عندما نتحدث عن أي إنسان طيب القلب حسن الخلق ومجامل أكثر من اللازم فإننا نقول عنه أنه إنسان ثقة عند نفسه وعند الناس وعند التعامل معه بالتجارة في مختلف أنواعها بالبيع والشراء وصفات أخرى يتحلى بها نقول عنه أنه إنسان ثقة بالتعامل معه وهذا طبعا في ماضي الكويت الجميل لا حاضرنا الحالي الذي نتحسر عليه ونعض أصابع الندم على فقدان إنسان الكويت إنسان الثقة والموصوف بالثقة المفرطة التي لا حدود لها لدرجة تسمى أحيانا بالثقة العمياء حسب تعبيري الشخصي وليس تفسير جوجل عن الثقة المفرطة ولم يبقى من الإنسان الكويتي الذي يتصف بالثقة المفرطة المتبادلة بين أفراد مجتمعنا الكويتي المتواصل في السراء والضراء والذي فقدنا هذا التواصل الذي تسبب عدم الثقة في أمور كثيرة ولمن يريد أن يعرف أكثر عن ماضي الكويت الجميل عليه أن يطلع على الكتب والمؤلفات عن تاريخ الكويت القديم بعاداته وتقاليده والتعامل بالثقة في الكلمة الصادقة والالتزام الشفوي لا بالتوقيع على الورق أو بالبصمة ولا بالشيكات التي هي أداة وفاء لمن يعرف الوفاء ولكن الشيك ليس أداة ضمان لإرجاع الحق إلى صاحبه فالشيكات بدون رصيد كثيرة وحتى الشيكات المصدقة بتاريخ معين ليس أداة ضمان . لذلك نقول ونحذر من الثقة المفرطة سواء بين الأفراد أو الجهات المختلفة والابتعاد عن حسن النية والمجاملة الخاسرة لا المجاملة الخلوقة التي يتحلى بها البعض فهي عند النادر من الناس والثقة المفرطة فرقت بين الناس فكم من صديق فقد صداقة صديق التي دامت سنوات عديدة والثقة المفرطة به تفرقا قبل أن يطلب الصديق من صديقه مبلغا من المال ليسدده بعد فترة محددة وعندما يحين موعد السداد يتنكر الصديق لصديقه ويقول له لا أعرفك ولا تعرفني فلا أوراق موثقة بينهما ولا ضمانة أو شهود وإنما ثقة مفرطة يروح ضحيتها هذا الصديق . وأغلب مشاكل الثقة المفرطة الأمور المالية وهي عصب الحياة والمعيشة ومشاكلها لا تعد ولا تحصى وكثير من العائلات تفرقت وحدثت مشاكل بينهم وصلت إلى المحاكم فاحذروا يا أحبائي من الثقة المفرطة وابتعدوا عنها ولا تجاملوا فالمجاملة فقدت بريقها وطيبة القلب أصبحت مجالا خصبا مثل ما يقول المثل الدارج الضحك على الذقون يعني استغلال هذه المجاملة بالنصب والاحتيال وبالكلام المعسول لمن يستغل هذه المجاملة بطرق مختلفة وملتوية . وأنا أعرف شخصيا كثير من الناس راحوا ضحية الثقة المفرطة لمن كانت لهم علاقات طيبة استغل الطرف الآخر هذه الثقة المفرطة بحسن النية من صاحبه بالسلف بالأموال التي لا يسترجع من أصحاب الضمائر الغير حية متمثلا بالقول نفسي نفسي ولا شأن لي في غيري وذلك إما التنكر لصديقه صاحب الثقة المفرطة بصديقه أو محاولة التناسي وليس النسيان والذي سبق أن كتبنا موضوعا خاصا عنه وهو مرض اجتماعي ابتلي به مجتمعنا الكويتي مثلما ابتلي الآن بالثقة المفرطة التي نحذر منها ونبعدها من قاموس حياتنا المعيشية لأنها ثقة مفرطة مدمرة للعلاقات بين الأفراد وحتى مع مختلف الجهات ولنبقي على الثقة المعتدلة بيننا حسب الإنسان الذي نثق بحسن نواياه ولا تعيروا سمعا ولا طاعة للذين يبهركم كلامه الحلو الجميل الذي يخبئ من وراءه مقاصد تضركم وتندمون عليها ولكن إذا فات الفوت لا ينفع الصوت فاحذروا ونقولها أكثر من مرة التعامل بالثقة المفرطة لأن تجاربها كثيرة ومدمرة والندم لا ينفع بطيبة قلوبكم . يبقى أخيرا أن نذكر أن حديثنا عن الثقة المفرطة ليس عن الشخص الواثق من نفسه أو الذي يصاب بالغرور والتعالي على الناس والذي يرفض المحاسبة والتقويم لأنه يرى نفسه فوق الناس والشبهات لثقته بنفسه التي تتوقف عند محاسبة الآخرين على ثقته التي تضر المجتمع أو الناس المتضررين من ثقته بنفسه وهذا شأن داخلي بينه وبين نفسه لا دخل لنا فيه وإنما حديثنا عن الثقة المفرطة التي يتضرر منها الإنسان بدون أن يدري أن هذه الثقة المفرطة يستغلها أصحاب الضمائر الضعيفة ويكون هو ضحيتها . لذلك علينا أن نفرق بين الثقة بالنفس لأي إنسان التي هي بينه وبين نفسه وبين الثقة المفرطة والفرق واسع بينهما . لذلك علينا أن نكون حذرين ونحن نتعامل بالثقة المفرطة مع أشخاص لا يستحقون ثقتنا المفرطة معهم فاحذروهم والشواهد كثيرة كلنا وكلكم مررنا ومررتم بها وكلنا وكلكم ضحية الثقة المفرطة وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com
مشاركة :