انتشرت فكرة “اليقظة الذهنية” مؤخرًا وبشكل متزايد في مقار عمل العديد من الشركات الرائدة، أمثال “أبل، وياهو، وستاربكس، وجوجل” التي تستعين بها لتحسين أداء الموظفين لصالحها. على سبيل المثال: تقدم جوجل للموظفين دورة تدريبية مدتها 19 ساعة حول هذا الموضوع، وهو أمر يحظى بشعبية كبيرة داخل تلك الشركات، حتى إن الآلاف من موظفي الشركة يحضرون هذا التدريب كل عام. ولكن ما هي “اليقظة الذهنية” بالضبط؟ هي شكل بسيط ولكنه فعال من أشكال التأمل التي تمكنك من السيطرة على الأفكار والسلوكيات الجامحة، لا سيما أن الأشخاص الذين يمارسون “اليقظة الذهنية” يكونون أكثر تركيزًا، وهي تقنية ممتازة لتقليل التوتر؛ لأنها تحول بينك وبين الشعور بأنك خارج نطاق السيطرة، وتجنبك القفز من فكرة إلى أخرى، وتمنعك من اجترار الأفكار السلبية. بشكل عام إنها طريقة رائعة لقضاء يوم عملك المزدحم بطريقة هادئة ومثمرة. وحول هذا وصفت “إلين لانجر”؛ عالمة النفس بجامعة “هارفارد” التي تدرس “اليقظة الذهنية”، الأمر قائلة: “هي عملية ملاحظة الأشياء الجديدة بنشاط، وعندما تفعل ذلك فإنها تضعك في الحاضر، وتجعلك أكثر حساسية للسياق والمنظور. إنها جوهر المشاركة التي تولد الطاقة وليس استهلاكها، ولكن الخطأ الذي يرتكبه معظم الأشخاص هو افتراض أن الأمر مرهق ومقلق، فما يسبب التوتر هو كل التقييمات السلبية الطائشة التي نجريها والقلق الذي نشعر به، بالطبع ستجد مشاكل ولن تتمكن من حلها”. لماذا أصبح “الوعي الذهني” شائعًا جدًا في أماكن العمل إلى هذا الحد؟ ربما تكون فوائد “اليقظة الذهنية” الكثيرة للشركات، وفي مقدمتها قدرتها على تحسين الأداء بشكل مباشر، السبب الأكثر أهمية وراء بيع شركات مثل “جوجل”، وكانت نظرية “لانجر” أظهرت أن ممارسة “اليقظة الذهنية” تعمل على تحسين أداء الموظفين في جميع أنواع المهام. ومع ذلك فإن حركة “اليقظة الذهنية” لا تتعلق بالأداء فحسب، فهناك عدد من الأسباب المهمة الأخرى التي تجعل الشركات تولي التركيز الذهني أولوية، وفيما يلي خمسة من هذه الأسباب، وكلها أمثلة رائعة توضح لماذا يجب علينا جميعًا الاستعانة بـ “اليقظة الذهنية” في حياتنا الوظيفية. فهرس المحتوي Toggle 1- أفضل وسيلة للتخلص من التوتر2- تُحسن قدرتك على التركيز3- تعزز إبداعك الذي يتوقف على حالتك العقلية4- تحسن ذكاءك العاطفي5- تجعلك شخصًا أفضلخلاصة القول 1- أفضل وسيلة للتخلص من التوتر التوتر هو أكثر مثبط للأداء، إنه قاتل الجنس البشري، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن ما يقرب من ثلثي جميع زيارات المستشفيات تكون بسبب مشاكل مرتبطة بالتوتر، ونحو 75% من نفقات الرعاية الصحية مرتبطة به أيضًا. على سبيل المثال: يمكن أن يسبب الإجهاد ارتفاع ضغط الدم، وأمراض المناعة الذاتية، والسرطان، وأمراض القلب؛ والأرق، والاكتئاب، والقلق.. وأكثر من ذلك، في حين تعد “اليقظة الذهنية” وسيلة رائعة للحد من التوتر؛ لأنها تخرجك من وضع التحفز السلبي وتجلب لك حالة استرخاء من الوضوح العقلي والهدوء. 