بيروت: «الشرق الأوسط» كشف قائد جبهة «ثوار سوريا» جمال معروف أن الألوية والكتائب التابعة للجبهة «ستكون النواة الأولى لتشكيل الجيش الوطني الحر». وشدد على أن مهمة هذا الجيش ستتركز على قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتنظيمات الأصولية «التي لا تختلف عنه في ممارسة القمع على أن يسعى بعد زوال النظام للحفاظ على أمن الناس». وقال معروف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هيئة الأركان في الجيش الحر لم تعد تملك أي نفوذ على الأرض، لا سيما بعد الضربة التي وجهت إليها من قبل الجبهة الإسلامية». ورجح أن «ينضم إلى الجيش الجديد نحو 50 في المائة من الكتائب التي تقاتل في سوريا»، دون أن يستبعد صدامات عسكرية مع كتائب أخرى خارج الجيش الوطني. وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد مصطفى قد أعلن أول من أمس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن وزارته تعمل على تشكيل «جيش وطني حر» لمواصلة المعارك ضد التنظيمات الإسلامية المتشددة ومحاربة النظام، إضافة إلى حفظ الأمن في مرحلة ما بعد (الرئيس بشار) الأسد، كاشفا عن «مناقشات تجري حاليا مع مختلف القوى العسكرية، بما فيها (الجبهة الإسلامية) التي تضم أكبر تكتل للكتائب الإسلامية». وكانت معارك اشتعلت بين الجبهة الإسلامية التي يتزعمها زهران علوش وبين الجيش السوري الحر، وتمكنت الجبهة من احتلال بعض مقرات الحر شمال سوريا. وبحسب معروف فإن «الانتصار على النظام السوري يستلزم تحرك سريع لتوحيد جهود الفصائل المقاتلة تحت إدارة واحدة ضد إرهاب بشار الأسد». واصفا العلاقة بين «جبهة ثوار سوريا» و«الجبهة الإسلامية» بـ«الجيدة جدا» قائلا: «نشترك مع الأخوة بالجبهة الإسلامية بالسعي لتحقيق هدف واحد هو إسقاط نظام الأسد»، مؤكدا أن «عددا من المعارك حصلت أخيرا بالتعاون والتنسيق بين الجبهتين». وتضم جبهة «ثوار سوريا» التي أعلن عن تشكيلها قبل أسابيع كتائب من «الجيش السوري الحر»، أبرزها «المجلس العسكري» في محافظة أدلب وتجمع ألوية وكتائب «شهداء سوريا» وألوية «النصر القادم» و«الفرقة التاسعة بحلب» و«لواء أحرار الشمال» وكتائب «فاروق الشمال» وكتائب «رياض الصالحين» في دمشق وتجمع «أحرار الزاوية» وألوية «الأنصار» وكتائب «فاروق حماة» و«الفرقة السابعة» وألوية «ذئاب الغاب» وفوج «المهام الخاصة» بدمشق ولواء «شهداء أدلب». وعلى الرغم من أن «جبهة ثوار سوريا» نفت أن يكون تشكيلها رد فعل على اتساع نفوذ «الجبهة الإسلامية» فإن توقيت تأسيسها بعد سيطرة الأخيرة على مستودعات للجيش الحر في حلب وضعها في هذا الاتجاه، لا سيما وأنها تتقاطع في مشروعها السياسي مع مشروع «الجبهة الإسلامية» من ناحية إقامة «حكم إسلامي رشيد». وينفي معروف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تكون جبهته «تلقت أي مساعدات من جهات عربية أو غربية»، مشيرا إلى أن «ما يملكونه من سلاح وعتاد جرى الاستيلاء عليه خلال معارك مع النظام». وحول موقفه من مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا شدد معروف على أن «موافقته على هذا المؤتمر مشروطة بتنحي بشار الأسد»، مطالبا بـ«الحصول على ضمانات من قبل روسيا وأميركا لتحقيق هذا الشرط قبل توجه المعارضة للمشاركة بالمفاوضات». وفي حين تكتسب «جبهة ثوار سوريا» قوة ميدانية في المناطق الشمالية، لا سيما أدلب، فإن مقاتليها الذين يتجاوز عددهم الـ40 ألفا ينتشرون أيضا في مدن سورية أخرى. ولعبت «الجبهة» دورا عسكريا كبير خلال المعارك ضد تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش).
مشاركة :