عقد مسؤولون في الحكومة السورية وأكراد أمس السبت، اجتماعا ثانيا لمواصلة محادثات حول هدنة تم الاتفاق عليها الجمعة، في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا بعد يومين على اشتباكات دامية، بحسب فرانس برس. وبعد اشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام السوري وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش)، بدت مدينة القامشلي السبت هادئة وشوارعها خالية، كما تراجع عدد الحواجز الأمنية. وقال مصدر أمني لفرانس برس سيعقد اجتماع جديد اليوم في مطار القامشلي. وبعد اتفاق الهدنة الجمعة، ستبحث الأطراف المعنية وفق قوله عدة بنود أخرى من بينها تبادل المقاتلين الأسرى من الجانبين وإعادة النقاط التابعة للحكومة التي تقدمت فيها القوات الكردية. واندلعت الاشتباكات بين الطرفين، الأربعاء، إثر اشكال وقع عند أحد الحواجز الأمنية في المدينة، التي نادرًا ما تشهد حوادث مماثلة. وتوصل مسؤولون في الحكومة السورية وآخرون أكراد خلال اجتماع في مطار القامشلي إلى اتفاق هدنة لإنهاء الاشتباكات. وتتقاسم القوات الكردية المحلية والنظام السوري السيطرة على مدينة القامشلي التي تقطنها أكثرية كردية في محافظة الحسكة. وانسحبت القوات الحكومية تدريجيًا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في سوريا العام 2012، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي. من جانب آخر أسفر قصف لقوات النظام السوري أمس السبت، عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصًا على الأقل في مدينة حلب في شمال البلاد ومدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد المرصد مقتل 13 شخصا بينهم طفلان، وأصيب 22 آخرون جراء قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق. وقال إن قصف طائرات حربية لمناطق في حي طريق الباب في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 17 قتيلاً وجريحًا في حصيلة أولية. وقتل امس الجمعة في القصف الجوي الذي طال الأحياء الشرقية في حلب، بحسب الدفاع المدني، 25 شخصًا وأصيب 40 آخرون. ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. وتشهد منذ ذلك الحين معارك شبه يومية بين الطرفين، تراجعت حدتها بعد اتفاق وقف الأعمال القتالية في نهاية فبراير. ويستثني اتفاق الهدنة تنظيم داعش وجبهة النصرة، لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. إلا أن اتفاق وقف الأعمال القتالية بات مهددًا أكثر من أي وقت مضى مع تصاعد حدة المعارك والقصف في مناطق سورية عدة منذ بداية الشهر الحالي، فضلاً عن انسحاب وفد المعارضة السورية من مفاوضات جنيف. المصدر: سوريا - سكاي نيوز عربية
مشاركة :