لا يزال عدد من أهالي الأحياء القديمة في ينبع يتمسكون بالبسطات الرمضانية التي كانت تشتهر بها منذ عهد قديم وكادت الآن أن تندثر. فهم يحرصون على تزيينها بالإضاءة والألوان والشعارات ويعرضون فيها مختلف أنواع المأكولات المقلية السريعة مثل: السمبوسة والبطاطس إضافة إلى العصائر المبردة بالثلج وألعاب الفرفيرة والـ«بلايستيشن» وشاشة تلفزيون. «عكاظ» تجولت بين عدد من هذه البسطات التي تقام في وسط الأحياء القديمة ولاحظت أن عددها أصبح قليلا مقارنة بالماضي. وتحدث إلينا محمد الجهني قائلا: البسطات الرمضانية في حينا لا تزال حاضرة. ونكاد لا نشعر بقرب حلول شهر رمضان المبارك إلا بعد وضع البسطات وإنارتها باللمبات. فنحن منذ أن كنا صغارا نتجمع في البسطة عقب صلاة التراويح وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم التالي. ونتبادل الأحاديث الودية ونلعب ونأكل والأطفال يلعبون بالدراجات حولنا ونذهب إلى البيت من أجل السحور ونصلي الفجر في المسجد ومن ثم نعود ونجلس مرة أخرى في البسطة. ويقول إبراهيم المرواني: إن البسطات التي تقام داخل الأحياء كانت من أبرز المظاهر الرمضانية في ينبع، لكنها الآن اندثرت بشكل كبير ولم يتبق منها سوى بسطات قليلة. فقد أصبح الناس مشغولون بأمور الحياة. ومع ذلك لا تزال هناك بسطات قائمة ونمر عليها لأننا نجد فيه أصدقاء قد لا نراهم إلا في ما ندر. فبعضهم توجد مواقع عملهم في مدن خارج ينبع. وهذه البسطات تجمعنا من جديد، حيث نسترجع فيها ذكرياتنا القديمة ونلعب كرة الطائرة بجوار البسطة بعد أن نضع كشافا للإضاءة. وكل ذلك يتم في سعادة تغمر الجميع.
مشاركة :