18 يونيو 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في خمسينيات القرن الماضي، شهدت مقاطعة نينغشيا، اختراع شبكة مربّعات القش، كطريقة مبتكرة لتثبيت الرمال وتخضير الصحراء بمدينة تشونغ وي. وقد ساعدت هذه الطريقة على إنشاء أول خط سكة حديد صحراوي في الصين يربط بين باوتو ولانتشو. كما نجحت في دفع الصحراء إلى الخلف بنحو 25 كيلومترا. وفي الثمانينيات، تبنّى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وروّج لها في العديد من البلدان. لتصبح أول خطة صينية في مكافحة التصحر يتم تصديرها إلى العالم. يستمر عمر الشبكة العشبية ثلاث سنوات فقط، وفي بعض الأحيان تحتاج إلى الترقيع والصيانة، بسبب الرياح والمطر والحرارة. لكن في عام 2019، قام فريق تشو جيان جون، الباحث في معهد الشمال الغربي للبيئة والموارد البيئية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بابتكار نسخة أكثر تطوّرا من "مربّعات القش". بحيث يمكنها أن تستمر من 5 إلى 6 سنوات، وتصنيعها على نطاق واسع. وبعد سنوات من التجارب، تم الآن البدء في الترويج لها. بعد تثبيت سطح الرمال، فإن الخطوة التالية هي زرع بذور الحشائش وزراعة الشتلات في المربعات العشبية. وبفضل سنوات من الخبرة في مكافحة التصحر، اخترع تانغ شيمينغ، المهندس في مزرعة الغابات بمدينة تشونغ وي، آلة كهربائية لزرع الشتلات. ساهمت في رفع بقاء الأشجار على قيد الحياة بنسبة 25%، وانخفاض التكلفة بنسبة 50%. بعد تثبيت الرمال، يستغرق تكوين قشرة التربة البيولوجية الطبيعية في الصحراء حوالي عشر سنوات. لكن بعد سنوات من الاستكشاف والممارسة، تمكنت محطة البحوث التجريبية لصحراء شابوتو التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم من تطوير قشرة تربة اصطناعية. ومن خلال رش محلول البكتيريا الزرقاء المزروعة صناعيًا على مربّعات القش، تتشكل قشرة التربة في البداية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام. ومع المثابرة خلال سنوات، يمكن السيطرة بشكل علمي على الرمال. وبهذه الطريقة، تمكنت مدينة تشونغوي من استصلاح 1000 كيلومتر مربع من الأراضي الرملية. ثم انتشرت هذه الطريقة إلى العديد من المقاطعات الصينية الأخرى، لتستعمل في عمليات تثبيت الرمال وتخضير الصحراء.