«غمز البارود».. دراما اجتماعية بجرأة وموضوعية

  • 4/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقترب شهر رمضان المبارك، وتكبر الرغبة في معرفة ما أعده صناع الدراما الإماراتية للموسم الذي يشهد منافسة كبيرة، لذلك تعتبر هذه الأيام، لحظات اللمسات الأخيرة على المسلسلات التي يتم إنتاجها للعرض في رمضان. شركة جرناس للإنتاج الفني، التي قدمت الكثير من الأعمال المميزة والأسماء المعروفة في الدراما الإماراتية، تعد لعمل إماراتي قادم يحمل اسم غمز البارود، من إنتاج الفنان الكبير أحمد الجسمي وبطولته ومشاركة مجموعة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية. الخليج زارت موقع تصوير المسلسل في الفجيرة، وقامت بالجولة التالية. كواليس التصوير تشير إلى أن العمل يتكئ على المغايرة والتجريب، وهو ما يؤكده الفنان أحمد الجسمي، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تضطلع فيها شركة جرناس للإنتاج الفني، بجميع العمليات الإنتاجية ليكون غمز البارود من إنتاجها فقط، والقصد من هذه التجربة هو تقديم عمل فني متكامل، من ناحية القصة والمضمون والشكل والإخراج والفنانين المشاركين، والفنيين والتقنيات الحديثة التي تلعب دوراً كبيراً في إنجاح العمل، وهو ما حرصت عليه جرناس التي تملك خبرة كبيرة، فكانت هذه التجربة في مسلسل يستغرق تصويره 75 يوماً وتم إنجاز ما يفوق ال 70 % من مشاهده. يتابع الجسمي: بعد كل هذه الترتيبات التي قامت بها جرناس، على جميع المستويات، كان دور الثالوث، عيسى الحمر كاتب المسلسل، ومصطفى الرشيد المخرج، وأنا في الإنتاج، لنجد أنفسنا أمام تحد كبير، حتى نتمكن من تقديم غمز البارود، وهو دراما محلية اجتماعية معاصرة من 30 حلقة تقع أحداثها بين الفجيرة ودبي، وتعتمد على التشويق والإثارة في بعض خطوطها، كما أنها تتصدى لخطوط متنوعة ومتشابكة الأحداث. يضم العمل أيضاً نخبة مميزة من نجوم الدراما الإماراتية، الذين يعملون من خلال المسلسل على إعادة إنتاج قصة حدثت قبل 25 عاماً في مدينة الفجيرة بين 3 أصدقاء هم بوسالم، الذي يلعب دوره الفنان أحمد الجسمي، وعبيد الذي يلعب دوره الفنان عبد الله مسعود، وجابر الذي يقوم بدوره الفنان مرعي الحليان. تبدأ الحكاية هنا بين جبال الفجيرة بمقتل عبيد مرعي الحليان، في جريمة يظل سرها في صدري صديقيه بوسالم وجابر، وهنا تتدخل ظبية، زوجة القتيل والتي تؤدي دورها الفنانة سميرة أحمد، لتحاول مراراً نبش السر الذي يخبئه بوسالم، الذي لا يكشف عن حقيقة مقتل صديقه لسبب ما، فيبقى السر موجوداً يحفر في داخل ظبية، ولأن بوسالم متردد، انكساري، انهزامي لا يحب المواجهات، يهرب من ظبية وتساؤلاتها، ليترك الفجيرة هارباً من واقعه الأليم، يأخذ أطفاله الصغار إلى دبي، ليعمل في دائرة كبيرة، يصب القهوة لمديرها.. ويتواصل تسلسل الأحداث التي تلقي الضوء على مجموعة متشابكة من القضايا الاجتماعية بموضوعية وجرأة وخطوط درامية متنوعة. يشير الجسمي إلى أنهم يطرحون هذه القصة بعد 25 عاماً