سعيد سالمين: «ساير الجنة» يناقش الواقع الاجتماعي بجرأة وموضوعية

  • 4/21/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في 28 الجاري يبدأ عرض فيلم المخرج الإماراتي سعيد سالمين، ساير الجنة الحائز جائزة أفضل فيلم روائي طويل، في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته ال12، في صالات الدولة لأول مرة. ويكتسب ساير الجنة، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لسالمين، أهمية خاصة لديه، لكونه بدأ مشواره مع الجوائز منذ مرحلة السيناريو بفوزه بجائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو. ويروي الفيلم قصة سلطان، الطفل اليتيم الفاقد للحنان، الذي يعيش تحت سطوة زوجة والده وظلمها، ليجد في تربية أسماك الزينة ملاذاً. يقوم سلطان برفقة صديقه الوفي والمخطط والمدبر، برحلة بحث عن جدته التي علم مصادفة أنها تبحث عنه أيضاً، بعد أن أرسلت له صورة وتسجيلاً صوتياً وعنواناً. يقرر الصبيان الذهاب إلى الفجيرة للبحث عن الحنان ودفء العائلة الذي تمثله الجدة، في رحلة مشوقة من العاصمة أبوظبي. وفي حواره مع الخليج، يروي سالمين الحائز جائزة أفضل مخرج عربي شاب من مجلة ديجيتال استوديو العالمية عام 2007، رحلته مع ساير الجنة. وسالمين تخرج في أكاديمية نيويورك للأفلام في أبو ظبي في عام 2008، ليقدم مجموعة من الأعمال المتميزة عبر مشواره الفني ولقبه البعض بصائد الجوائز وسفير السينما الإماراتية، بعد أن حصد فيلمه الروائي القصير بنت مريم بمفرده 13 جائزة ضمن مشاركاته في مهرجانات عربية ودولية. وحاز فيلمه الطويل ثوب الشمس جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان مسقط السينمائي الدولي. يقول سالمين: إن ساير الجنة، الذي أنتجته شركة الرؤية السينمائية للإنتاج الفني وشاركت فيه إيمج نيشن في مرحلة ما بعد الإنتاج، يعبر عن فكرة مغايرة تماماً للسائد في السينما الإماراتية، فهو يقدم ولأول مرة في الإمارات والخليج حبكة سينمائية تناقش الواقع الاجتماعي بجرأة وموضوعية. ويضيف أنه ظل يعمل على الفكرة لعامين متتاليين، فموضوع الفيلم يختلف تماماً عن الموضوعات التي تناولها في أفلامه السابقة، التي كانت تتحدث جميعها عن معاناة المرأة وقضاياها. يدشن ساير الجنة مرحلة سينمائية جديدة في مسيرة مخرجه، الذي يرى أنه تعرض لموضوع الترابط الأسري المؤرق للجميع في الدولة وجميع أرجاء العالم. ويرى أن الفيلم يجسد كل هذه القيم المهددة عبر قصة الطفل سلطان، وتعلقه بجدته وحنينه، عبر طرح موضوعات مختلفة تستعرض معالم الدولة. ويروي سالمين الخطوط العريضة لأحداث الفيلم قائلاً: تدور أحداثه حول الطفل سلطان، المحب لتربية أسماك الزينة التي تعوضه عن الحنان الذي يفتقده وتسلّيه في وحدته التي يعانيها داخل البيت من معاملة زوجة والده. له صديق يدعى سعود يكبره بعام محب للدراجات النارية ومعجب بمشاهير كرة القدم، ويضع ملصقات لبعضهم على دراجته. وهو الصديق الوفي والسند القوي لسلطان والمخطط والمدبر والعون في كل مشاكل صديقه. أبو سلطان يعيش حياته مع أسرته المكونة من زوجته وابنته الصغيرة فاطمة ذات السبع سنوات، وسلطان الذي يعيش بينهم ولكنه محروم من حنان الأمومة، إلا أن أخته الصغيرة تحنو عليه وتنقل الأخبار إليه. سلطان يجد نفسه ومتنفسه في تربيته لأسماك الزينة التي تقاسمه العاطفة بوجودها في غرفته، ولكن زوجة الأب تقف في طريقه وضد تربيته للأسماك وتعتبرها نوعاً من الأوساخ وترميها. ويصاب سلطان بحزن شديد ويقرر البحث عن جدته التي لم يرها ولكنه سمع صوتها من شريط وشاهد صورتها التي يخبئها والده. ويتابع: يخبر سلطان صديقة سعود باتخاذه قرار البحث عن جدته التي علم أنها تسكن في منطقة أخرى (الفجيرة) تبعد عن مدينة أبوظبي مئات الكيلومترات. يعدّان الخطة ويذهبان إلى دبي مستقلين الحافلة المدرسية ويغيران اتجاههما ويذهبان إلى طريق الفجيرة، حيث يلتقيان في الشارقة ببائع الأسماك أبو سلمى، الذي يعيش مع أمه المريضة وابنته في الفجيرة، خلال هذه الرحلة نروي الكثير لكن لا نخبر المشاهد إن كان سلطان التقى جدته أم لا. سألنا سالمين عن الضرورة الفنية التي اقتضت النهاية المفتوحة ل ساير الجنة، فقال: معظم أفلامي السابقة قصيرة تعتمد على الحبكة، لكن أعتقد أن ساير الجنة جاء خالياً من كل هذه التعقيدات، بل يعتمد على التشويق، لذلك رأيت أن تكون نهايته مفتوحة، لأن تسلسل أحداث الفيلم واضح ومفهوم للجميع. ويشير سالمين إلى أنه صوّر الفيلم في مختلف أنحاء الإمارات. ويقول: أعتمد فيه بشكل رئيسي على نجوم صغار، هما الطفلان الإماراتيان أحمد إبراهيم الزعابي وجمعة إبراهيم الزعابي، اللذان نجحا في تجسيد الدورين وتقديم أداء متميز بعد تدريبات مكثفة. وشاركت في الفيلم أيضاً الممثلة الإماراتية فاطمة الطائي، نجمة مسلسل الدراما القضائية قلب العدالة لإيمج نيشن. يعرب سالمين عن أمله بأن يُقبل الجمهور الإماراتي على مشاهدة الفيلم في دور سينما فوكس في أبوظبي ودبي والفجيرة والعين، مشيراً إلى أنه فيلم لجميع أفراد الأسرة، ليبعث برسالة مضمونها أن دعم السينما الإماراتية والعربية يتم من خلال جمهورها، الذي عليه أن يحرص على مشاهدة الأفلام المحلية والعربية. ويتقدم سالمين بالشكر لشركة الرؤية والمنتج عامر سالمين، الذي لعب دوراً كبيراً في إنجاح الفيلم، وشركة إيمج نيشن، التي شاركت في مرحلة ما بعد الإنتاج، وهي الشركة التي تمضي بخطى ثابتة في دعم الأفلام الإماراتية ويضاف ساير الجنة إلى قائمة الأفلام المحلية التي أنتجتها كفيلم التشويق النفسي زنزانة والفيلم الروائي الثالث للمخرج علي مصطفى المختارون، الذي من المقرر عرضه أواخر هذا العام. ويمتد شكره لمهرجان دبي السينمائي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ووزارة الداخلية.

مشاركة :