ساعد الذكاء الاصطناعي على دفع سوق الأسهم الأمريكية إلى تحقيق أعلى مستوياتها على الإطلاق هذا العام، بينما ساعد إنفيديا ومايكروسوفت وأبل على تحقيق أرباح هائلة. يعتقد نيل شيرينج، كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس، أن الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد أيضا مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على الوصول إلى ذروة 7000 نقطة في 2025، على الرغم من أنه يرى أيضا أوجه تشابه مع "فقاعة الدوت كوم"، بحسب موقع "ماركت ووتش". مع ذلك، فإن أحد المجالات التي من المرجح أن يستغرق فيها الذكاء الاصطناعي وقتا أطول لإحداث تأثير كبير هو الاقتصاد الأمريكي، رغم الابتكارات الحديثة، مثل الإنترنت، قد تسللت بسرعة أكبر إلى الاقتصاد مقارنة بابتكارات سابقة. مثلا، استغرق الأمر أكثر من 70 عاما حتى يتم اعتماد القاطرة البخارية على نطاق واسع بعد اختراعها. ثم تقلصت فترة التأخر في الاعتماد إلى 5-10 أعوام عند ظهور ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات في الثمانينات والتسعينات، وفقا "لكابيتال إيكونوميكس". وبحلول منتصف التسعينات، أصبحت تأثيرات التكنولوجيا واضحة في البيانات الاقتصادية. وعلى مدى النصف الثاني من العقد، توسعت الإنتاجية الأمريكية بما يعادل ضعف الوتيرة التي كانت عليها في الثمانينات، كما كتب شيرينج الذي أشار إلى أن ثورة الذكاء الاصطناعي لم تبدأ في الوصول إلى الاقتصاد إلا في النصف الثاني من هذا العقد. ارتفاع أسهم شركة إنفيديا، الذي لا يبدو أن إيقافه ممكن، وغيرها من الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، جعل بعض المستثمرين يخشون الضجة المحيطة بالتكنولوجيا. في الواقع، قال شيرينج: ما يبدو هو أن الذكاء الاصطناعي يتبع ما سمته شركة جارتنر "دورة الضجيج"، التي توضح كيف تتطور وجهات النظر العامة حول تأثير التكنولوجيا الجديدة بمرور الوقت. أضاف: "نحن الآن قريبون من ذروة التوقعات المتضخمة بالتأكيد، على الأقل فيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الكلي. يشير هذا إلى أننا سنمر الآن بفترة من الشك قبل أن نصل إلى ذروة التشاؤم، وفي النهاية، تبدأ فوائد الإنتاجية في التجلي". لاحظ شيرينج أن مستثمري إنفيديا يتبعون تقليدا قديما يحاول الاستفادة من فوائد التكنولوجيا الجديدة قبل أن تتجسد بالكامل في الاقتصاد، ما يزيد الشكوك حول الفوائد الاقتصادية النهائية لثورة الذكاء الاصطناعي هذه. وهو يرى أن هذا النوع من القلق ربما يفسر التقلبات الأخيرة في أسهم إنفيديا، التي انخفضت أكثر من 13% بين 20 و24 يونيو قبل أن تنتعش جزئيا الأسبوع الماضي. لم يتغير السهم تقريبا بعد ظهر يوم الاثنين، وفقا لبيانات شركة فاكت سيت. وتقدم مؤشر إس آند بي 500 القياسي للأسهم ذات رأس المال الكبير 15 % تقريبا حتى الآن في 2024، ووصل إلى 5475.09 نقطة بعد ظهر يوم الاثنين. أغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع في مستهل أسبوع مدته 4 أيام يتضمن عطلة يوم الاستقلال (الرابع من يوليو). وتقدم مؤشر ناسداك المركب 0.8 %، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.1 %، وأضاف مؤشر إس آند بي 500 نحو 0.3 % تقريبا، وفقا لبيانات "فاكت سيت".
مشاركة :