19 يونيو 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أحمد محمد جابر، شاب عراقي من مواليد التسعينات، يستمتع يوميا بعمله كصانع محتوى في الصين، ولديه أكثر من 15 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي الصينية. يشتهر جابر بين متابعيه الصينيين باسمه الصيني وانغ لي شيوان. وقد تعوّد بأن يحيي متابعيه عبر الإنترنت بعبارة افتتاحية لطيفة: " يا حبيبي، أنا أخوكم لاو وانغ". بابتسامة عريضة على وجهه، يصف جابر مذاق الطعام الذي يجربه بلغة صينية بسيطة ولكن بارعة. ويتجوّل بين المدن الصينية لتذوق مختلف الأطعمة، ويأسر قلوب المتابعين الصينيين بحبه المعدي لمأكولات البلاد المتنوعة. ولد أحمد عام 1994 في العراق، وقد سبق له أن عايش مآسي الحرب، وشاهد أهوالها بعينيه بعد الغزو الأمريكي لبلاده في عام 2003. وهربا من الحرب، انتقل أحمد مع عائلته إلى سوريا بحثا عن الأمان. مع ذلك، وبينما كانت الحياة تتحسن بالنسبة للعائلة، اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، ووقع جابر في مرمى النيران وأصيب برصاصة في جسده. تركت الحرب ندوباً لاتمحى بالنسبة لأحمد، ويقول بأنه يشعر بالفزع أحيانا حينما يسمع الفرقعات المفاجئة للألعاب النارية خلال عطلة رأس السنة الصينية، ويتذكّر أصوات الإنفجارات. كانت رحلته إلى الصين في عام 2014 بمثابة نقطة تحول محورية في حياته. ومنذ مجيئه اغتنم كل فرصة لتعلم اللغة الصينية، والتواصل بحرية مع الصينيين في أقل من عام. واليوم، أصبح أحمد قادرًا على استخدام اللغة الصينية للتواصل والقراءة اليومية، وعلى الرغم من أنه لم يتقن مهارات كتابة الحروف الصينية بشكل كامل، إلا أنه يستطيع كتابة الأحرف الثلاثة التي تعني "الحب" و"السلام". جرّب جابر العديد من المهن في الصين، حيث عمل مدرسًا للغة العربية وعارض أزياء وممثلًا، ثم بدأ تدريجيًا مغامرة جديدة في عالم صناعة المحتوى عبر الكاميرا، وبدأ ذلك بالمصادفة حينما حظي مقطع فيديو صوره عن الشعرية بلحم البقر على شعبية كبيرة على الإنترنت. وكتب جابر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "بعد تجريب معاناة الفراق عن أحبائي في الحياة والموت، أشعر بالإمتنان على العيش المستقر الذي لم يأتي بسهولة في الصين. أحب الطعام هنا، وأحب المناظر الطبيعية". في بداية هذا العام، عاد جابر إلى مسقط رأسه، وتفاجأ عندما وجد أن أنقاض الماضي يتم استبدالها بالمزيد والمزيد من المباني في العراق، بما في ذلك المدارس الجديدة والمستشفيات والطرق التي تم بناؤها بمساعدة الصين. وقد علّق على ذلك قائلا " هذا يشعرني باليد الدافئة التي تمدها الصين نحو العراق وتدفعها نحو الأمام." ومن منطلق رغبته في تعزيز التفاهم المتبادل بين العراق والصين، يقوم جابر حاليًا بصياغة سيناريو لفيلم يحتفل بالسلام. سيشرّك فيه أصدقاءه من الصين والعراق. ويريد جابر أيضًا أن يصطحب والديه إلى الصين ويفتتح مطعمًا عراقيًا. وقال جابر إنه يتمنى أن يعيش مع والديه في الصين بأمان، وأن يبذل قصارى جهده لتعريف العالم أكثر على الصين الحقيقية.
مشاركة :