2- تُحسن قدرتك على التركيز تُحسن “اليقظة الذهنية” تركيزك على شيء واحد في كل مرة، وينتقل هذا التركيز إلى كل ما تفعله، كما تعلمك تجنب الانحرافات وتحقيق مستوى عالٍ من التركيز في عملك. وعلى الرغم من أنك ربما وقعت فريسة لتعدد المهام في الماضي فإنها تسمح لك بالتخلص من هذه العادة السيئة التي تقتل الإنتاجية، ولا شك أن العقل الأكثر تركيزًا هو العقل المنتج. 3- تعزز إبداعك الذي يتوقف على حالتك العقلية تدخلك “اليقظة الذهنية” في إطار ذهني إبداعي؛ من خلال قهر الأفكار السلبية التي تكبل التفكير الإبداعي بداخلك والتعبير عن الذات، والحقيقة أن التركيز الذهني في “الوقت الحالي” يساعدك في التفكير بحرية وإبداع. 4- تحسن ذكاءك العاطفي الذكاء العاطفي EQ موجود داخل كل واحد منا وغير ملموس إلى حد ما، وهو أحد المؤثرات فيكيفية إدارة سلوكنا، والتعامل مع التعقيدات الاجتماعية، واتخاذ القرارات الشخصية التي تحقق نتائج إيجابية، كما أنه يمثل تمكّنك من التعرف على العواطف الكامنة بداخلك وفهمها، وفي الآخرين أيضًا واستخدام هذا الوعي لإدارة سلوكك وعلاقاتك. وعن هذا أظهر العديد من الأبحاث مؤخرًا أن “الذكاء العاطفي” هو العامل الحاسم الذي يميز أصحاب الأداء المتميز عن بقية فريق العمل، إنه إحدى الوسائل القوية لتركيز طاقتك في اتجاه واحد وتحقيق نتائج هائلة. مثلًا: أجرى متجر “تالنت سمارت” اختبار “للذكاء العاطفي” جنبًا إلى جن 33 مهارة مهمة أخرى في مكان العمل، ووجد أنه تصدر أقوى مؤشر للأداء؛ ما فسر مساهمته بنحو 58% في النجاح بكل أنواع الوظائف، وأن حوالي 90% من أصحاب الأداء العالي يتمتعون أيضًا بمستويات عالية من “الذكاء العاطفي” من بين جميع الأشخاص الذين تم دراستهم في العمل. في حين يسمح لك الوعي المتزايد الموجود في الحالة الذهنية بالشعور بمشاعرك وتصنيفها وفهمها بشكل أكثر وضوحًا، وهذا يشحن ذكاءك العاطفي بشكل كبير؛ لأنه يزيد من وعيك الذاتي بمعدل أكثر من الطبيعي، وهذا هو أساس الذكاء العاطفي العالي. 5- تجعلك شخصًا أفضل أكدت دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” إلى وجود روابط قوية بين “اليقظة الذهنية” والسلوك الاجتماعي الإيجابي؛ حيث أظهر الأشخاص الذين مارسوا التأمل تعاطفًا ولطفًا مع الآخرين بنسبة 50% أكثر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك؛ نظرًا لوجود شيء ما في الشعور بالحاضر والهدوء يبرز أفضل ما في الأشخاص. خلاصة القول اجمع كل ما سبق معًا فمن الممكن أن تؤدي “اليقظة الذهنية” إلى تحسين أدائك المهني الآن، بالإضافة إلى قدرتك على الأداء في المستقبل. كل ما عليك فعله ممارستها فحسب؛ لأنها حتمًا سوف تأخذك إلى تلك المساحة التي تساعدك في الانطلاق نحو التفكير بحرية وإبداع. الرابط المختصر :
مشاركة :