادين كوستادينوف اليمينية المتطرفة أفضل نتيجة لها من خلال جمع 15 بالمئة من الأصوات. تماسك اليسار في المقابل، حقق ائتلاف الأحزاب اليسارية مفاجأة مبكرة في هولندا، أول دولة صوتت في الانتخابات، حيث احتل المركز الأول، مما شكّل خيبة أمل لزعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز الذي فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة وشكّل الحكومة. كما شهدت إسبانيا عودة قوية للأحزاب التاريخية في مواجهة اليمين المتطرف، حيث حاز حزب العمال الاشتراكي نسبة 30 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 10 بالمئة لحزب فوكس من أقصى اليمين الذي يدعو إلى «أوروبا من الوطنيين». أما في أيرلندا، فقد حظي المرشحون المستقلون بتفضيل في استطلاعات الرأي على مرشحي الحزب الحاكم بنسبة 23 بالمئة من نوايا التصويت، مقابل 17 بالمئة لحزب فاين غايل الوسطي، الذي يتولى السلطة حاليا. 3 سيدات وفي مواجهة واحدة من أكبر أزمات الاتحاد الأوروبي، رجح مراقبون أن تضطر رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية، الالمانية أورسولا فونديرلاين، إلى محاولة السيطرة على المتطرفين، وتشكيل قيادة متماسكة، مما قد يضطرها إلى الانحناء أمام أصحاب الأغلبية في البرلمان الأوروبي، لاسيما رئيسة وزراء إيطاليا اليمينية جورجيا ميلوني، وزعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبن. هذا التقارب الذي قد تفرزه الانتخابات الأوروبية سيضح أوروبا تحت حكم 3 نساء، لا يشبهن بعضهن البعض بالمرة، ففونديرلاين، التي قادت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي منذ عام 2019، تحتاج لتفوز بولاية ثانية، أولاً إلى دعم زعماء الاتحاد الأوروبي الـ 27، ولكن يتعين عليها أيضا الحصول على الأغلبية في البرلمان الأوروبي. وستتمتع فونديرلاين بدعم التجمعات المحافظة والليبرالية والاشتراكية، لكن ذلك لن يكفيها للمحافظة على منصبها، لتضطر إلى أحزاب اليمين المتطرف التي طالما رفضت التعامل معها. هذه الخطوة تقود مباشرة إلى ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا منذ عام 2022. ومن خلال دعمها، يمكن أن تتمتع فون ديرلاين بفرصة أفضل للفوز بأغلبية برلمانية لولاية ثانية في أعلى منصب في الاتحاد الأوروبي.

مشاركة :