يقوم النظام الغذائي الصحي على تناول الأطعمة الطبيعية غير المصنعة، فالأطعمة الطبيعية الطازجة عموماً لكل صنف منها فوائد غذائية متعددة تؤدي دورها داخل الجسم، وربما تعالج بعض الأمراض قبل ظهور أعراضها، فالطعام ليس فقط وسيلة لسد الجوع، وإنما هو دخول مواد غذائية إلى داخل الجسم ترأب الصدع وتصلح الخلل وتمد الجسم بما يحتاجه لعملية البناء والتجديد. يخصص الحديث هنا عن الفواكه الطازجة، كأحد أنواع الأطعمة الطبيعية، فهي غنية بالبوتاسيوم والألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة، وبعض المركبات الأخرى الفعالة، كما أن بعضها يحتوي بقدر ضئيل على الصوديوم أو الدهون أو السعرات الحرارية، ووجد أن الأشخاص الذين يتناولون الفواكه الطبيعية بكثرة تقل لديهم احتمالية تعرضهم لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية مقارنة بمن لا يتناولها إلا نادراً. قام باحثون من جامعة أكسفورد ومن الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية بإجراء دراسة على مدى 7 سنوات لمتابعة 500,000 من الصينيين المدنيين والقرويين، وذلك من خلال سجلات الوفيات وسجلات المرضى ممن لا يعانون -في بداية الدراسة- أمراض القلب والأوعية الدموية أو يستخدمون العقاقير المخفضة لضغط الدم، ووجدت الدراسة أن تناول الفواكه (في الغالب البرتقال والتفاح) قد ارتبط بقوة مع بعض العوامل الأخرى كالتعليم، وانخفاض ضغط الدم، وانخفاض السكر بالدم، وعدم التدخين؛ حيث وجد أن تناول 100 جرام من الفاكهة يومياً ارتبط بتراجع حالات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار الـ 1/3، وذلك من دون اختلاف بين سكان المدن والقرى أو الرجال والنساء، ويقول أحد الباحثين الصينيين إن الارتباط ظهر بقوة بين سكان الصين فيما يتعلق بتناول الفواكه وتراجع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن الفواكه هنالك تؤكل طازجة من دون تدخل صناعي. لم تحدد الدراسة فواكه بعينها، ولكن معظم الفواكه التي تناولها من شملهم البحث كانت البرتقال والتفاح، ولكل منهما مميزاته، فالتفاح يحتوي على مغذيات نباتية تساعد في تنظيم سكر الدم، وبه مركبات فلوريزينية تخفض معدلات السكر بالدم لدى مرضى السكري، بالإضافة إلى أن التفاح غني بمركبات مضادة للأكسدة، أما البرتقال فهو مصدر غني لفيتامين C ويحتوي على نوع من الحمضيات تساعد في الوقاية من سرطان الفم، والجلد، والرئة، والثدي، والمعدة، والقولون.