شدد خالد الرشيدان أمين عام نادي النصر على أن الثقة المفرطة التي اجتاحت لاعبي الفريق الأول لكرة القدم في النادي عقب حصولهم على كأس ولي العهد، وتفوقهم في سلم ترتيب مسابقة دوري عبد اللطيف جميل السعودي تسببت في تراجع المستوى وتدوين أول خسارتين؛ واحدة في الدوري أجلت حسم اللقب والثانية تسببت في إقصاء الفريق من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. وأوضح الرشيدان لـ "الاقتصادية" في أول حوار موسع يجريه منذ توليه منصب أمين عام للنادي أن أسباب تطور الفريق كثيرة أبرزها عمل الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي بالإضافة إلى عدد من الأمور كشفها في الحوار التالي: كيف رأيت العمل في منصب أمين عام النادي؟ في البداية أود أن أقدم شكري وامتناني للأمير فيصل بن تركي رئيس النادي على ثقته التي أعتز بها كثيرا بتعييني أمينا عاما للنادي العالمي وعضو مجلس إدارة في النادي، هي مسؤولية عظيمة وشرف كبير لي أن أخدم وطني من خلال نادي النصر وجماهيره الحبيبة في أرجاء الوطن الغالي وخارجه، ولله الحمد الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بتوفيق من الله عز وجل ثم بتوجيهات رئيس النادي وتعاون الجميع لرفع اسم النادي عاليا وخدمة هذا الكيان العظيم. هل وجدت صعوبة في العمل خصوصا بعد رحيل علي حمدان عن المنصب؟ لاشك أن أخي علي حمدان الأمين السابق له خبرة عريضة في هذا المجال، قدم عملا مميزا في الفترة السابقة، لكن لم أجد صعوبة في العمل كأمين عام النادي بفضل من المولى عز وجل ثم بتوجيهات وخبرة رئيس النادي، وتعاون أعضاء محلس الإدارة ومنسوبي النادي، وسأبذل كل جهدي لتقديم عمل مشرف ومواصلة العمل المميز الذي قام به من سبقني، أحتاج بعض الوقت كي أتعرف على طبيعة العمل والإجراءات واللوائح، كل إنسان مهما علت رتبته يفترض أن يتعلم كل ما هو جديد، ويطور من قدراته خاصة عندما يتولى منصبا جديدا إذا أراد النجاح، أتمنى من الله التوفيق لي في مهمتي لخدمة الكيان وجميع منسوبيه. تنقلت في نادي النصر بين مشرف على الفئات السنية، بعدها استقلت ثم عدت واستقلت مرة أخرى، وبعدها عدت عضو مجلس إدارة وأمين عام النادي، ما أسباب الاستقالة أكثر من مرة؟ هناك أسباب كثيرة، العمل الإداري لا بد أن يرتكز على منهجية وتخطيط للمستقبل في الفئات السنية، أي تدخل عشوائي في هذا الشأن سيهدم الذي بنيته في عدة سنوات، قد تكون لصراحتي دور في ذلك، عدم مجاملة أي شخص يحاول ذلك، للأسف أن هذا الأمر يفهم بطريقة سلبية، أنا لا أجامل على حساب الكيان ومصلحة النادي، لا أتبع أهوائي الشخصية، لكن ولله الحمد أنجزت بتوفيق الله عدة نجاحات يأتي في مقدمتها تأسيس فئة البراعم في النادي والحصول على بطولات وتصعيد لاعبين أصبحوا نجوما في الفريق الأول، لا أنسى وقفات رئيس النادي التي كان لها دور كبير في النجاح. بصراحة هل واجهت ضغوطا من أجل الابتعاد؟ العمل في مجال كرة القدم يحتاج إلى الموازنة بين الفكر الإداري والدعم المادي الكل في طريق واحد وهدف واحد ويجب احترام الطرفين من الجميع ولا بد أن يكون الاحترام متبادلا بينهما، لن تنجح أي منظومة بدون هذا الشعار، والتفاهم هو الأساس، ومن المهم القول إن وجود الأمير فيصل بن تركي كرئيس للنادي كان إيجابيا، لديه القدرة على احتواء الجميع، يحترم الطرفين الداعم والمسؤول، إذا رأى أن وجوده في مصلحة النادي، لا أنسى وقفاته بكل صراحة بأسلوب قيادي ودبلوماسي في الوقت نفسه، هذي حقيقة لا بد أن أذكرها بكل تجرد، نعم واجهتني ضغوط ومشاكل لكن بفضل من الله وتوفيقه حصلنا على بطولات وإنجازات مشرفة يعلمها الجميع، كانت مقدرة من الرئيس ومجلس الإدارة، ومع هذا أنا أحترم وبكل أمانة الداعمين للنادي وأقدر وقوفهم الصادق مع النادي، وحتى لو اختلفنا في وجهات النظر فلهم مني كل التقدير والمحبة. لماذا لم تكن موجودا أثناء الجمعية العمومية الأخيرة بجانب نائب رئيس النادي، ومدير مكتب رعاية الشباب؟ كما تعلم أن الانضمام لعضوية الشرف لا بد من موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، في تلك الفترة لم تصل الموافقة رسميا. كيف تقيم مستوى الفريق الأول هذا الموسم؟ الفريق الأول رائع ولا بد من مواصلة الجهد والعمل على الاستمرار والمضي قدما نحو تحقيق المزيد من البطولات هذا الموسم والمواسم المقبلة. ما أسباب هذا التطور في الفريق الأول؟ أسباب تطور الفريق كثيرة، منذ تولي رئيس النادي مسؤولية الرئاسة حمل على عاتقه مهمة تطوير الفريق وبنائه، هذه مهمة ليست بالسهولة التي يتوقعها البعض، كانت المهمة تحتاج لسنوات حتى يتحقق ذلك وتطور الفريق الآن امتداد لعمله منذ أربع سنوات حتى وصل بالفريق لهذه النتيجة المشرفة، لا يخفى على أحد دور الأمير فيصل بن تركي في ذلك فقد ضحى بالغالي والنفيس من أجل إسعاد الجمهور النصراوي، بذل المال بسخاء، سخر كل وقته لخدمة الكيان، فكان له ما أراد بعد توفيق الله عز وجل، الآن الكرة في ملعب اللاعبين لتحقيق البطولات. مستوى الفريق الأول بدأ في التراجع، تلقى خسارتين متتاليتين أمام الهلال وكانت الفرصة لحسم الدوري، وأمام الشباب والخروج من كأس خادم الحرمين الشرفيين للأندية الأبطال، والجمهور بدأ في قلق من ضياع الدوري؟ الأسباب كثيرة ولا يمكن حصرها في سبب واحد، لكن من أهمها بعد الحصول على بطولة كأس ولي العهد كانت هناك ثقة مفرطة وتسليم بحصولنا على لقب الدوري وخصوصا بعد اتساع الفارق بيننا وبين المنافس، هذا أثر على الفريق، لكن أنا واثق بأن اللاعبين استوعبوا الدرس جيدا، هم قادرون بعون الله حسم لقب الدوري دون النظر لنتائج الفرق الأخرى. عملت كمشرف في الفئات السنية سابقا، ما الفرق بين السابق والآن؟ طبعا هناك فارق كبير بين طبيعة العمل في الفئات السنية، والعمل في الأمانة العامة للنادي، الأولى تنحصر في مسؤولية إعداد نجوم المستقبل وما يصاحبها من أنظمة وقواعد للتخطيط، والتنبؤ للمستقبل القريب والبعيد، والأمانة شاملة لكل هذه الأمور وعلى مستوى استراتيجي أعلى وأشمل، وفقنا الله لما فيه خير للنادي والرياضة السعودية. كيف ترى العمل في الفئات السنية خصوصا أنها فئات مختلفة الأعمار؟ طبعا العمل مع فئات مختلفة الأعمار ليس بالسهولة هناك اختلاف في السمات والصفات بين كل مرحلة على المسؤول إدراكها والتعامل معها بحذر كي يضمن عدم حصول أي خطأ في تعامله مع كل فئة، والحمد لله تعاملت خلال مشواري المهني ما يقارب 30 عاما من الخبرة في هذا المجال، اللاعب يمر بمتغيرات فسيولوجية وسيكولوجية خلال نشأته، هذا أمر من المهم إدراكه من المدربين والإدارة. جانب من المباراة التي خسرها النصر أمام الهلال في الجولة 23 من دوري عبد اللطيف جميل. ما المؤهلات والشهادات التي حصلت عليها؟ من الاتحاد الأوروبي الدورات الرياضية دورة مدربين كرة قدم فئة (B)، الإدارة الرياضية في الرباط، الإعداد الإداري للاعبي كرة القدم. ما توقعاتك للنصر الموسم المقبل؟ أولا كما يعلم الجميع أن لكل موسم وبطولة إعدادا يختلف في مجمله عن الموسم الذي قبله حسب مركز ونتائج الفريق، فلا نعتقد ونسلم بتحقيق البطولات لمجرد أننا حققنا بطولات هذا الوسم، لكل بطولة وموسم معطيات تختلف عن المواسم والبطولات الأخرى ليس بالضرورة الإبقاء على كل المنظومة في الفريق بحجة الانتصارات السابقة فلا بد من العمل الجاد والمثابرة للظهور والحصول على بطولات أكثر الموسم القادم، ومن توقف لديه الطموح عند هذا الموسم فلا يستحق أن يمثل الفريق سواء إداريا أو فنيا. كلمة أخيرة؟ الحمد لله على توفيقه وأشكر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي على ما يقدمه لنادينا العالمي، أتمنى من الجمهور الوفي الثقة بالفريق ونجومه، ومواصلة دعم الفريق في المرحلة المقبلة.
مشاركة :