العرب يستعرضون فنونهم التراثية في «أيام الشارقة»

  • 4/23/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مثّل الحضور العربي من دول فلسطين والمغرب ومصر وتونس، في مهرجان أيام الشارقة التراثية، في النسخة الرابعة عشرة، جانباً مهماً في التعريف بالفنون الشعبية والأكلات التقليدية والسرد الشفهي والعروض والرقصات التقليدية والزي والحكايات الشعبية، عن طريق الراوي. يعد هذا الحضور الثقافي والتراثي امتداداً لأسبوعي التراث المغربي والمصري، الذين قدما في مارس الماضي، ضمن فعاليات التراث العالمي، الذي استضافته الشارقة، بحضور لافت للمقيمين في الدولة. ولفت الفنانون من المملكة المغربية أنظار الزوار والسياح، بما قدموه من فنون راقية وإبداعات شملت الموروث الثقافي المغربي، بكل أبعاده، وأعادت للذاكرة العربية الكثير منه، ما خلق شعوراً لدى الكثيرين، بأن الكنوز البشرية المغربية دورها مهم في إثراء الساحة العربية والعالمية، في إحياء الموروث الثقافي والتراث العالمي. وقدم الحكواتي المغربي محمد محمد من المغرب مجموعة أقاصيص شعبية من التراث المغربي، ومن الذاكرة العربية التي تحمل الكثير من المعاني والعادات الطيبة والتقاليد الرصينة، احتفاء بالتراث، فيقول: أروي الأساطير وكتب السير، ومنها سيرة عنترة بن شداد بجانب النصوص الأدبية العالمية، والأدب الأندلسي منها لمحيي الدين بن عربي، والمقامات منها مقامتا الحريري وبديع الزمان، وعن الملوك والممالك العثمانية والمصرية، وكل ما هو أساطير وحكايات. ويقول عن نفسه أستمر في الحكي منذ 47 عاما، منذ أن كان عمري 10 سنوات، أعرّف العالم بالتراثين العربي والعالمي، وأثقف الطفل العربي الذي بات في عهد الإنترنت تائهاً، لا يعرف الكثير عن تراثه وتاريخه وأرضه، معتبراً الراوي حالة حوارية نادرة تمنحنا دروساً في احترام الآخر والتسامح، وإعادة الاعتبار له والإنصات إليه، ومحبته تعد تمجيداً لقيم السلام والمحبة والإخاء. ويضيف: لم يعد للراوي وجود كما كان من قبل، ما أفقد الطفل العربي المخيلة والفكر السليم، فهو من ينبش ذاكرتنا الشعبية، ويستثمرها بطرق وآليات حديثة، لاستصحاب الجيل الصاعد، وبعثه في حلة تتناسب وروح العصر، لإعادة الروح لهذه المُثل، والقيم. أمين عبد الله فكاهي، وأحد المشاركين في الفعاليات، يقول: المشاركة المغربية قوية هذا العام، وجذبت الكثير من الجمهور، وأنا كفكاهي أدخل الفرحة في قلوب الأطفال والمشاهدين، وما أقدمه نوع خاص من المعارف كاد ينقرض. ويضيف:هذه هي المشاركة الثانية بالنسبة لي، وأنا سعيد بإدخالي الفرحة على قلوب الأطفال والكبار، من خلال ما أقدمه من حكايات تحض على طاعة الوالدين وحب الناس. كما كان للرقص الشعبي المغربي والفرق المغربية حضور كبير، وأمتعت الزوار برقصات شعبية تقليدية تمثل المملكة المغربية في حضور زاخر من الزوار والمشاهدين. كما كان للحضور التونسي دور كبير في إثراء المهرجان وإمتاع الزوار ومحبي التراث الشعبي بكل أشكاله وألوانه، ومنها الأعمال اليدوية والحكي الشعبي وفنون العرائس والدمى، وغيرها من الفنون الشعبية التقليدية، التي تبهر الزوار. وقدمت الفرق الشعبية التونسية مجموعة متنوعة من العروض الترفيهية، التي أبهرت الصغار والكبار، ولاقت إعجاباً من الحضور ومحبي التراث الشعبي، وكذلك القصص الشعبية التي أقبل عليها عدد كبير. يقول محمد علي فنان شعبي تونسي: من البديهي أن يكون المهرجان مناراً للفنون الشعبية من الوطن العربي لأنه يجمع الكثير من الدول العربية، فيتبادلون الخبرات ويتعرف بعضهم على بعض. ويرى أن المشاركة التونسية هذا العام مميزة، وتشكل جانباً مهماً من جوانب التراث الشعبي التقليدي، ومنها الحكاية الشعبية التي تقدم في مجملها نصائح للصغار وتسهم في تربية الجيل الحالي وربطه بالقديم، من الموروث الشعبي العربي، ولاسيما أن الفن الشعبي التونسي غني بالكثير، والأيام همزة الوصول بيننا وبين الجمهور العربي. تقدم مجموعة من الفنانين المصريين المختصين في الفنون الشعبية والتراث الفولكلوري المصري، وصناعة الدمى والعرائس برنامجاً غنياً من التراث الفولكلوري المصري، والرقص بالتنورة وغيرها من الفنون، التي تهدف إلى ترسيخ الهوية العربية بين شرائح المجتمع العربي والحفاظ على التراث الشعبي، وتعريف الآخر بها، من خلال فنانين مبدعين بارعين في مجالاتهم، وأصحاب