أقيمت في رحاب ندوة الثقافة والعلوم، أول من أمس، محاضرة المرأة الإماراتية والفن..الصوت الشعري والموسيقى بالتعاون مع متحف المرأة، وقدمها الملحن إبراهيم جمعة، مستشار الفنون في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والباحث والشاعر مؤيد الشيباني، وحضرها سلطان صقر السويدي رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة والدكتور صلاح القاسم مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون وأعضاء مجلس إدارة الندوة، وحضور نوعي من المثقفين والإعلاميين، وأدارتها الدكتورة رفيعة غباش مؤسسة ورئيسة متحف المرأة، واجتمع المحاضران على تفرد خصوصية حضور المرأة الإماراتية في الأدب والموسيقى، فكانت تجربتها كغدير ينسابُ شعراً وعذوبة. بنت الإمارات استهلت المحاضرة بعرض فيلم تسجيلي عن متحف المرأة، ثم تحدث مؤيد الشيباني عن صوت المرأة الشعري ودوره في نشأة وتطور الأغنية الإماراتية قائلاً: لم تعرف ساحة فنية عربية أصواتاً شعرية نسائية مثلما عرفت الساحة الفنية الإماراتية، فمنذ بدأت نشأة الأغنية المصرية في أوائل القرن العشرين، وبعدها اللبنانية ثم العراقية وغيرها من التجارب العربية المماثلة في الكويت وسوريا واليمن ودول المغرب العربي وحتي اليوم، لم يسجل الأرشيف الغنائي حضوراً شعرياً نسائياً في الأغنية إلا في الإمارات، وتابع: المقصود بالأغنية هو ذلك المنتج الحديث المعروف بصناعته من خلال القصيدة واللحن والأداء ومكان التسجيل الاستديو ومن هنا نرصد دور المرأة الإماراتية شعراً في نشأة وتطور الأغنية الشعبية ثم الأغنية الحديثة، وسنأخذ أمثلة قديمة وحديثة منها: فتاة العرب فتاة الخليج سابقاً، فتاة دبي، فتاة العين، وعشرات الأسماء المستعارة مثل: فتاة أبوظبي، فتاة زعبيل، فتاة الشارقة، ومن تلك الألقاب التي غنى قصائدها المطربون نتذكر: بنت الإمارات، الشاعرة المجهولة، لمياء دبي. فارق زمني وقال الشيباني: إن نهاية فترة الخمسينات من القرن الماضي، وقبل ظهور إسهامات الباحث حمد خليفة أبو شهاب في مجال تراثنا من الشعر الشعبي 1980، كان الفنان حارب حسن يسجل أغنيته تقول فتاة الحي بنت بن ظاهر وقد كان هناك فارق زمني بين الشاعرة والمطرب بأكثر من 300 عام، واللافت في المقدمة أن المطرب يقول كلمات فتاة الخليج ألحان، وغناء حارب حسن، ويري الشيباني أن لقب فتاة لم يكن مجرداً عن دلالات أخرى غير تلك التي تشير إلى عمر الخامسة عشرة، بل أعمق من ذلك ويشير إلى العقل والوعي والحكمة، وهكذا بدأت ابنة الشاعر الكبير الماجدي بن ظاهر فتاة الحي رحلة التعبير عن حضورها من قوة الموقف، وهي تطلق على نفسها لقب فتاة ثم وسع بناتها اللقب إلى فتاة الخليج، فتاة الساحل، وغيرها. فتاة العرب وأشار الشيباني إلى أن حارب حسن حين التقى الفنان محمد سهيل في البحرين عام 1948 أعطى له مجموعة قصائد من بينها تقول فتاة الحي، وكانت أول قصيدة تظهر للشاعرة عوشة بصوت مطرب، وفي عام 1964 سمع الفنان علي بن روغه عن الشاعرة عوشة بنت خليفة التي ذاع صيتها وكانت يومها تلقب باسم فتاة الخليج، ولقبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بـفتاة العرب، فكتبت له: أنا أحمد الله لي له الحمد سبحان، وانعامنا يا رب بالشكر زدها، فقد كان كل من يشق طريقه إلى عالم الأغنية يبدأ مع قصائدها، وذلك ما فعله بن روغه. الشاعرات الإماراتيات أكد الشيباني أن قصائد الشاعرات كما الشمس لا نستطيع أن نلمس ضوءها، لأنه ليس مادة، وهكذا هو أثر قصائد الشاعرات الإماراتيات في حياتنا إشاعة ثقافة السلام والمحبة، فالمتابع لبنية قصيدة المرأة الإماراتية يلاحظ ثمة انسيابية في التعبير عن الذات نابعة من مساحة الحرية الطبيعية بمعناها التلقائي في ثقافة المجتمع الإماراتي. تسجيل الأغاني كما تحدث الملحن الإماراتي إبراهيم جمعة عن علاقة الإماراتيات بالفن بداية من الفنانة الراحلة موزة سعيد التي عاشت في البحرين، وتبناها المطرب العماني المشهور سالم الصوري، وقال: إن الأسطوانة كانت وقتها تمر بعدة مراحل للطبع حتى تصل إلى اليونان للتسجيل النهائي، وكانت هناك 3 مؤسسات هي المفضلة في تسجيل الأغاني.رواد الفن وتحدث جمعة عن المطرب الإماراتي محمد عبد السلام الذي تأثر في بدايات دخوله في هذا المجال بالفن البحريني، خصوصاً لدى أسماء كبيرة مثل محمد بن فارس، وضاحي بن وليد، كما تأثر رواد الفن في الخليج بالتراث الموسيقي والغنائي العريق في اليمن، وأشار إلى الأسماء الغنائية الرائدة في الإمارات وهي محمد بن سهيل الكتبي الذي كان يعمل في السعودية، وأسس في الدمام شركة لتسجيل الأغاني، وكان له دور كبير في تبني المطربين، وقد استفاد كثير من المطربين الإماراتيين الأوائل من رحلاتهم إلى البلاد ذات الإرث الحضاري والموسيقي المتنوع، ومنها القاهرة وبيروت وبومباي وصنعاء وزنجبار وكراتشي. رحلات الغوص عن رحلات الغوص التي كانت تشهد ألواناً من الغناء الفلكلوري، تحدث جمعة، بداية من أغنيات رفع الأشرعة فوق سطح السفينة، ومروراً بالغناء الخاص بدفع المجاذيف ودور النهام، الذي يعتبره أهل السفن هو المحور والركيزة التي يقوم عليها الغناء وأداء بقية البحارة على متن السفينة، فهم الكورال بمفهوم هذا العصر ووظيفته الأساسية تكمن في أنه يحثهم ويشجعهم على مواصلة رحلاتهم الطويلة، وأشار جمعة إلى أن أهل الإمارات اختلفوا عن سواهم في منطقة الغوص في طريقة تعاملهم مع الفلكلور الغنائي البحري، فالكويتيون استخدموا الإيقاعات في سفنهم، أما الإماراتيون فاعتمدوا على الأداء الصوتي والضرب بالأقدام على سطح السفينة.
مشاركة :