قال مصدر قضائي في مصر إن النيابة العامة أمرت اليوم (الأربعاء) بحبس شرطي أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعدما قتل بائعاً وأصاب اثنين آخرين بالرصاص في مشاجرة نشبت بينهم بسبب خلاف على سعر كوب شاي في ضاحية بالقاهرة أمس. وأوضح المصدر أن النيابة بدأت التحقيق مع المتهم، وهو برتبة أمين شرطة، الليلة الماضية ووجهت له تهمة القتل العمد والشروع في القتل. وتابع أن المتهم ويدعى السيد زينهم عبد الرازق أنكر الاتهامات المنسوبة إليه. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتمع اليوم بوزير الداخلية مجدي عبد الغفار وجميع مساعدي الوزير، مشيرة إلى أن «السيسي شدد خلال الاجتماع على ضرورة مُحاسبة ومُساءلة كل من يخطىء سواء من رجال الشرطة أو المواطنين». وأضاف البيان أن السيسي أكد «أنه على رغم عدم انسحاب بعض التصرفات غير المسؤولة لأفراد الأمن على هذا الجهاز الوطني الذي قدم العديد من التضحيات والشهداء من أجل حماية الوطن والدفاع عن المواطنين، إلا أنه يتعين ردع تلك التصرفات بالقانون ومُحاسبة مرتكبيها بشكل فوري». وقتل الشرطي عاملاً وأصاب مواطنين بالرصاص إثر خلاف مع العامل على سعر كوب من الشاي لا يتجاوز ثمنه دولارين، في حادثة أثارت غضباً شعبياً وسلّطت الضوء مجدداً على العلاقة الشائكة أحياناً بين رجال الأمن والمواطنين. وأفيد بأن الشرطي قتل العامل قرب مدينة الرحاب في القاهرة الجديدة عند تخوم العاصمة المصرية، من مسافة لا تتخطى خمسة أمتار، مُستخدماً بندقية آلية. وأوقفت قوات الأمن الشرطي بعد أن فر وزملاءه من قبضة عمال حطّموا سيارة الشرطة التي كانت تستقلها القوة الأمنية، وسط هتافات مُنددة بالشرطة. وقال شهود عيان في فيديوات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إن أمين الشرطة قتل الشاب الذي يبيع السجائر والمشروبات الساخنة (مثل الشاي) لعمال البناء في مدينة الرحاب، بعد أن اختلفا على ثمن مشروبات تناولتها القوة الأمنية التابعة لشرطة النجدة. ويستغل فقراء تجمعات العمال في مجال البناء للاقتراب منهم بهدف بيعهم مشروبات. وأوضح الشهود أن الجاني قتل البائع إثر مشادة بينهما على سعر مشروبات، إذ استخدم سلاحاً آلياً أطلق منه عدة طلقات قتلت إحداها البائع وجرحت رصاصة أخرى اثنين من المارة يُعتقد أنهما من العمال. وفور وقوع الحادثة تجمّع مواطنون حول قوّة الشرطة في محاولة للاعتداء على القاتل، لكنه فر تاركاً سيارة الشرطة التي حطمها الغاضبون الذين هتفوا «الداخلية بلطجية» و «شوفوا سعادة البيه.. قتلنا علشان جنيه». وأحال وزير الداخلية أمين الشرطة على النيابة العامة وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة. وقالت وزارة الداخلية في بيان: «أثناء تواجد أمين الشرطة السيد زينهم عبدالرازق الذي يعمل في إدارة شرطة نجدة القاهرة، بإحدى مأموريات التأمين أمام البوابة رقم 6 لمدينة الرحاب بالقاهرة الجديدة، حدثت مشادة بينه وبين أحد باعة المشروبات لخلاف حول سعر أحد المشروبات تطورت إلى مشاجرة مع البائع وآخرين، قام على أثرها أمين الشرطة بإطلاق النار من السلاح عهدته ما أدى إلى وفاة البائع وإصابة اثنين من المارة». وقطعت وزارة الداخلية ببيانها الطريق على تصريحات تناقلتها وسائل إعلام مصرية ونُسبت إلى مسؤولين أمنيين تشير إلى أن الشرطي قتل العامل بعد أن اعترضه الأخير خلال تنفيذ عمله وإزالة الأدوات التي يستخدمها في إعداد المشروبات، والتي تُمثل إشغالاً للطريق. ومنذ واقعة قتل شرطي لسائق في منطقة الدرب الأحمر في القاهرة قبل شهور، انتهجت وزارة الداخلية نهجاً جديداً في مثل تلك الحوادث، عبر الإقرار بوقائعها من دون إقحام روايات أخرى قد تمنح الجاني فرصة للإفلات من العقاب. وكانت محكمة جنايات القاهرة عاقبت الشهر الماضي رقيب شرطة اتهم بقتل سائق في منطقة الدرب الأحمر عمداً، بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً. وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي وزير الداخلية بإدخال تعديلات تشريعية أو سن قوانين جديدة تكفل ضبط الأداء الأمني في الشارع بما يضمن محاسبة كل من يرتكب تجاوزات في حق المواطنين. وأقرت الحكومة تلك التعديلات التي وضعت قواعد أكثر صرامة لحمل أفراد الشرطة السلاح الرسمي، لكنها ما زالت تنتظر المناقشة في البرلمان. وكشفت معاينة النيابة لمكان الحادث أمس أن الضحية توفي في الحال إثر تعرضه لطلق ناري في الصدر تسبب في إحداث فتحتي دخول من القلب وخروج من الظهر، وأن الرصاصة أطلقت عليه من مسافة لا تتجاوز خمسة أمتار، من بندقية آلية خاصة بأمين الشرطة. وقطع العمال الطريق المؤدي إلى مدينة الرحاب، وتوافد أهالي وزملاء الضحية إلى موقع الحادث، ومع تصاعد الغضب، غادرت القوة الأمنية الموقع. في غضون ذلك، أرجأت محكمة في القاهرة محاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي و12 مسؤولاً في الوزارة، في قضية الاستيلاء على أموال الوزارة، إلى جلسة في 30 نيسان (أبريل) لحضور بقية أعضاء اللجنة الفنية لفحص الأحراز. من جهة أخرى، نشر تنظيم «داعش» في سيناء أمس عدة صور على حسابه على موقع «تويتر» قال إنها تُشير إلى استهداف آليات للجيش المصري، كما نشر صوراً لمُسلح يرتدي زياً عسكرياً وهو يذبح بسكين رجلاً قال التنظيم إنه جاسوس للموساد ويُدعى فوزي الأطرش. وقالت وزارة الداخلية المصرية مساء أمس إن 3 جنود قتلوا و8 آخرين جرحوا إثر استهداف ناقلة جنود تابعة لقوات الأمن المركزي في شمال سيناء. وأوضحت وزارة الداخلية أنه أثناء مرور رتل أمني على طريق في مدينة الشيخ زويد، أطلق مجهولون صوبه قذيفة «آر بي جي» أصابت إحدى آليات الرتل وخلّفت القتلى والجرحى. وتم نقل المصابين إلى المستشفى للعلاج.
مشاركة :