«جنايات» الشارقة تبرّئ إفريقية من تهمة قتل طفلها عمداً

  • 4/24/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: أحمد راغب إذا كان الحب هو حياة القلوب الميتة، فإنه قد يكون موتاً لقلوب أخرى، وأحياناً موتاً لأطفال لا يرون النور، سوى ساعات أو أيام، خصوصاً إذا كان هذا الحب بين اثنين، وأنتج علاقة غير شرعية، حينها ستكون النتائج وخيمة، لأن أهواء النفس سيطرت عليهما. أقامت فتاة إفريقية علاقة حب مع شاب من جنسيتها، وبدآ بالتقارب والتواصل، ثمّ أخذت تتطور، فلم يعد التواصل الهاتفي أو وسائل التواصل الأخرى، تكفي. وبدأت الفتاة تتردد على منزل عشيقها المقيم في عجمان، في جلسات السهر والسمر، وتتطوّر العلاقة إلى معاشرة جنسية، على أنه حبيبها وينوي الزواج منها، فلا ضير. وكانت تتوخّى الحذر، والحرص على أن لا تحمل. وكانت حبوب منع الحمل سبيلها إلى ذلك. لكن هذه الحبوب كان لها مضاعفات أخرى، أساءت إلى صحتها، فتوقفت عن أخذها. لكنها لم تتوقف عن معاشرة حبيبها غير الشرعية. حتى جاء يوم وقع ما كانت تخشاه، وظهرت عليها أعراض الحمل، وعندما تأكدت من ذلك، أخبرت العشيق به. لكن ردّة فعله كانت صادمة لها، وصارحها، بانعدام تام للضمير، بأن رغبته كانت لإشباع أهوائه، وأن الحب والزواج لم يطرقا باب تفكيره. ثم بدأ بالتهرب منها، وعدم الردّ على اتصالاتها. لم تلجأ الفتاة إلى الإجهاض، رغم علمها بمخاطر ما بعد الإنجاب. وبدأت حياتها تتحوّل إلى مسلسل قلق ورعب. حتى حان موعد الولادة، فرفضت الذهاب إلى المستشفى، فساعدتها إحدى صديقاتها التي تعلم قصّتها كاملة، على الإنجاب، وأنجبت طفلاً في مكان سكنها. وما زاد الطين بلة أنها ولدت طفلاً يعاني ضيق التنفس، فأخبرتها صديقتها أنه يوجد دواء في الصيدلية لمثل حالته، فطلبت منها إحضاره. وبحثت الصديقة عن الدواء، لكنها لم تجده. ففارق الطفل الحياة وأصبحت القضية أكثر تعقيداً، وبدأت الوالدة رحلة البحث عن الحل، وإخفاء الأمر بأقل الأضرار، فاقترحت صديقتها أن تقوم بوضعه في صندوق خشبي، وإلقائه في البحر، حتى تخفي أمره إلى الأبد. لكنّها التقطت له صورة بهاتفها للذكرى، حتى وإن كانت أليمة، وتوجهت به إلى شاطئ الحيرة في الشارقة ووضعته بين الصخور أملاً بأن يجرفه الموج، لكن الموج لم يكن بقسوتها، فقذفه إلى الشاطئ. وفي أحد الأيام، وفيما كان أحد الصيادين، يمارس عمله اليومي في صيد السمك، فوجئ بوجود جثة لطفل حديث الولادة ملقاة على الشاطئ وتنهشها الطيور، فاقترب وعاينها، فوجد جرحا غائرا في قدمه اليمنى وازرقاقاً في مناطق من جسده، وآثاراً للتعفن وبروز العين اليمنى إلى الخارج، كما عثر على بنطال أبيض ولفافة قماش بالقرب منها، فتوجه إلى مركز الشرطة وأبلغ عن الحادثة. وعندما بدأت الشرطة بالتحقيقات ومتابعة القضية، توجهت أصابع الاتهام إلى والدة الطفل، وبتفتيش هاتفها عُثر على الصورة التي التقطتها قبل إلقائه على الشاطئ، فاعترفت بالعلاقة التي أقامتها وبكيفية إنجابها للطفل، ثم كيفية وفاته. ولكن تقرير الطب الشرعي أثبت أن الطفل يبلغ من العمر أسبوعين، في حين أكدت والدته، أنه توفي بعد نصف ساعة. كما بيّن التقرير عدم وجود مظاهر مرضية متقدمة من شأنها إحداث الوفاة، وبسؤالها عن كل ذلك أجابت أنها لا تعرف سوى عدم تمكنه من التنفس، ومحاولتها اليائسة لشراء الدواء. وأحالتها النيابة العامة إلى الهيئة القضائية في محكمة جنايات الشارقة، التي برأتها من تهمة القتل العمد.

مشاركة :