أكدت القمة الخليجية المغربية التي عُقدت مساء أمس بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس، والتي ترأس فيها وفد الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية، والتشاور وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة، مشددة على أن دول الخليج ترفض المساس بالمصالح العليا للمغرب بعد المؤشرات الخطيرة التي شهدها ملف الصحراء مؤخراً، واعتبر المجتمعون أن القضية قضيتهم، معلنين دعمهم الكامل للرباط في ذلك، كما أكدوا في القمة رفض أي محاولة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ونشر نزعة الانفصال والتفرقة في المغرب. وترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفد الدولة إلى أعمال القمة الخليجية المغربية مساء أمس في المملكة العربية السعودية بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس. وترأس الاجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بحضور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد. وفي كلمته الافتتاحية، أكد الملك سلمان أن القمة الخليجية المغربية تعكس العلاقات الوثيقة في كافة الجوانب بين الطرفين، وحرص دول مجلس التعاون على العلاقة مع المغرب على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها. وقال: إننا نقدر لبلادكم الشقيقة مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في عاصفة الحزم، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. اهتمام وأضاف الملك سلمان أن دول الخليج تتضامن مع المغرب، لاسيما في قضية الصحراء. وشدد على اهتمام دول المجلس بقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وليبيا، وأمن العراق واستقراره، إضافة إلى الملف اليمني، الذي أكد على حرص دول المجلس على إيجاد حل له وفقاً للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. من جهته، ثمّن العاهل المغربي الدعم المادي والمعنوي من دول الخليج للمغرب، متحدثاً عن روابط وثيقة تجمع المغرب بدول الخليج العربي. وأكد أن الطرفين يواجهان التحديات نفسها لاسيما في المجال الأمني، مضيفاً: نحاول الاستفادة من التجربة الرائدة لدول مجلس التعاون الخليجي. وشدد على أن عقد القمة المغربية الخليجية ليس موجهاً ضد أي جهة، إلا أنه استدرك قائلاً: نحن أمام مؤامرات تستهدف أمننا الجماعي. الدفاع عن أمننا واجب، والأمن الخليجي هو أمن المغرب. وأوضح أن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة تؤكد أهمية العمل العربي المشترك. وجرى خلال القمة بحث تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المغربية والتشاور وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة. مواقف موحدة وتبادل القادة وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية التي تؤثر على أمن واستقرار المنطقة وأهمية إيجاد مواقف موحدة من شأنها معالجة قضايا المنطقة وتأمين مصالحها العليا. وأكد البيان الختامي أن دول الخليج ترفض المساس بالمصالح العليا للمغرب بعد المؤشرات الخطيرة التي شهدها ملف الصحراء مؤخراً. وأوضح البيان أن قادة دول الخليج يؤكدون أن قضية الصحراء هي قضية دول مجلس التعاون ويدعمون الرباط في ذلك. كما شدد البيان على رفض أي محاولة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ونشر نزعة الانفصال والتفرقة. وحضر أعمال القمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، ويوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، ومحمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية.
مشاركة :