أكد أمينُ عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ أهميةَ أن تكون الدبلوماسية الإنسانية هي المسار لحلّ الخلافات السياسية وتجنب النزاعات المسلحة، والدعوة إلى تنمية مستدامة تحقق الأمن والأمان للبشرية، ونشر مبدأ التسامح وقبول الآخر؛ احترامًا للكرامة الإنسانية. جاء ذلك في افتتاح الدورة الـ48 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، اليوم الخميس، في فندق "داما" بدمشق، بحضور وزيرة الإدارة المحلية والبيئة في الجمهورية العربية السورية. وقال "التويجري" في كلمة حصلت "سبق" على نسخة منها: إن ما يحصل في قطاع غزة من اعتداءات سافرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي هو اختراق سافر لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وللمعاهدات والاتفاقيات الدولية. كما شدّد على أهمية فتح حوار مباشر مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية والدولية؛ لتضميد الجراحات ووقف نزيف الدم. وأضاف: نحن مطالبون بالانتصار للإنسانية بحماية ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية والاستجابة لمتطلباتها إنْ حدثت. وتابع "التويجري": كم نستشعر عظم المسؤولية الإنسانية، ونحن نلتقي على الأرض السورية العربية في ضيافة كريمة من الهلال الأحمر السوري عضو المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر؛ لنبدأ فعاليات الدورة 48 للهيئة العامة للمنظمة، وكأنّنا من هذه القاعة نسمع صدى صراخ الأطفال والثكالى وكبار السن من ضحايا النزاعات المسلحة في أكثر من قطر عربي. وتحوم حول نواظرنا صور مؤلمة للجرحى وللقتلى من تلك النزاعات، وضحايا الجفاف والتصحر والفيضانات والزلازل، وما خلفتْه من دمار وسوء تغذية وأمراضها المصاحبة". وأضاف أمين "آركو": يأتي الوضع المأساوي في قطاع غزة الذي بدأ منذ السابع من أكتوبر 2023، على مدى 260 يومًا، لينفرد بأزمة إنسانيّة مركبة؛ حيث إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلّة يعيشون تحت وابل قذائف جوية وأرضية، وتشريد وحرمان من أبسط متطلبات المعيشة، كذلك شحّ في الغذاء والماء والدواء، وفقدان للأمن والأمان. بالإضافة إلى دمار شامل لمساكن المدنيّين وللمنشآت المدنية ومقارّ التعليم والخدمات الصحية، ومخيمات الإيواء، ومنع دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية لقطاع غزة، وعرقلة ما يعبر منها إلى حيث المحتاجين. ولفت إلى أن ذلك يأتي في اختراق سافر لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وللمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي يبرزها التقرير المقدم بين أيديكم من إعداد فريق خبراء قانونيين متخصصين من المركز العربي للقانون الدولي الإنساني التابع للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر. وواصل كلمته قائلًا: "ونحن نلتقي اليوم نمثل الشريحة العظمى من المهتمين بالأوضاع الإنسانية، بل نحن في حركتنا الدولية لنا السبق في تأسيس مؤسسة عالمية تُعنَى بالشأن الإنساني، من خلال معاهدات واتفاقيات دولية وقعت عليها والتزمت بها الدول المتعاقدة الأعضاء في الأمم المتحدة، وعليه فإن حركتنا هي الأقدم في تاريخ تأسيسها، والأقوى في تكوينها؛ كونها خرجت من رحم تعاهد أممي". وتابع "التويجري": "استنادًا لهذا التميُّز لحركتنا الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ فإننا مطالبون قبل غيرنا لننتصر للإنسانية، بحماية ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، والسعي إلى الحدّ من الكوارث، فضلًا عن الاستجابة لمتطلباتها عند حدوثها. وعلينا أنْ نرفع شعار حركتنا ليكون صوت الإنسانية أعلى من كل صوت ينشر الكراهية والدمار، وأن نفتح حوارًا مباشرًا مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية منها والدولية المعنية بالشأن الإنساني، ومع صناع القرار السياسي، ونعمل مع شركائنا في ميدان الإنسانية لتضميد الجراح البدنية والنفسية، ووقف نزيف الدم؛ تفعيلًا لرسالة حركتنا ومبادئها الأساسية، ولنسعى لتكون الدبلوماسية الإنسانية هي المسار لحلّ الخلافات السياسية وتجنب النزاعات المسلحة، والدعوة إلى تنمية مستدامة تحقق الأمن والأمان للبشرية، ونشر مبدأ التسامح وقبول الآخر؛ احترامًا للكرامة الإنسانية". كما قال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر: تلك إشارات لما يجول في ضمائرنا جميعًا من ألم اغتيال الإنسانية، ومن رجاء وتطلع إلى تحقيق الكرامة الآدمية، لينتهي اجتماعنا هذا إلى قرارات ومخرجات تحقق رسالة حركتنا الدولية. واختتم "التويجري" كلمته بشكره الجزيل للهلال الأحمر السوري، ممثلًا برئاسة المهندس خالد حبوباتي، وطواقمه من موظفين ومتطوعين، ومن حسن الاستقبال والتنظيم وكرم الضيافة. كما خصّ بالشكر حكومة الجمهورية العربية السورية، على التسهيلات ورعايتها لهذا اللقاء التي وفرتها لعقد هذا الاجتماع وتهيئة الظروف التي ساعدت كثيرًا على تنظيمه وإدارته؛ ما سينعكس بمشيئة الله على نقاشاته ومخرجاته. وأعرب عن تطلعه إلى حوارٍ فعال يخرج بقرارات واضحة تصبّ في مصلحة ضحايا الكوارث بمنطقتنا العربية للحفاظ على كرامتهم الإنسانية.
مشاركة :