خبرة وحائزين على جوائز عربية وعالمية، ودولية. عرف الفنانون الزوار بالتراث الفولكلوري المصري، وأنواع الرقصات الشعبية، ومنها التنورة والعصا وصناعة الدمى والعرائس، وتقديم عدة عروض أمام الجماهير. وقدمت المجموعة المختصة في تحريك العرائس في الأسبوع الأول من الأيام فعاليات منها العروض التراثية والفنية، بجانب صناعة الدمى والعرائس أمام أعين الجمهور، ومشاركة الزوار وتقديمها لهم في بعض الأحيان هدايا. وقال محمد عبد العظيم فنان مصري مختص بالدمى: توفر الأيام منصات عروض للكثير من الفنانين لتقدم العروض الفولكلورية، وإعادة إنتاجها لتستمر لأجيال قادمة، ولاسيما أن بعضها يتعرض للانقراض، وأن الجيل الحالي سيخسر الكثير، إذا لم يتعرف إلى هذا المنتوج الثقافي الكبير. ويرى عبد العظيم أن الفن المصري التقليدي من أهم الفنون التي يجب أن يتعرف إليها زوار المهرجان، لثرائها وغناها وتنوعها، فهي رافد مهم للثقافة والإبداع البشري. ويرى أن الجمهور لا يقتصر على الصغار، بل تتفاوت أعمار المتفرجين وتتنوع الجنسيات، لأن محبي هذه الفنون، ما زالوا حريصين على الاستمتاع بها، لذا تعد فرصاً متاحة للتعريف بالتراث المصري والثقافة الشعبية في مصر. وقال يوسف مغاوري أحد المشاركين: نحن ننقل التراث العربي المصري إلى العالم من خلال المهرجان، فنقدم أنواع الفنون الشعبية ومنها الرقصات الشعبية والتنورة والحكايات من التراث المصري القديم وغيرها، ويؤكد أن هذا المهرجان يعد قناة وصل بين الأجيال لابد من استمرارها، وإقبال الجمهور على ما يقدمه الفنانون المصريون دليل على الاهتمام العالمي بهذه الفنون وعلو مكانتها. يقول عماد أبو سريع فنان مصري: قدمنا الكثير من العروض الشعبية الفولكلورية المصرية للجمهور وكان لها صدى كبير لدى الكثيرين، وتعد أيام الشارقة فرصة لأصحاب المواهب من الفنون الشعبية في جميع الدول على تقديم هذه الأعمال وعرضها للجمهور والتعرف عن قرب إلى فنون الدول العربية الأخرى وتبادل الخبرات الفنية فيما يتعلق بالفن الشعبي بجميع أنواعه. وقال محمد الشبراوي فنان التنورة المصري: أقدم فن التنورة الذي تشتهر به مصر، وهو فن متميز أسعد زوار الأيام، وكان هناك حضور لافت من جميع الجنسيات التي تعرفت عن قرب إلى الفنون الشعبية المصرية، وأشارك المشاهدين المتعة والفرحة بقيام بعضهم بممارسة الرقص الشعبي المصري، ما جعل السعادة تغمر زوار الأيام. أما الفنان عاطف أبوشهبة المختص في عرائس العصا الجاوية والخيط والطاولة فيقول: أقدم الكثير من الفنون والعروض الفنية للصغار لإدخال الفرحة على قلوبهم، وأخصص ركناً خاصاً لذوي الإعاقة واستطعت أن أجعلهم يحركون العرائس، ويشاركون في فعاليات متنوعة، وأنتظر أيام الشارقة التراثية للمشاركة وتعريف الجمهور العربي في الإمارات بأحد الفنون الفولكلورية المصرية المهمة التي كادت أن تنقرض لولا مثل هذه المهرجانات، وجهود بعض الأفراد والجهات على مستوى الوطن العربي. ويضيف أبوشهبة: كما أنني أقوم بصناعة العرائس من مواد صديقة للبيئة ومن مواد معاد تدويرها حفاظاً عليها. حضور فلسطيني شهد المهرجان عروضاً فولكلورية وشعبية لفنانين من دولة فلسطين، قدمها مجموعة من أفضل الفنانين وأصحاب خبرة وحائزين جوائز عربية وعالمية، ودولية، من فلسطين مختصين في صناعة العرائس، وتحريكها أدخلت على المشاهدين من الزوار البهجة والفرحة. وأشاد عبد السلام عبدو فنان فلسطيني بإمارة الشارقة، لأنها بيئة آمنة للعرائسيين والفنون الشعبية عامة، وأن المهرجان يعد فرصة طيبة لعرض الأعمال الفنية التي يقدمونها، والتي أسهمت في الحافظ على هذا الفن التراثي وبعثه من جديد. وقدم عبدو نبذة تاريخية عن فنه التراثي والاهتمام الفلسطيني به كنوع من التراث العربي الذي يجب الاحتفاء به، وأن الشارقة إحدى المدن العربية التي احتضنت رابطة الفنانين العرب. وعن ردة فعل جمهور الأيام، يقول فيروز نسطاس من فلسطين: عروضنا تبهر الزوار الكبار والصغار واستطعنا أن نخلق جواً من المتعة للجمهور ، والأيام تعد المنقذ لهذا الفن من الانقراض، وجمهورنا ليس الصغار بل تتفاوت أعمار المتفرجين وتتنوع الجنسيات، لأن محبي هذه الفنون، ما زالوا حريصين على الاستمتاع بها. وعلّم الفنانون الفلسطينيون فنون صناعة الدمى للأطفال الحضور وإشركوهم في تحريكها والتعامل معها ما كان محط إعجاب الكثيرين منهم.

مشاركة :