تحل اليوم الذكرى الأربعمئة على رحيل الكاتب المسرحي والشاعر الإنجليزي، وليم شكسبير. ولد شكسبير في ستراتسفورد سنة 1564، وتوفي في مثل هذا اليوم في الثالث والعشرين من إبريل/نيسان عام 1616، وهو ينتسب إلى أسرة ثرية في ووركشير. وشكسبير هو الكاتب الأبرز والأهم في تاريخ إنجلترا، أنتج معظم أعماله في فترة قصيرة لا تتجاوز الـ24 عاماً، ما بين 1589 و1613. لم يكن شكسبير ليبدع تلك الأعمال التي أنتجها في حياته، لولا تأثيرات عصر النهضة الذي عاش فيه، وهو العصر الذي بدأ في إيطاليا وانتقل إلى كافة الدول الأوروبية، وكانت إنجلترا قد عاشت خلاله حركة ثقافية وفنية مزدهرة، منذ أوائل القرن السادس عشر، وحتى أوائل القرن السابع عشر، وهي الفترة التي أنتجت كذلك كتاباً كباراً مثل: ادموند سبنسر، وجون ميلتون، وكريستوفر مارلو، وتوماس مور، وفرانسيس بيكون. أنتج شكسبير أعماله المسرحية في 4 مراحل، أبرزها ما جاء في الفترة الثانية، التي توصف بالمرحلة التاريخية، وابتدأت في عام 1595 بـالملك ريتشارد الثاني، والملك جون، وهنري الرابع، وهنري الخامس، وتاجر البندقية، وجعجعة بلا طحن، وحلم ليلة منتصف الصيف، ويوليوس قيصر، وروميو وجولييت، وزوجات وندسور المرحات. في المرحلة الثالثة كتب شكسبير، هاملت، التي تعد من الأشهر بين أعماله، كما كتب عطيل، والملك لير، وماكبث... أما المرحلة الرابعة، فكتب خلالها شكسبير أبرز أعماله الرومانسية، كما لو أنه يقدم رؤى جديدة متفائلة باستخدامه مفاهيم وأساليب فنية جديدة، إضافة إلى استخدامه الشعر الغنائي أكثر من أي وقت مضى. تنبع أهمية هذا الكاتب الكبير، من موضوعاته التي تحلل المشاعر والعواطف والأحاسيس الإنسانية، وهو الذي قربه من المجتمع الإنجليزي والأوروبي، ليصبح الكاتب الأبرز على مستوى العالم، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن معظم أبطاله خصوصاً في مسرحياته المأساوية، كانت شخصيات تتميز بالنبل والعظمة والعواطف الإنسانية، وتؤثر في الجمهور والقراء أينما كانوا.
مشاركة :