استضاف المقهى الثقافي جلسة حوارية تحت عنوان ترجمة كتب الأطفال في العالم العربي.. الواقع والمأمول، تحدث فيها د. شاكر حسن، أستاذ جامعي متخصص في الشعر الإنجليزي الحديث ومترجم، وأدارها زكريا أحمد. تحدث حسن عن أثر ترجمة كتب الأطفال العربية والأجنبية التي تعد مهمة في العالم العربي، ويجب دمجها في الأعمال الأدبية ونقلها إلى لغات أخرى. ولفت إلى القوة السحرية لقصص الأطفال المترجمة التي تعمل على توسيع نطاق مخيلتهم. قال د. شاكر حسن مثلما تكون ترجمة الأعمال الأدبية والثقافية والفلسفية الخالدة والمعاصرة مهمة للكبار، فإنها كذلك للصغار، ولذلك لا بد من الربط بين عالم الطفولة والفتوة والنضج، بغرض تقديم نص مقنع ومفيد يتناغم مع المرحلة العمرية، وبناء مخيلة واسعة عند الأطفال من خلال سحر الكلمة واللون والحركة، وحتى باستعمال الأجهزة الإلكترونية الحديثة. وأضاف: قصص الأطفال تلعب دوراً مهماً في صقل شخصية الصغار، وعلى الأهالي تشجيع أبنائهم على متابعة القصص التي تستهدفهم على قنوات التلفاز. وتطرق حسن إلى أهمية دار كلمات للنشر التي تستهدف الأطفال من خلال كتبها المشوقة والممتعة، وما لها من دور كبير في التأثير على نفوسهم. وأكد أن الكتب التي تختارها كلمات تتمتع بصياغة جيدة وتصلح لأن تترجم وتكون أفلاماً عالمية. وبيّن حسن أن الكتب والأعمال الموجهة للأطفال يجب أن تحيي الخيال في عقولهم، من خلال استخدام طريقة سرد حديثة، تحاكي الواقع بأسلوب مبتكر ومبسط يسهل على الأطفال استيعابه، بحيث يكون للقصة قوة سحرية تدفعهم إلى قراءتها ومتابعتها، مثل قصتي أليس في أرض العجائب وتوم وجيري. وأشار إلى أنه يجب ترجمة الأبحاث الهادفة التي تنمي قدرات الطفل والقيم الأخلاقية لديه وتثري خياله، لمساعدته على التميز بين الأعمال الجيدة والسيئة، وتطوير تفكيره النقدي وتشجيعه على الكتابة الحرة، كما يجب إطلاع الطفل على ثقافات وأنماط فكرية جديدة ذات جمالية مختلفة من خلال مراعاة ومشاهدة الأعمال الأخرى، فصلاً عن تعزيز تجربته اللغوية وتمكينه من التخاطب بشكل سليم. وأكد أنه لا بد من وجود دار ثقافة تختص بالأطفال وأعمالهم في الدول العربية وتنتج كتبهم والقصص التي يكتبونها، يكون الهدف منها تقوية شخصية الأطفال الفكرية والثقافية في المستقبل.
مشاركة :