يُعد التصحر والجفاف من بين التحديات الأكثر إلحاحاً في عصرنا؛ فمستقبل أرضنا على المحك، وقد تأثر ما يصل إلى 40% من إجمالي مساحة الأراضي بالعالم بسبب موجات التصحر والجفاف التي ضربت العالم بلا هوادة، وفي ظل الاهتمام العالمي بالتصحر بوصفه أحد أكبر التهديدات البيئية التي نواجهها في عصرنا يحتفل العالم اليوم 17 من يونيه باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف.متحدون من أجل الأرض: تراثنا مستقبلنا-وفقاً للموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي .worldenvironmentday.global؛ في كل ثانية، تتدهور أراضٍ تعادل مساحتها أربعة ملاعب كرة قدم من الأراضي الصحية؛ ما يضيف ما يصل إلى 100 مليون هكتار كل عام للأراضي الجافة غير الصالحة للحياة، ومن ثَم فإشراك الأجيال الحالية والمستقبلية أضحى أكثر أهمية من أي وقت مضى لوقف هذه الاتجاهات المثيرة للقلق وعكس اتجاهها والوفاء بالالتزامات العالمية لإصلاح مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.الموضوع الذي تم اختياره لليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لهذا العام 2024 هو: "متحدون من أجل الأرض: تراثنا مستقبلنا "، الذي يؤكد القوة التحويلية للإدارة المستدامة للأراضي لمواجهة التحديات العالمية الحالية ووضع مخطط لمستقبل أفضل على الأرض لجميع الأجيال.يمثل موضوع العام فرصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية إصلاح الأراضي المتدهورة، ودعوة إلى العمل العالمي المتجدد بشأن استعادة الأراضي والقدرة على التكيف مع الجفاف، ويأتي اختيار هذا الموضوع تحديداً بغرض تعبئة المجتمع العالمي لدعم الإدارة المستدامة للأراضي.التصحر والجفاف أحد أكبر التهديدات البيئية التي نواجههاوفقاً للموقع الرسمي لليونسكو unesco.org؛ فالأرض الصحية لا توفر لنا ما يقرب من 95% من غذائنا فقط، بل هي توفر لنا أكثر من ذلك بكثير: فهي تلبسنا وتأوينا، وتيسر لنا فرص حياة كريمة وسبل العيش الآمن المستقر، ويؤدي تزايد عدد السكان، إلى جانب طفرة الإنتاج والاستهلاك المحموم غير المتنوع، إلى زيادة الطلب على الموارد الطبيعية؛ ما يفرض ضغطاً تكتيكياً على الأراضي الصحية، الذي يؤدى إلى حدوث كل هذا التدهور ويقودنا للتصحر والجفاف، الذي يُعد أحد أكبر التهديدات البيئية التي نواجهها في عصرنا.يشير التصحر إلى جفاف الأراضي بسبب انخفاض هطول الأمطار، والتوسع في الزراعة، وممارسات الري السيئة، وإزالة الغابات والرعي الجائر، ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم التصحر؛ ففي الوقت الحالي يعيش نحو ملياري شخص في الأراضي الجافة المعرضة للتصحر؛ ما قد يؤدي إلى نزوح ما يقدر بنحو 50 مليون شخص بحلول عام 2030.إذا لم يتمكن الناس من زراعة الغذاء؛ فسوف يحتاجون إلى الانتقال إلى مناطق أخرى، ما يزيد من خطر التصحر، وتكون له آثار سلبية في الحياة الطبيعية والحياة البرية وصحة الإنسان.توفر اليونسكو الخبرة العلمية الكاملة لموضوع التصحر والجفاف من خلال برنامجها الهيدرولوجي الحكومي الدولي "IHP" وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي "MAB"، وقد أشارت أودري أزولاي، المدير العام لليونسكو، على الصفحة الرسمية لليونسكو إلى أنه يتم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف كل عام لتعزيز الوعي العام بأهمية الأرض، حيث يُعد هذا اليوم لحظة فريدة لتذكير الجميع بأن تحييد تدهور الأراضي "LDN" أمر قابل للتحقيق، لافتة إلى أن "هذا تذكير آخر بأن صحة الإنسان وصحة البيئة مترابطان بعمق".قد ترغبين في معرفة أهمية زراعة الأشجار لمكافحة التصحر والجفافالسعودية والإمارات تشاركان الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفافتأتي احتفالية هذا العام موافقة للاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ، حيث تستضيف حكومة ألمانيا الاحتفال العالمي بيوم التصحر والجفاف 2024 في 17 من يونيه في Bundeskunsthalle في بون، "ألمانيا هي إحدى الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وأحد داعميها المتفانين"، بالتعاون مع وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية "BMZ" ومدينة بون، "التي تستضيف أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر منذ عام 1999"؛ اجتماع القادة والشباب والشخصيات البارزة من مجالات السياسة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والترفيه لإظهار طموح قوي للاتحاد من أجل الأرض.ويسبق هذا الاجتماع أكبر مؤتمر للأمم المتحدة على الإطلاق بشأن الأراضي والجفاف -مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر- الذي سيُعقد في الرياض، المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2024 "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي المعاهدة الدولية الوحيدة الملزمة قانوناً بشأن إدارة الأراضي والجفاف؛ إحدى اتفاقيات ريو الثلاث إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي".وعلى هامش اجتماع القادة بألمانيا سيتم تنظيم سلسلة من الفعاليات العامة، وسيتم عمل معرض للصور والبرامج التعليمية والعروض الموسيقية، إلى جانب حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تم إطلاقها بغرض ضمان الانتشار العالمي لموضوع هذا العام لمكافحة التصحر والجفاف.-على صعيد آخر وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ستطلق مجموعة عمل الإمارات للبيئة حملتها السنوية الشهيرة لإعادة تدوير الورق بعنوان "إعادة تدوير. تشجير. تكرير" للسنة التاسعة على التوالي ولمدة شهر. يهدف هذا المشروع إلى إشراك كيانات من جميع القطاعات للمشاركة في إعادة تدوير الورق، وبالتالي الاستفادة من فرصة الانضمام الى حملة التشجير الحضري الإماراتي في نهاية العام.تابعوا المزيد: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعلن عن مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر
مشاركة :