المسؤولية الاجتماعية تتشكل في الفرد قبل الجماعة ولولا تشكلها في الفرد وإيمانه بها وقبوله لها لما تحققت في الأصل في الجماعة، ولذا نجد اليوم كل الأفراد والجماعات والمنظمات تؤمن بها إيماناً كاملاً بل جعلتها من مقومات ثقافتها وأحد أهدافها وتتزايد تطلعاتها في تجذيرها، وتشكلت الثقافة نحو التطوع ومنفعة الآخر اليوم لتصبح إحدى العلامات الفارقة الإيجابية في مجتمعنا الذي هو في الأصل هو نسق اجتماعي مترابط تدفعه منفعة الآخر لكي يكون من خير خلق الله وأحبهم إليه وأصبحنا بفضل الله نرى التسابق في هذا المضمار الذي تزيد الفرحة به كلما تزايد المتسابقون فيه، ويطيب التعب والعناء بزيادته وسيفرح الوطن وأهله بانضمام جميع القادرين بمالهم وجهدهم وفكرهم في هذا المجال الإنساني. ومجال المسؤولية الاجتماعية في المشهد الرياضي مجال خصب للأفكار والمبادرات، وفي مقالات سابقة في هذه الصحيفة الرائدة اجتماعياً حول المسؤولية الاجتماعية في الأندية الرياضية وأخذنا على ذلك نماذج رائعة وجدناه في عدد من الأندية وإن كان بعضها مميزا وبعضها الآخر يعمل بشيء من ذلك وبعضها الأخير لا توجد وربما ان الرئاسة العامة لرعاية الشباب تعد لتوجه في هذا المجال لأن المسؤولية الاجتماعية ستصبح لاحقاً أحد مؤشرات الأداء التي يتم التقييم عليها، وهنا سنطرح بعض الأفكار التي نتطلع ان يأخذ بها اللاعب ليبرز مسؤولية الاجتماعية تجاه مجتمعه الذي سيحفظها له بكل التقدير منها: 1/ أصبح اليوم اللاعب السعودي قدوة للنشء وهذا يؤكد أن من المسؤولية الاجتماعية للاعب أن يكون قدوة حسنة في سلوكه ولباسه وقصات شعره التي أصبحت تؤذي الأسر في المنازل والعامة في الطرقات والمصلين في المساجد حتى اضطرت الرئاسة العامة للشباب أن تقرعقوبات لتلك المناظر المؤذية وتصدر لائحة معتمدة لمحاربة ظاهر القزع، بالإضافة إلى مسؤولية اللاعب في بث رسائل توعوية للشباب ودعوتهم للمحافظة على الصلاة وبر الوالدين والصدق والصلاح وعدم السهر واختيار الأصحاب، وننتظر ان اللاعب يكون بمثابة المرشد التربوي الذي يعين المدرسة والبيت على تربية الابناء وهو دون شك قادر إذا استشعر هذا الدور المجتمعي وعليه تقع مسؤولية كبيرة في تحقيقه واستدامته. 2/ مع الاحتراف وعقوده الفلكية يجدر باللاعب ومن باب الحق لأناس محتاجين (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) أن يكون أكثر قربا منهم خاصة وأن عددا كبيراً من اللاعبين خرجوا من مجتمعات محتاجة ويعرفون أقارب وجيران محتاجين ويعرفون ان الجمعيات الخيرية المعنية بالمحتاجين تقوم في نشاطها على ما يقدمه المستغني للمحتاج وهذا افضل من ان تذهب تلك الأموال على ملذات وملهيات خاصة وأنها جمعيات ولجان موثوقة والقائمون عليهم يفرحهم مشاركة أطياف المجتمع معهم، بالإضافة إلى ضرورة المشاركة المعنوية في زيارة المرضى ورفع معنوياتهم وحمل الألم وتخفيفهم عنهم ودفعهم للأمل بمستقبل أكثر صحة وعافية. 3/ بناء شراكة استراتيجية من الآن لمستقبله بعد الاعتزال ومشاركته زملائه من اللاعبين القدماء المعتزلين والمصابين عبر جمعيتهم الوليدة التي دون شك ان أحد أهدافها هي الاستفادة من مداخيل اللاعبين المحترفين بمحض إرادتهم وتقديراً لتاريخ الفئة المستهدفة من اللاعبين أصحاب الحاجات ولا نستبعد أن يكون محترف اليوم هو محتاج الغد وما سيقدمه سيجده لاحقاً لأن الحاضر امتداد للمستقبل والدنيا هي مزرعة الآخرة والشعور بحاجة الآخر من مسلمات الإيمان وكماله. 4/ المبادرة في مساهمات وطنية ذات مردود مجتمعي كمثل الاشتراك مع المرور في حملات القضاء على السرعة والتفحيط واستخدام الجوال وربط الحزام، ومع الأمانات والمجالس البلدية في الحث على النظافة والحفاظ على البنية التحتية للمدن، وكذلك مع مكافحة المخدرات في إبراز أثرها التدميري على النشء، ومع التربية والتعليم في رسائلها التربوية التي دون شك يلزم ان يتحقق فيها القدوة الحسنة، ومع الشؤون الاجتماعية في معالجة الفقر والحث على العمل. 5/ المساهمة الحقيقية بالقضاء على التعصب وبما يضمن السلوكيات الفاضلة في الملعب وعدم بث النعرات الرياضية التي تجعل الشارع الرياضي يحتقن على نادي أو على لاعب وإبراز العلاقات الأخوية بين اللاعبين والأندية الرياضية. 6/ الاهتمام بالمشاركة الوطنية في منتخبات الوطن وتقديم الفاعلية فيها على الفاعلية في النادي لأنها تحمل اسم الوطن بكامله وتتعلق بها فرحة المواطنين مجتمعين خاصة وأنها ليست كثيرة ولا تحمل صفة الاستمرارية لتعاقب اللاعبين. ختاماً، نثق أن اللاعب السعودي يحمل وطنية لا تقبل المساومة لأنه خرج من رحم هذا الوطن وساهم آباء اللاعبين مع من ساهموا في بنائه ونهضته فحفظ الوطن بكل تفاصيله ذلك لهم فكانوا جزءا من ماض تليد وحاضر مزدهر وسيكون الأبناء جزءا من المستقبل المشرق ولا يظن المجتمع باللاعبين الرياضيين وفي مختلف الألعاب إلا خيراً وأنهم لا يحتاجون الا للتذكير لهم بواجب المسؤولية الاجتماعية عليهم ويتطلع الجميع إلى إيجابية تحيط بكل تفاصيل مشهدنا الرياضي. مقالات أخرى للكاتب الخصخصة الرياضية الغموض يكشفه الإيضاح 2-2 الخصخصة الرياضية.. التخصص أو الثروة؟ 1/ 2 البيت الفيحاوي..(تراث وثقافة وضيافة واستثمار) حديث المجالس.. التحزب طريق إلى التعصب المتحف الرياضي.. رصد لتاريخ الرياضة السعودية
مشاركة :