بمعالجة تتراوح بين الماضي والحاضر، فبوسالم، الذي يستقر في دبي مع زوجته التي تقوم بدورها الفنانة الكويتية زهرة الخرجي، وابنه سالم يؤدي دوره الفنان فؤاد علي، وابنته التي تؤدي دورها الفنانة فاطمة المقبالي، وابنه الثالث يقوم بدوره الفنان عمر إبراهيم -وهو مطرب معروف يشارك لأول مرة في عمل درامي-، بين هذه الأسرة التي هربت من الفجيرة، يعيش بوسالم حياة متواضعة، وتتعرف أسرته الى جيران جدد تتكون من سلطان، الفنان محمد سعيد، الذي يقوم بدوره الفنان سيف الغانم، وزوجته الفنانة هدى الغانم، وابنتهما الفنانة رؤى الصبان، التي تؤدي دور الصديقة المقربة لابنة بوسالم، وهي الفنانة ليلى المقبالي، ليبدأ خط درامي جديد يستعيد علاقات الحب بين الجيران، حيث تنشأ قصة الحب العاصفة بين سالم وفاطمة، الحب الذي يواجه عدة عقبات، فهنالك من يتقدم لخطبة فاطمة، إلا أنها ترفضه انتصاراً لحبها من سالم الفقير، وبالمقابل تطلب منه أن يجتهد قليلاً في إيجاد عمل والتأهل لتتويج هذا الحب. ويلعب المخرج هنا على شخصية البنت الطموحة التي لا يمنعها حبها لرجل فقير من التفكير في حياة البذخ والسفر، وهي الدوافع التي تجعلها تبحث عن عمل، حتى يتوسط لها عمها بوسالم لدى مدير دائرته ويعمل معهم ويفتن المدير بجمالها ويطلب الزواج منها، وهو رجل كبير في السن ومتزوج، كما أن لزوجته الأولى دوراً كبيراً في الثراء الذي ينعم به، يطلب الثري كبير السن، من بوسالم أن يخطب له خطيبة ابنه، ويذهب ليخطبها ويصبح شاهداً في زواجها ليعيدنا المسلسل للتساؤل مجدداً حول سر انهزامية بوسالم وهروبه الدائم. طرحنا هذه التساؤلات على الفنان الجسمي، إلا أنه آثر أن يترك الإجابة في أحداث المسلسل. قصة المسلسل المعقدة تتعرض بالأسئلة لتفصيلات مشاكل مجتمعية، مثل قصة سالم الذي فشل في المحافظة على حبه، وهي قصة واقعية تحدث في المجتمع، فلكي تحافظ على حبك لابد من أن تبذل جهوداً كبيرة، وتبحث عن عمل وتكون على قدر المسؤولية التي يفرضها هذا الحب، يردف الجسمي: نناقش الواقع من خلال هذا العمل، فنحن في زمن مادي المال طغى فيه على الأخلاق، كذلك نتعرض للجانب البوليسي في جريمة الفجيرة، وكل هذه الخطوط تشكل نسيجاً مشتركاً، بالإضافة لهذه الخطوط هناك قصص جانبية تتشعب لتناقش هي الأخرى موضوعات اجتماعية غاية في الأهمية، مثل تربية الأولاد وجمع المال، كذلك قصة أبناء القتيل (عبيد) الذين تنشأ بين أحدهم وبنت (بوسالم) الهارب قصة حب تربك الأحداث. يرى الجسمي أن الدراما البسيطة يمكن أن تقرب من المجتمع وقضاياه أكثر، مشيراً إلى أنه كان بإمكانه أن يتناول موضوعاً معقداً إلا أنه فضل أن يقترب من الناس في هذا الزمن الذي أصبح كل شيئ فيه مجاني، الموت مجاني والدم مجاني، كان من الممكن مناقشة مواضيع مثيرة للجدل. يتابع الجسمي: كان يمكنني أن أعالج موضوعاً معقداً يثير الجدل، لكن للأسف نحن في زمن أكذوبة، الصدق فيه ضائع، لا أحد يعرف عنه أي شيء، لا يمكنك مثلاً أن تنتج دراما مأساوية عن سوريا أكثر من واقع حمامات الدم الذي تعيش فيه، هل من دراما يمكن أن تجسد المشاهد المهيبة لشهداء الوطن؟ لهذا لا أود أن أبرز عضلاتي، أريد أن أكون بسيطاً ولا أخلط الأمور ببعضها بعضا. يرى الجسمي أن غمز البارود، جزء من الجهد الكبير، الذي تقدمه الدراما الإماراتية، ولا يمكن أن يجزم بأنه الأفضل، فهو يعبر عن خط في الدراما الإماراتية، ويكمل: أعتز بأن يكون هناك إنتاج وزخم، فالكاتب جمال سالم يمثل أحد الخطوط، وسلطان النيادي في خط آخر، وحبيب غلوم في جانب درامي ثالث، إلا أننا نكمل بعضنا بعضا في تقديم دراما إماراتية متميزة، ما بين الكوميديا والتراجيديا والتراث والمعاصرة. ويبعث الجسمي برسائل عدة للجهات المعنية والمسؤولة عن الإنتاج الدرامي، أبرزها ضرورة توفير الدعم، فالدراما الإماراتية تحتاج لدعم كبير، وأكبر دليل على ذلك أن هناك أكثر من 6 قنوات فضائية، والإنتاج الدرامي الإماراتي لا يتجاوز ال 4 مسلسلات في العام، وهو إنتاج ضعيف جداً وينبغي أن يزداد إلى أضعاف مضاعفة، حتى نتمكن من فرض النجوم الإماراتيين على الساحة الخليجية وهو الأمر الذي يتطلب وقفة من الجميع. زهرة الخرجي: دوري سهل ومركب تعرب الفنانة الكويتية زهرة الخرجي عن سعادتها بالمشاركة في العمل الإماراتي غمز البارود، مشيرة إلى أن تجربة التمثيل مع مجموعة من النجوم الإماراتيين في هذا المسلسل تعتبر إضافة كبيرة بالنسبة لها، خاصة وأنها تشارك للمرة الثانية على التوالي في عمل إماراتي، بعد أن كان آخر ظهور لها في عمل كويتي في مسلسل ساعة الصفر، والذي تم تصويره في دبي. تروي الخرجي مشاركتها في غمز البارود قائلة: أؤدي دور زوجة بوسالم في المسلسل، وهو دور مركب، أجسد فيه شخصية الأم المغلوبة على أمرها التي تنتقل مع زوجها من الفجيرة إلى دبي دون أن تعترض، تفقد جيرانها وأهلها وحياة كاملة تتركها خلفها لتحافظ على منزلها وزوجها وأبنائها، وتعايش مشاكل متعددة. تضيف الخرجي أن دورها في المسلسل أسهل من الذي لعبته في عام الجمر، ودبي لندن دبي إذ لم تواجهها مشكلة في تجسيد شخصية الأم نظراً لتشابه العادات والتقاليد بين الشعبين في الإمارات والكويت. صداقة رؤى الصبان وليلى المقبالي تؤدي الفنانة ليلى المقبالي دور ميثاء بنت بوسالم وهي شخصية البنت العاقلة في البيت، التي تقع على عاتقها مسؤوليات عدة. وتعرب المقبالي عن سعادتها بالمشاركة في غمز البارود، مشيرة إلى أنها المرة الثانية التي تشارك فيها في عمل درامي بعد دبي لندن دبي، مشيرة إلى أن تجربتها الأولى مع الفنان أحمد الجسمي كانت غنية، لذلك قررت أن تعاود المشاركة معه للمرة الثانية في هذا العمل. كما تؤدي الفنانة رؤى الصبان دور صديقتها فاطمة، التي تلتقي معها في علاقة متداخلة، فهي خطيبة شقيقها الذي تتركه لتتزوج من أحد الأثرياء. وتقول الصبان: شخصية فاطمة التي أؤديها مركبة جداً، فهي تفكر في مصلحتها وتستبدل حب حياتها بمصلحة معينة، وهي المرة الأولى التي أجسد فيها هذا الدور، لذا أحببت الدور خصوصاً أنه مختلف وجديد علي في مشواري الفني.

مشاركة :