.. الثقافة هي صنو الإعلام، وتجمعهما وزارة واحدة، وبقدرما نعول على الإعلام في التصدي للحملات المغرضة بقدرما نعول على الثقافة.!! «1» .. والثقافة بكل مؤسساتها يجب ألا تكون في معزل عن قضايا الوطن.. بل إن الجزء الأصيل في رسالة المؤسسات الثقافية يجب أن تنطلق من الوطن وإليه تعود..!! «2» .. أقول (يجب) بل هو المفترض بكل دلالاته..! وانطلاقًا من ذلك فإن الإستراتيجية عندنا يجب أن تكون ذات هوية وطنية في المقام الاول..! «3» .. لكن ما يحدث على أرض الواقع شيء غير هذا تمامًا.. فالأندية الأدبية لدينا وهي وعاء الثقافة الأول تقف أشبه بالمتفرج على ما يواجهه الوطن من قضايا ومشكلات..!! «4» .. وإذا ما حدث في بعض أنديتنا هنا أوهناك فإنه يكون فعلا هامشيًا لأن هذه الأندية ترى أن رسالتها الأساس هي أدبية نخبوية صرفة..!! «5» .. ولنتأمل في هدوء ما يحدث.. ماذا قدمت الأندية الأدبية للشباب؟ أعتقد الراصد يجد أمامه مجموعة من الحقائق التي تستوجب الوقوف عندها طويلًا..!! «6» .. فمعظم هذه الأندية تصر على تقديم محاضرات وأمسيات وندوات موجهة لنخب بعينها بينما الشباب في معزل عن هذه الفعاليات التقليدية البحته إما لأنه يرى أنها لا تعنيه أو ليست موضع اهتمامه!! «7» .. وكان نتاج هذا فعاليات سقيمة بعناوينها وحضورها، فعاليات قد يكون مرتادوها بعدد أصابع اليدين، وجلهم من أعضاء مجلس الإدارة..!! «8» .. لا يختلف اثنان على أن الشباب يمثلون الشريحة الأكبرفي مجتمعنا السعودي فهل يعقل أن تكون هذه الشريحة خارج اهتماماتنا..!! «9» .. ومن المعيب جدًا أن يواجه شبابنا أخطرالقضايا في الوقت الحاضر وتتقاذفهم الدعايات والحملات وتقذف بهم في أتون أعاصير الفكر المتطرف والإرهاب ومؤسساتنا الثقافية تعكف على نشاطات محنطة..!! «10» .. ومن المعيب أيضًا أن التيارات والتنظيمات تستبقنا إلى شبابنا وتتخطفهم من بين أيدينا ونحن نقف موقف المتفرج..!! «11» .. إنني أدعو وزير الثقافة والإعلام إلى إعادة صياغة إستراتيجيتنا الثقافية بما يوازي التحديات التي نواجهها وتعمل على استيعاب الشباب وتحصين عقولهم وثقافتهم..!! «12» .. وأقترح أن تبنى هذه الإستراتيجية على مسارين: أولهما تحويل الأندية الأدبية في مناطق مكة والرياض والشرقية إلى مراكز ثقافية كمرحلة تجريبية أولى وتكون هذه المراكز مزودة بالمرافق والخطط التي تدفع بها نحو النجاح.. وثانيهما إعداد إستراتيجية ثقافية حديثة لبقية الأندية تتماشى مع الظروف والتحديات..! .. إنني أثق بأن الوزير وهو الشاب الواعي المثقف لن يغيب عنه مثل هذا.
مشاركة :