كشفت دراسة جديدة عن علاقة مثيرة للقلق بين المشاركة في كرة القدم الخيالية "الفانتازي" وصحة الأفراد العقلية، مشيرة إلى أن زيادة التفاعل مع اللعبة يمكن أن تؤدي إلى تجارب عاطفية متطرفة. الدراسة، التي نشرت في مجلة "Simulation & Gaming"، أجراها الدكتور غاري إيان بريتون من جامعة كوين ماري، وتحلل تأثيرات كرة القدم الخيالية على الصحة العقلية في المملكة المتحدة. وأظهرت نتائج الدراسة أن التفاعل المكثف في كرة القدم الخيالية يرتبط بارتفاع مستويات المزاج الإيجابي والذكاء الإيجابي، لكنها في الوقت نفسه تؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، خاصةً بين اللاعبين الذين يستثمرون وقتًا ومالاً أكبر في اللعبة. وأفادت الدراسة أن اللاعبين ذوي الخبرة أبلغوا عن قلق أقل مقارنة باللاعبين الجدد، ما يشير إلى تطور آليات التكيف مع التحديات المرتبطة باللعبة بمرور الوقت. ومع ذلك، لم تترجم هذه الخبرة بالضرورة إلى تحسينات في جوانب أخرى من الصحة العقلية، حيث لا يزال اللاعبون ذوو الخبرة يعانون مستويات مشابهة من الاكتئاب والتوتر مقارنة باللاعبين الجدد. كما وجدت الدراسة أن اللاعبين الذين يقارنون أداء فريقهم بانتظام مع الآخرين أو يركزون على التصنيفات يواجهون مستويات أعلى من المشكلات النفسية. في المقابل، يظهر اللاعبون الذين يشاركون في دوريات مالية مستويات أعلى من القلق، ولكن يظهرون أيضًا مزاجًا إيجابيًّا أعلى، ما يبرز العلاقة المعقدة بين المال والتجارب العاطفية في كرة القدم الخيالية. وجمع الباحثون بياناتهم من 635 لاعب كرة قدم خيالية نشطًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الرياضات الخيالية الشهيرة، وقيموا الجوانب المختلفة لمشاركتهم في اللعبة وتأثيراتها على صحتهم العقلية باستخدام استبيانات متخصصة. وفي تعليقه على النتائج، قال الدكتور غاري إيان بريتون: "بينما يمكن أن يكون لتجربة كرة القدم الخيالية تأثيرات عاطفية إيجابية، فإنها أيضًا تثير مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يستثمرون فيها بشكل كبير".