حين كتب روايته "دون كيشوت" لم يكشف الأديب الاسباني ميغيل دي سرفانتيس عن اسم البلدة التي ولد فيها بطله المهووس بالدخول في معارك وهمية لتصويب أخطاء العالم واستعادة مجد الفروسية المفقود. لكن كثيرين في أسبانيا يقولون إن ارجاماسيا دي البا وهي قرية تعصف بها الرياح يقطنها نحو 7000 نسمة هي مسقط رأسه. وهي تقع وسط منطقة سهول لا مانتشا في وسط اسبانيا التي تمتلئ بالحقول الخضراء والماشية والأغنام. ويقول آنخيل جوتيريث (55 عاما) وهو راع يجول بقطيعه على مقربة من البلدة الهادئة "أشهر اثنين في لا مانتشا هما دون كيشوت وجبن المانتشيجو الشهير في منطقتنا". ورغم مرور 400 عام على وفاة سرفانتيس لا تزال ذكرى دون كيشوت وتابعه الأمين سانشو بانزا وحبيبته الجميلة دولسينيا تتردد في جنبات القرى المحيطة في سهول لا مانتشا من خلال قطع الحلوى التي تجسدهم أو الأعمال الأدبية التي تقدم ولا تغيب عنها أيضا الماشية. فكل عام على سبيل المثال يقرض جوتيريث عددا من قطيعه إلى فرقة مسرحية تعيد في الشوارع تمثيل مقطع من الرواية يتعامل فيه دون كيشوت مع قطيع من الغنم. تمتلئ المنطقة بطواحين هواء بيضاء تاريخية وهي التي تلعب دوراً محورياً في الرواية حين كان دون كيشوت الفارس المغوار يقاتل طواحين الهواء.
مشاركة :