الوثاق ـ مكةالمكرمة:- اقيم بنادي مكة الثقافي الأدبي لقاء بعنوان : ”من أدب الحج” شارك فيه كل من: الدكتور ظافر العمري والدكتور كاميليا عبدالفتاح . واداره الدكتور عبدالله الزهراني الذي تحدث في بداية اللقاء بقولة: يعد الأدب في الحج من الموضوعات الثرية التي عرض لها الشعراء والكتاب بدءا بزهير والنابغة الذبياني ولبيد بن ربيعة ومرورا بشوقي وأحمد محرم ومحمد الثبيتي والعقاد والمازني ناهيك عن أصحاب الرحلات الذين سطروا نصوصا شعرية ونثرية ووصفوا المكان وصفا رائعا وابانوا عن أشواقهم العارمة تجاه مكة والمدينة وفرحهم برؤية المدينتين المقدستين . ثم ترك الحديث للدكتور ظافر العمري حيث تناولت في ورقته علاقة الشعر بالحجّ، وبمكّة المكرّمة، والمشاعر المقدّسة، بدءا بالعصر الجاهليّ؛ حيث أشار إلا ان أسواق العرب تعقد في أشهر الحجّ، وتلك الأسواق هي ميدان الشعراء. ولا يكاد يخلو ديوان شاعر جاهليّ من ذكر البيت الحرام والحج والحجيج. وبعد المقدّمة عرض الورقة لما تمثّله مكَة من معاني روحانيّة للشعراء، مثل قصائد محمّد حسن فقي، وقصيدة بوابة الريح لمحمّد الثبيتيّ. كما تناولت الورقة رحلة الحجّ ووصف الشعراء لتلك الرحلة منذ خروجهم من ديارهم إلى بلوغهم الديار المقدسة ومنها ميميّة ابن القيّم التي تناولها العلماء والأدباء بالشرح والتحليل. وتناولت الورقة كذلك اتخاذ الشعراء الحجّ والمشاعر المقدّسة موضوعًا لقصائدهم وأشعارهم ومن أشهر أولئك الشعراء عمر بن أبي ربيعة الذي حظي الحجّ والحجيج بنصيب وافر من قصائده. وكذلك وصف الشعراء أشواقهم لتلك الأماكن حين يحبسهم بعد المكان وتطاول الزمان عن الحجّ مثل داليّة البرعي، وقصائد الشعراء في ذكرياتهم لمكّة والحجّ بعد أن قضوا مناسكهم وعادوا إلى بلدانهم، كما اشتهر في ذلك قصيدة الأمير الصنعانيّ التي عُرفت فيما بعد باسم مثير الغرام إلى طيبة والبلد الحرام، وبلغت مائتين واثنين وثمانين بيتا تناولت أشواق الشاعر إلى البلد الحرام بعد أن كان مقيما في مكّة لطلب العلم، ثمّ وصف أعمال الحجّ منذ طواف القدوم إلى طواف الوداع. واشتملت الورقة على وقفات وتحليلات لجماليّات ذلك الشعر وبعض خصائصه الفنّيّة.! واخيرا تحدثت الدكتورة كاميليا عبدالفتاح عن أثر الإسلام في الأدب واعتبرت أثرُ الإسلام في النفس الإنسانية ، وأقرب إلى التأمل في جوهر التغيير الذي أحدثه الإسلامُ في نظرة الأديب إلى الحياة و إلى مطلق الوجود ، سواءً كان هذا الأديب شاعرا أو كاتبَ نثرٍ . لقد ارتقى الإسلامُ بنظرة الإنسان – ومن ثمّ الأديب – إلى العناصر الأساسية المُكوِّنة للعمل الأدبي ، أعني : المكان ، الزمان ، الإنسان . وقد جاء الحج ليقيم علاقة عبقرية بين أيام مباركة وأماكن مقدسة ، أي بين زمان ومكان في حُلّة جديدة متفردة ، و صار علاقةً شديدة العمق والخصب بين العناصر الثلاث : الزمان والمكان والنفس الإنسانية . انعكست هذه المصالحة في الكتابات الأدبية التي تعلقت بالحج التي دارت حول عدة موضوعات متميزة ، لعل أبرزها : امتداح الأماكن المقدسة أو التغزل فيها ، بما يعدّ موضوعا متفردا في الأدب العربي ، فضلا عن الحنين إلى هذه الأماكن ، وأدب الرحلة إلى الحج ، والسيرة الذاتية والرسائل الإخوانية ، والشعر المتعلق بالمناجاة ومدح الرسول وقصائد التوبة . أخبار ذات صلة
مشاركة :