* أحيانا تأخذني الذكريات إلى الذهاب إلى بحر كتبت علاقتي معه منذ أن غنى محمد عبده «دستور» يا الساحل الغربي، في ليلة ما زلت أذكر بعضا من تفاصيلها والبعض الآخر ضاع مع صديقي الذي نسيني ولم أنسه. * هناك في ذاك المكان بدأت علاقتي مع جدة المدينة وجدة الحياة وجدة الأنيقة. * بين مد البحر وجزره، كنت أقول دونما أي حساب للوقت يا موج هون على قلبي لكن في لحظة ضعف تهزمني العبرة. * ومن يا جدة يقدر على جمع الفرح والحزن في لحظة واحدة غير ذاك الذي قال أجاذبك الهوى واطرب وأغني. * البارحة كنت هناك فوجدت أن الزمن تغير فبحر أمس ليس بحر اليوم أكل جماله العمران ولوث شواطئه باعة متجولون وزوار نثروا على جنباته أعقاب سجائرهم فقلت بعد أن استفزني المكان: سأشكو إهمالكم لصديقي معالي أمين جدة هاني أبوراس. * في شارعها الحضاري «التحلية» لا بد أن أربط شرق جدة بغربها لكي أصل إلى حيث يسكن حبيب القلب الذي منه انطلقت وعبره كتبت أجمل العبارات ومن خلاله قلت ذات يوم الرياضة وعي والرياضة حضارة. * الأهلي الذي أعشقه هناك والأهلي الذي التقيت فيه بكل طبقات المجتمع هو عنوان جدة الدائم حينما يكون الزائر غريبا فمن زار جدة ولم يمر بالأهلي على رأي أحد عشاق الأهلي يحتاج إلى أن يعود ليعرف معنى أن تكون ملكيا. * الأحد تاريخ فيه عودة هيبة وعودة تاريخ لكن هذه العودة تحتاج مدرجات تغلي وأقداما تأكل العشب. * الهلال الطرف الآخر في مواجهة الأهلي، ونعرف أنه فريق متمرس ولن أوغل في التوصيف بقدر ما أقول إنها ليلة العمر يا أهلي فحذار من التفريط. * بين مد عواطفي وجزرها لا بد أن نفرح يا أهلي ولا بد أن نردد مع مدرجاتك الصاخبة أهلاوي والدوري أهلاوي. أخيرا: * بعض النصراويين يطالبون برحيل من أعاد لهم النصر. * فماذا نسمي هذا؟ وفاء على طريقة سنمار أم حبا من ذاك النوع الذي قتل صاحبه؟.
مشاركة :