تنادي كثير من الجهات الطبية والحملات التوعوية بضرورة الرضاعة الطبيعية والاستغناء قدر الإمكان عن الحليب البديل، فما تم التوصل إليه من قبل كثير من الدراسات عن فائدة حليب الأم للطفل يجعل منه مصدراً غذائياً لا بديل له في مرحلة الرضاعة؛ ويتكون حليب الأم من بروتينات ودهون وكربوهيدرات وبعض المكونات الحيوية النشطة الأخرى، وتتغير التركيبة بالحليب خلال فترة الرضاعة لتواكب متطلبات نمو الرضيع، فعند الولادة ينتج الثدي اللبأ وهو سائل رقيق مائل للاصفرار غني بالبروتينات والمضادات الحيوية التي تكسب الطفل المناعة السلبية لوقايته من الأمراض لأن جهازه المناعي في تلك الفترة يكون غير مكتمل النمو، وبعد فترة قصيرة يتغير الحليب إلى الشكل الأكثر كثافة وهو الحليب الناضج ليمد الطفل باحتياجاته الأخرى من الغذاء. وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا - دافيس والتي نشرت نتائجها بمجلة علوم الأحياء الدقيقة التطبيقية والبيئية، أن حليب الأم يمد الطفل بأحد أنواع المركبات المهمة لحصول ميكروبات الأمعاء على الغذاء؛ ومن المعلوم أن توازن البكتيريا داخل أمعاء الإنسان وتغليب النافع منها يعتبر أمراً ضرورياً لصحة الجسم وعمليات الآيض والتغذية وجهاز المناعة، حيث ارتبط خلل التوازن بتلك المستعمرات البكتيرية داخل البطن بعدد من الأمراض من التهاب الأمعاء والتهاب القولون التقرحي، ويولد الطفل من دون بكتيريا في الأمعاء ولكنها تنشأ عند الولادة خلال السنوات القليلة الأولى من عمره، ووجد العلماء الآن أن حليب الأم يساعد في تلك العملية، فهو يساعد في إنعاش مستعمرات بكتيرية معينة تشكل حماية للطفل من الأمراض، فبعض السلالة البكتيرية الموجودة بأمعاء الطفل وتعرف اختصاراً بـB infatis تنتج إنزيماً معيناً يعرف اختصاراً بـ Endo Bl -1، يفصل جزيء يغوساكاريدس من البروتينات السكرية للحصول على الغذاء، ووجدت الدراسة أن ذلك الجزء لا يفيد البكتيريا لدى البالغين، ويقول الباحثون إنه بإمكان حليب الأبقار كذلك إمداد الطفل بالمركبات المهمة، ومن ناحية أخرى فقد وجدت دراسة منفصلة سابقة أن الطفل ببلوغه عمر 9 شهور تبدأ البكتيريا لديه تتشكل على حسب الأطعمة الأخرى التي يتناولها غير حليب الأم. يقترح الباحثون بناءً على نتائج هذه الدراسة أن تدعيم حليب الأطفال الاصطناعي ببروتينيغوساكاريدس النشط حيوياً يزيد من قيمة الحليب.