لم أكن مطمئنًا لهذا المصطلح حين طرق مسمعي لمرات ومرات قبل سنوات من احداث 2011، فكوني كاتبًا وطنيًا جرح هذا المصطلح وجداني الوطني البحريني تحديدًا الذي لم ينشأ على هكذا مصطلحات، تلوح منها نوايا تقسيم ولغة تفرقة تسعى لشيء غامض ومضمر في عقل من أطلق ويطلق هكذا مصطلحات تكون مقدمة وتوطئة لتقسيم البيت الواحد الوطني الى بيوت صغيرة مقفلة ومغلقة على أساس مذهبي وطائفي لم نتعوده ولم يخترق بلادنا طوال عقود وعقود من العمل السياسي والثقافي والفكري عمومًا. وبعد سنوات قليلة لم تتعدَ أصابع اليد الواحدة شاع هذا المصطلح وانتشر كما أراد من خطط له ومن روَّجه في أحاديثه وخطاباته وكتاباته حتى بات مستقرًا في أذهان كثيرين رددوه وكرروه دون ان يقفوا على أهدافه وغاياته الخطيرة التي تريد التفتيت والتمزيق الوطني داخليًا على قاعدة مذهبية. العمائم الايرانية هي من نحتت واخترعت هذا المصطلح ومررته بسهولة لأتباعها في الإقليم الذين بشروا به وسوقوه على نطاق واسع في أوساط الشباب القريب منهم والذي يسمع لهم ويأخذ من أفواههم الفكرة. والعمائم الايرانية أرادت بهذا المصطلح ان تعوِّض عن فارسيتها بالبيت الشيعي تعويضًا عن عروبتها وانتمائها للعرب، فكان العزف تحت أنغامه النشار بلحن طائفي استبدلت به العروبة والقومية التي لا تمت لها بصلة ولا تستطيع ادعاءها والانتساب لها.. بـ البيت الشيعي، لتتقرب وتصل ثم لتسيطر بوصفها المدافعة والمنافحة عن حقوق الشيعة العرب. وهو ما أسس وما حفر الأرض العربية عميقًا لانقسام طائفي كانت تهدف له العمائم الايرانية لفرض السطوة والهيمنة والإمساك بخيوط اللعبة التي ستدفع لها من أغوتهم بهذا المصطلح ليعبدوا لها طريق الوصول. وهكذا استطاعت العمامة الايرانية الولائية بالذات ولاية الفقيه ان تختطف الحديث وتمثيل الشيعة العرب دون ان يفوضها الشيعة العرب بذلك على الاطلاق. وهي عملية استحواذ بطريقة وضع اليد او التمثيل والتفويض القسري الذي تلاعب بخديعة الشعارات والمصطلحات فمرر شيئًا من مشروع الهيمنة والسيطرة على طائفة بأكملها دون ان تخوله هذه الطائفة بتمثيلها او النطق باسمها، فيما أوعز النظام الايراني لجماعات ومنظماته بإعلان ولايته عليهم، ولعلنا جميعًا نذكر ذلك الخطاب التأسيسي القديم لحسن حزب الولي الفقيه وهو يعلن منفعلاً صائحًا بأعلى الصوت ولاؤنا للولي الفقيه آية الله خميني ما رسَّخ هذه الولاية بأسلوب قسري هناك اتبع طريقته ونهجه قادة الموالين لعمامة قم في أكثر من عاصمة عربية. وهكذا كان المصطلح التفتيتي البيت الشيعي الذي نشروه وسوقوه وروجوه البوابة التي دخل منها الولي الفقيه الايراني ليهيمن ويسيطر على العرب الشيعة وصولاً لتحقيق مشروع السيطرة الفارسية التي تشكل الحلم الأكبر للولي الفقيه الذي لا يعنيه العرب كعرب بقدر ما يعنيه ويشغله المشروع الصفوي الفارسي القديم المستقر في وجداته الأقدم. لقد أغوتنا لعبة المصطلحات في البداية، ثم أرهقتنا كثيرًا حين تم تشويه المصطلح وفقد ضابطه العلمي، وأصبح يستخدم مع الشيء وضده، حتى فقد المصطلح معناه الدقيق العلمي والموضوعي فتداخلت الخيوط وتشابكت وانعكس كل ذلك على مستوى الوعي العام الجمعي الذي ضاع بين المصطلحات، ثم دخلنا في النهاية الى نفق مظلم رهيب مع ظاهرة اختراع ونحت المصطلحات لأهداف وغايات سياسية ومشاريع وصائية وسيطرات فوقية مفوضة من وراء المجهول لتسيطر على المعلوم. فكانت بداية الانقسام حينًا باسم الطائفة وحينًا باسم المذهب، والطائفة والمذهب من ذلك براء.
مشاركة :