احمد عزير تنطلق قمة زعماء دول منظمة شنغهاي للتعاون في عاصمة كازاخستان في الفترة 3-4 يوليو الجاري وترأست كازاخستان هذه المنظمة منذ العام الماضي وخلال فترة رئاستها تمكنت من تركيز الجهود المشتركة للدول الأعضاء على تحويل المنظمة إلى منصة أكثر فعالية وتعزيز القدرة على ضمان الأمن والاستقرار في فضاء المنظمة وتعميق العلاقات في مجال الاقتصاد والتجارة. إن الارتفاع غير المسبوق للتوترات الجيوسياسية يزيد الوعي بأهمية الحفاظ على تطور مستقر للعلاقات بين الدول ولذلك اقترحت كازاخستان مبادرة الوحدة العالمية من أجل السلام والوئام التي تقدم نموذجًا جديدًا للأمن والبيئة الاقتصادية العادلة. وكانت التهديدات الأمنية التقليدية في بؤرة تركيز المنظمة ومن المقرر اعتماد برنامج التعاون الهادف إلى مكافحة الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف للفترة 2025-2027م، وكذلك استراتيجية مكافحة المخدرات للفترة 2024-2029م، في قمة أستانا. ويتطلب ضمان النمو المستقر للاقتصاد العالمي اتباع نهج ابتكاري. لقد اقترح رئيس جمهورية كازاخستان إنشاء الصندوق الاستثماري المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة والذي يعزز التعاون الاقتصادي والاستثماري. كما من المقرر اعتماد مبادرة إنشاء شبكة شركاء من الموانئ الاستراتيجية الكبيرة والمراكز اللوجستية خلال رئاسة كازاخستان للمنظمة، وهذه الشبكة تكشف عن إمكانات النقل العابر في المنطقة وتطور ممرات نقل جديدة. الجدير بالذكر أنه بمبادرة من كازاخستان أعلنت منظمة شنغهاي للتعاون عام 2024م، عامًا للبيئة وخلال هذا العام، وتتعهد جميع الدول الأعضاء بأنشطة مشتركة في مجال حماية البيئة. لا شك أن منظمة شنغهاي للتعاون ليست منظمة ثابتة بل تتطور على أساس مبادئ المساواة والثقة المتبادلة واحترام تنوع الثقافات، وتساهم كازاخستان بنشاط في هذه العملية. لقد قدمت أستانا للدول الأعضاء رؤية استراتيجية لتطوير المنظمة على المدى المتوسط من خلال اعتماد استراتيجية التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون. الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تشترك في منظمة شنغهاي للتعاون بصفة “شريك حوار” منذ العام الماضي وأنشئت المنظمة الدولية في عام 2001م، وتضم في الوقت الحالي 9 دول وهي ( الصين، وروسيا، والهند، وكازاخستان، وإيران، وأوزباكستان، وباكستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان). ويمكن اعتبار المنظمة عامل دعم لمناقشة القضايا الدولية والإقليمية. وفي إطار التحضير للقمة استضافت أستانا الأسبوع الماضي اجتماعاً دورياً لمجلس وزراء خارجية المنظمة رأسه نائب رئيس الوزراء -وزير خارجية كازاخستان مراد نورتلو. حيث وافق المشاركون على قائمة بالموضوعات والوثائق التي سيتم تقديمها إلى القادة للنظر فيها، بما في ذلك مسودة إعلان أستانا من قبل قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ومبادرات منظمة شانغهاي للتعاون بشأن الوحدة العالمية من أجل السلام العادل والوئام، ومسودة خارطة طريق لتطوير التفاعل مع شركاء حوار منظمة شانغهاي للتعاون، وعدد من الوثائق الأخرى. كما ناقش الوزراء تطوير التعاون داخل المنظمة، ولا سيما في مسارات مثل حماية البيئة، والتبادلات الإنسانية والثقافية، والربط البيني في مجال النقل، والأمن الغذائي، والأمن الاقتصادي، وأمن الطاقة. وأولى الوزراء اهتماماً خاصاً بتوسيع عضوية المنظمة، وتحديداً استكمال عملية انضمام جمهورية بيلاروس، وتطرقوا إلى الجهود المشتركة مع البلدان المهتمة الأخرى والمنظمات الدولية الشريكة.
مشاركة :