العيد بالجزائر.. غلاء فاحش للأضاحي ينذر بعزوف جماعي

  • 6/14/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الثروة الحيوانية في البلد تقدر بنحو 18 مليون رأس من الغنم و6 ملايين من الماعز. لا استيراد للأضاحي ومطلع يونيو/حزيران الجاري، نفى وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة خلال زيارته إلى ولاية البويرة (جنوب شرق العاصمة) استيراد أضاحي العيد من رومانيا. تصريحات المسؤول الحكومي جاءت بعد تداول فيديوهات على نطاق واسع على المنصات الاجتماعية جرى الترويج لها على أنها لكباش مستوردة من رومانيا موجهة لعيد الأضحى. وقال شرفة بهذا الصدد: "لا استيراد للأغنام من أجل عيد الأضحى، صحيح سجلنا ارتفاعا في الأسعار لكن توجد ثروة وطنية وعدد كاف من الرؤوس، يسمح بقضاء العيد في أحسن الظروف رغم ارتفاع أسعارها". وأضاف: "الموّالون (مربو الماشية) سيعملون على توفير الأضاحي بمختلف الأسواق". من جانبها أكدت السلطات البيطرية على أن الكباش المستوردة من رومانيا، موجهة حصريا للمذابح لتسويق لحومها عبر مختلف ولايات البلاد. وعزت السلطات الإجراء، لكونه يهدف إلى توفير اللحوم الحمراء من جهة، وحماية السلالات المحلية من الاختلاط مع أخرى أجنبية من جهة أخرى، لذلك وجهت الكباش المستوردة مباشرة إلى المذابح. غلاء غير مسبوق في غضون ذلك، شهدت أسعار الأضاحي (الأغنام) في الجزائر ارتفاعا وصفه متابعون بأنه "خيالي ولم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد". وبلغ السعر الأدنى للكباش نحو 70 ألف دينار (514 دولار)، بينما وصلت أسعار بعض السلالات المحلية المعروفة بجودة وكبر حجمها، وفق ما تم تداوله على المنصات الاجتماعية، إلى 500 ألف دينار (3676 دولار). ويقدر الحد الأدنى من الأجور في الجزائر بـ 20 ألف دينار (150 دولار)، بينما يبلغ متوسط المرتبات في البلاد 42 ألفا و800 دينار شهريا (314 دولار)، بحسب بيانات رسمية للديوان الحكومي للإحصاء. نقاط بيع وفي 8 يونيو/حزيران أي أسبوع واحد قبل موعد عيد الأضحى، أعلنت الشركة الجزائرية للحوم الحمراء الحكومية المعروفة بمسمى "ألفيار"، افتتاح نقطة بيع الكباش المحلية الموجهة للعيد بمنطقة بئر توتة بالضاحية الجنوبية للعاصمة. وتحولت منطقة بئر توتة إلى مقصد لآلاف الجزائريين بحثا عن أضاح بأسعار معقولة، ما تسبب في زحمة مرورية خانقة على الطريق المؤدي إلى ولاية البلدية جنوب العاصمة. وأعلنت شركة "ألفيار" لاحقا افتتاح نقطتي بيع إضافيتين للكباش بالضاحيتين الجنوبية والغربية للجزائر العاصمة (بابا علي والشراقة). وتراوحت أسعار الأضاحي المحلية المعروضة من طرف الشركة الحكومية من 68 ألف إلى 90 ألف دينار (500-661 دولار). عزوف ويقول عبد العزيز وهو متقاعد من ولاية جيجل الساحلية شرق الجزائر، إن وضعيته المادية لا تسمح له هذا العام بشراء أضحية العيد. وفي حديثه للأناضول، عزا عبد العزيز هذا القرار بالارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي والسنوات التي قبله. ولفت إلى أن معاشه الشهري يقدر بـ 44 ألف دينار (330 دولاراً) وهو تقريبا نصف سعر أضحية من الحجم الصغير. وأردف: "ذبح أضحية وكما هو معروف سنة مؤكدة، لكن في ظل الظروف الحالية بات من الصعب إحياؤها"، وختم بالقول: "سنكتفي بشراء كيلوغرامات من اللحم لا غير". بدائل أخرى وفي ظل غلاء غير مسبوق لأسعار الكباش، لجأ الكثير من الجزائريين إلى الماعز والبقر والإبل كأضاح بديلة لكن أسعارها هي الأخرى شهدت ارتفاعا لافتا. وعادة ما يشترك الجزائريون وخاصة العائلات في أضحية واحدة، على غرار البقر أو الإبل، ويتم تقاسمها بين المشاركين، في تقليد يشهد انتشارا متزايدا منذ سنوات. في حين تفضل فئة أخرى من الجزائريين شراء اللحوم مباشرة عوضا عن الأضاحي، وخصوصا لحوم الأبقار. وتراوح أسعار العجول ما بين 300 ألف إلى 500 ألف دينار (2200 دولار إلى 3676 دولار). وحاليا يقدر سعر الكيلوغرام من اللحوم البقرية المستوردة من 800 إلى 1200 دينار (5.88 دولارات - 8.82 دولارات)، بينما تراوح أسعار المحلي منه من 1600 إلى 2200 دينار (11.76 دولارا - 16.17 دولارا). وأفاد رئيس فدرالية تجار اللحوم بالجملة مروان خير، بأن أسعار اللحوم عرفت استقرارا بالسوق المحلية بعد فتح الاستيراد في الأشهر الماضية. ولفت المتحدث إلى أن ارتفاع أسعار المواشي خلال السنوات الماضية، كانت له انعكاسات مباشرة على أسعار اللحوم التي ارتفعت هي الأخرى. تبعات أعوام من الجفاف من جهته يعتقد رئيس الاتحادية الجزائرية لمربي المواشي (مستقلة) إبراهيم عمراني، أن غلاء الأضاحي راجع لتراكمات عدة سنوات من الجفاف الذي عانت ولا تزال تعاني منه عدة مناطق بالبلاد. وأوضح عمراني في حديث للأناضول أن الجفاف تسبب في نقص كبير في الكلأ، ما يعني أن الماشية بحاجة لنفقات إضافية من طرف المربين، وهو ما ينعكس مباشرة على أسعارها. وأشار إلى أن هذا الوضع تسبب في تناقص مستمر في أعداد الماشية، وبقي البدو الرحل (قبائل تمتهن الترحال بالماشية) يقاسون ظروف الطبيعة. وعلق بالقول: "هذا الوضع جعل العرض يتناقص والأسعار في ارتفاع بالنظر للطلب المتزايد". وختم قائلا: "بالنظر لظروف المربين والجفاف وكل ما تعاني منه هذه الشعبة فإن الأسعار المعروضة منطقية للغاية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :