بين نارين - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 4/21/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إذا مرّ عليّ خبر صحفي محلي – وما أكثر الأخبار – يقول إن السلطات الجمركية أو سلطات المكافحة أحبطت عملية تهريب ما مجموعه مليون أو أكثر من حبوب المؤثرات العقلية بأنواعها، فإنني أحمد الله على إنجاز كهذا وأيضا أدعو للعاملين المخلصين بالتوفيق والسداد فيما هو قادم. لكنني – من ناحية أخرى – أقول إن المليون رقم فلكيّ مُخيف، وبودي السؤال هل الأمر بزيادة على عقود مضت من السنين أم متقارب أو أكثر؟ وإذا كان الأخير فلماذا. أقول لماذا لأن برامج التعافي والتخلّص من الآفة عندنا لا تزال قاصرة ومُقصّرة، فالذي نقرؤه الآن هو نقص الكوادر، نقص الأسرة، نقص الكفاءات والبرامج الفنية المطبقة عند غيرنا (الأردن مثلا). هذا إذا ما ذكرنا الغرب بإمكاناته الهائلة للتأهيل الذهني والجسدي للتخلص من الآفة. أقول في البلدان التي أولت هذا الموضوع أهمية كبيرة، توجد بيئة داعمة وصحية ومتخصصة وبسرية تامة لتطوير السلوكيات التي تؤدي الى الامتناع عن التعاطي، وصارت مراكزهم تتحدى العالم بالمقولة التي تقول ان "المدمن سيظل مدمنا الى الابد" وأثبتوا ان هذه المقولة ليست صحيحة وعندهم امثلة حية على ذلك. ولا إخال أن المُتتبعين لهذا الموضوع، والعاملين للتقليل من آثاره ينكرون علنا أن انتشار المخدرات.. خاصة الحشيش وحبوب الكبتاجون، ولكن الحبوب بإنواعها هي التي تصدرت المقدمة في الانتشار.. ولو درسنا وتعمّقنا في الدراسة لوجدنا أن أغلب الجرائم الوحشية بسبب هذه المواد المؤثرة في العقل. فهي ليست حفرة ضرر وكمين فساد للمتعاطي، بل للمجتمع ككل. أخيرا، فإن خبراء الاستثمار في الرعاية الطبية النفسية عندنا يقولون إن الطب الأهلي قد يتردد في الاستثمار بأجنحة أو مراكز تأهيل أهلية، لأسباب بيئية واجتماعية قد تتسبب في جعل إشغال الأسرة لا يُغطّي الإمكانات الطبية والفنية التي يجب أن تتماشى مع العصر. ونحن الآن بين نارين، سرعة الانتشار وقلة مراكز التأهيل أو عدم قبولها من المجتمع. وإلى المولى نشكو. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :