قال تعالى في سورة المائدة (وتعاونوا على البر والتقوى وﻻتعاونوا على الإثم والعدوان) ويقول المثل العربي (يد الله مع الجماعة) وقد تجلت هذه المعاني السامية في التعاون والمحبة والتآلف في القمة الخليجية المغربية التي انطلقت يوم الأربعاء الموافق 20 أبريل الجاري في مدينة الرياض بحضور قادة دول مجلس التعاون والعاهل المغربي الملك محمد السادس في قمة غير مسبوقة. أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله أن القمة الخليجية المغربية التي عقدت في الرياض تأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية تتطلب تنسيقا مشتركا وتشاورا مستمرا وتعاونا مثمرا . من جهته أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حرص قادة دول مجلس التعاون على أن تكون علاقتهم بالمغرب على أعلى مستوى في كل المجاﻻت واستذكر خادم الحرمين باعتزاز مشاركة المغرب في حرب تحرير الكويت ومبادرته في عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب مؤكدا تضامن الجميع ومساندتهم لكل القضايا التي تهم المغرب وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربيه ورفض دول المجلس لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب. في هذه القمة كانت للعاهل المغربي الملك محمد السادس كلمة أعرب فيها عن ارتياحه واعتزازه بالعلاقات المتميزة والتاريخية التي تربط المملكة المغربية بدول مجلس التعاون وأضاف أن مايمس دول الخليج يمسنا ومايمسنا يمسهم فهناك مشاعر متبادلة ومصالح مشتركة تربطنا بدول الخليج.الجدير بالذكر إن أول زيارة قام بها الملك المغربي محمد الخامس رحمه الله وطيب ثراه للكويت كانت في سنة 1960 وكان في استقباله أمير الكويت أبو الدستور عبدالله السالم رحمه الله وطيب ثراه ولهذا فهناك علاقات تاريخية تربط المملكة المغربية بكل دول مجلس التعاون ويعتبر المغرب حليف استراتيجي لدول مجلس التعاون . ﻻيخفى على أحد أن هناك استثمارات ضخمة خليجية في المغرب في جميع المجاﻻت وخاصة في مجال السياحة وتعتبر المغرب بلد سياحي مفضل للشعوب الخليجية وكذلك حكام دول مجلس التعاون مما يؤكد على عمق هذه العلاقات. هناك قضية مزمنة تؤرق المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا وهي قضية الصحراء التي انسحبت منها اسبانيا سنة 1975 بعد المسيرة الخضراء المباركة في عهد الملك السابق الحسن الثاني رحمه الله وطيب ثراه وقد استطاع المغرب استرداد الصحراء وأنفق عليها عشرات المليارات في إعادة إعمارها وعرض الحكم الذاتي على سكانها ولكن هناك مايسمى بجبهة البوليساريو المدعومة بقوة من الجزائر تطالب باﻻنفصال عن المغرب وإعلان دولة مستقلة بها وهو ما يعتبر خط أحمر وتهديد لمصالح المملكة المغربية ﻻيقبل النقاش.قبل عدة أشهر وبعد تصريح للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بانكي مون ﻻينسجم والثوابت المغربية من قضية الصحراء نشبت أزمة بين المغرب والأمم المتحدة طلبت على أثرها المغرب من الأمم المتحدة سحب قوات حفظ السلام المتواجدة في الصحراء المغربية ورفض أي تعاون مع المساعي المبذولة لوضع حل نهائي لقضية الصحراء. إن من يعرقل الوصول لحل نهائي وجذري لهذه القضية هي الجزائر التي للأسف لها مواقف سلبية من القضايا العربية فهي كانت تؤيد الاحتلال العراقي للكويت وصنفت من دول الضد وهي أيضا من الدول التي تحفظت على إدانة إيران على تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية وكذلك حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد ناهيك عن تحفظها على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية سواء في جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي فهي تكاد تكون حليفا لنظام الولي الفقيه في إيران وجزءا من محور الشر الذي يضم إيران وروسيا وسوريا وبالتأكيد الدول التي ذكرناها تؤيد الجزائر في دعمها لمنظمة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء المغربية عن المغرب ؤإعلان دولة مستقلة بها ولهذا فالمغرب اليوم بحاجة إلى دعم دول مجلس التعاون وكذلك الوﻻيات المتحدة الأمريكية في قضية الصحراء التي تعتبرها جزءا ﻻيتجز من التراب المغربي . ﻻشك أن التحالف الخليجي المغربي في شتى المجاﻻت يصب في مصلحة الأمة العربية والإسلامية وفي حل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتي يعتبر المغرب رئيس لجنة القدس وأيضا القضايا الأخرى الملتهبة في سوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان وبالتأكيد قضية الصحراء المغربية والأكيد إن من يعرقل إيجاد حل لهذه القضايا هو محور الشر وكذلك إسرائيل التي تعتبر ورم سرطاني في جسد الأمة العربية وﻻشك أن الحق سوف ينتصر في النهاية ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا . أحمد بودستور
مشاركة :